يجتمع اليوم نحو ستين مفكرا ومفكرة في مدينة الرسول صلى الله عليه وسلم، في اطار حواري وطني، تتعلق بهم آمال الشعب السعودي، الذي ظل يترقب هذا اللقاء التاريخي، الذي تطرح فيه اخطر قضية اجتماعية على الاطلاق، وهي قضية المرأة، في حضور كثيف من النساء المثقفات، وحيث ان القضايا المطروحة في الصحافة والتي حضر من اعمدتها كثيرون متفاوتة بين الحساسية الزائدة، كقيادة المرأة للسيارة، والسفر دون محرم، وبين قضايا يظن بعض اطياف المتحاورين انها ليست محل اتفاق، بينما الخلاف عليها صوري محض، كعمل المرأة، وحقها في التعبير، وحقها في ممارسة التجارة دون وكيل، وامثال ذلك فاني اتمنى ان يكون الحوار المكثف حول ما يمكن الالتقاء عليه، ولاسيما فيما يتصل بالعنف الذي تلقاه بعض النساء. ان كثيرا من المطلقات يبقين دون عائل مع اطفالهن، مع ان والد الاطفال موجود ومقتدر، ولكنه يلتفت الى حياة اخرى مع زوجة أخرى، وقل مثل ذلك حين يتزوج الرجل امرأة اخرى ويتنكر للأولى، وهناك نساء لم يستطعن ان يأخذن حقهن من الميراث ظلما بغير حق، وهناك نساء يتعرضن للضرب والاهانة وبعضه باسم الدين، والدين من ذلك براء وهناك زوجات لا ينلن حقهن من العشرة، واخريات لاينلن حقهن من اتاحة الفرصة لهن في اختيار الزوج، ونساء تسلط عليهن رجال من اسرهن فسرقوهن باسم الابوة او باسم الزوجية، ونساء رضخن تحت تهديدات مدرائهن او مديراتهن، وابتززن بطريقة او بأخرى، وهناك بنات يعشن نار الحرمان والشك في ظل آباء متعنتين، او امهات جاهلات، وهناك بنات وقعن في فخ المراهقين الكبار قبل الصغار، عن طريق الهواتف بانواعها، وشبكة الانترنت، حيث تقف الشابة على شفير العار والنار في الوقت نفسه، ولا تدري ماذا تفعل مع من سرق كرامتها، وظل يهددها دون وازع من دين او رحمة او شفقة.. وهناك.. كل ذلك يدعو هذا المؤتمر ان يشكل هيئة خاصة بالدفاع عن حقوق المرأة المهدرة في الغالب بأيدي افراد من اسرتها، بينما يضمن لها الشرع حقها في ذلك كله. ان المرأة السعودية نجحت في التعامل مع الحياة بكل فاعلية، وهي تحتفظ بحجابها، وسترها، ولم تشتك ولم تتذمر مما يروج له المتغربون وهو دين تتعبد المسلمة به. المرأة السعودية كيان قوي، استطاع خلال رحلة التطور ان يثبت امام كل رياح التغيير.. دون ان يتزعزع او يتراجع.. ودون ان يأسن، أو يتخلف.. بل سجلت نجاحات كبيرة في كل المجالات الحيوية بلا استثناء، ويكفيها نجاحا ان تكون أما تخرج العلماء والقادة.. زوجة تقف وراء العظماء، وتشحذ هممهم.. ومحبوبة تلهم الشعراء.. وأكاديمية نالت اعلى المراتب بكل جدارة.. وصحفية اثبتت جدارة قلمها وعمق فكره واصالته.. وطبيبة سجلت انجازا عالميا.. ومعلمة تربي محاضن النشء على الفضيلة.. وادارية تجمع بين الحزم والحب. دعواتي للمؤتمرين ان يجري الله الحق على ألسنتهم، وان ينفع بهم دينهم وأمتهم ووطنهم.