إنها إنسانة لها شأنها في المجتمع هي نصف المجتمع ثم هي تلد النصف الآخر فهي أمة كاملة .. كرمها الله تبارك وتعالى وخصها بسورة كاملة من كبار سور القرآن سماها باسم النساء .. ووصى النبي صلى الله عليه وسلم بحقوق المرأة في أحاديث كثيرة .وصى الرسول صلى الله عليه وسلم بالإحسان لهن في صغرهن وقال (من ابتلي من البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار) وقال في فضل تربيتها(من عال جاريتين حتى تبلغا - أي من ربى ابنتين حتى تبلغا ولا شك أن التربية التي يبلغ بها صاحبها هذه الدرجة تكون على منهج المصطفى صلى الله عليه وسلم كنت أنا وهو في الجنة كهاتين وأشار النبي صلى الله عليه وسلم بالسبابة والوسط ،وقال في حقوقها الاجتماعية (إنما النساء شقائق الرجال ) وقال موصياً عليهن (اتقوا الله في النساء) وقال (استوصوا بالنساء خيراً) ووصى عليه السلام على البر بها في الحديث عن أبي هريرة قال جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : من أحق الناس بحسن صحابتي ؟ قال : أمك ، قال : ثم من؟ قال : أمك ، قال ثم من : قال أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أبوك .هذا ما وصى به ديننا للمرأة حفظها و حفظ كرامتها وحقوقها ولنا مع هموم المرأة وحقوقها في التصرف بممتلكاتها من ميراث او راتب من وظيفة تعمل بها هذا الاستطلاع . اليوم المرأة لم تأخذ حقاً ولا باطلاً على كلام الأخت (سميرة ع ) موظفة والتي سألتها عن كيف تصرف راتبها وهل للوالدين أو الزوج تدخل فيه ؟ أجابت والألم يعصر قلبها : ديننا وصى ولكن الكل عصى وأولاهم اخوتي الذين لم يعطوني "ورثتي" التي ورثتها عن والدي غفر الله له، وبعد أن تم التعيين ودرست وبدأت قضية الراتب الذي وضع عليه ميكرسكوب لتكبير أرقامه والتهامه وكل واحد يخطط كيف يبتز ومن لحظة ركوبي للسيارة وأخي يدير نفس الاسطوانة وهو أن طريق عمله غير طريق عملي ومن أجل سواد عيوني غيًر الطريق وعيناه لا تنظر للطريق ولكن الى الحقيبة التي افتحها دائما لتقفل فم اخي ولكن عندما اقفل فم الاول كيف اقفل فم الآخر الذي يتضجر من ايجار المنزل وادفع والحسرة تقطع قلبي لأنهم اخذوا نصيبي من الورثة ليخططوا ويتزوجوا مع بعض في ليلة واحدة باعوا المزرعة والمنزل الكبير ليتمكنوا من ان يجعلوا زواجهم أسطورة وقضاء شهر العسل لكل واحد منهم في الدول الاوروبية والمصيبة العظمى في امي التي بعد ما سحب اخواني كل ما نملك صارت تسحب كل ما اجمع بطريقه وأخرى هذي ولدت لها هدية وهذي بنتها تملكت وهدية واخرى تربطها بها علاقة طيبة ولازم تتبادل معها بالهدايا في كل طلعة ورجعة والمصيبة ان الهدايا التي من جهدي وتعبي تذهب لصديقة العمر واذا اجتمعت العائلة الكريمة تخرج الهدايا التي من صديقة العمر وهات يا تمجيد ومدح ولو أنها شاعرة لكتبت معلقات فيها وأنا انقهر إذا سمعت العبارة هذه (والله انها أحسن من أبنائي لي) وان اقول في نفسي اقطعي عنها الهدايا ونشوف يا ماما ماذا يحصل بعد ذلك والله يا اختي ان سؤالك فتح علي مواجع الراتب وما يترتب علي . سألتها بما أنه أصبح الاقتران بموظفة عامل إغراء لكثير من الشباب لاسيما أصحاب الدخل المحدود ولا يحتاج المرء إلى فطنة ليدرك أنّ سوق الزواج من الموظفات رائج جداً هل هو صحيح ولماذا لم تتزوجي ؟ قالت والحزن يقطع قلبها :الشباب الذين تقدموا لخطبتي كثير بعد الوظيفة ولكن اخوتي النخوة والمروءة تجبرهم ان يقارنوا راتبي براتب المتقدم أو شهادتي بشهادته او نسبي بنسبه وهكذا يخرج كل خاطب من الباب الذي دخل معه. قلت لها ألا تخافين ان يفوتك القطار وتبدأ مشاكل العنوسة ؟ ابتسمت ابتسامة بريقها من الألم لا الندم وقالت: في الأول كنت خائفة من العنوسة أو أن يتأخر زواجي ولا أنجب بعد ذلك ولكن بعد ان سمعت مشاكل زميلاتي من الموظفات مع ازواجهن قلت قهري من اخواني ولا ذل زوج ما تقدم إلا بعد الوظيفة وعينه الفارغة التي لا تمتلئ. وأكدت (ليلى )كلام (سميرة) وتقول: لقد أصبحنا بعد زواجنا لا تستطيع أن تنفق الواحدة ولو القليل من راتبها على احتياجاتها الخاصة وإنما أصبحت مطالبة بدفع راتب السائق والخادمة شهريّاً إضافة إلى تسديد أقساط سيارة الزوج أو الابن وأضافت أنها مطالبة بتسديد جميع فواتير المنزل من كهرباء وهاتف وماء حتى لا تقطع عليها وعلى أطفالها الخدمات جراء تجاهل زوجها المستمر لتسديد ما عليه من التزامات. أليس يرجع هذا إلى طبيعة المرأة الحنونة وعطائها المستمر بلا حدود أم هو ضعف بشخصيتها تجاه الزوج ؟ من المؤسف جداً أن نجد من الأزواج ممن تقل مروءته رغم أنه موظف يأكل مال زوجته بغير حق ويسلك في ذلك سبلاً شتى من أنه محتاج لتصليح السيارة أو لشراء سيارة جديدة أو أنه سوف يشتري أرضاً للاستثمار وكلها من ألوان الخداع والحيل لأكل مال الزوجة الذي تجمعه من أجل أبنائها ولحياة أفضل. إذن هو ضعف في شخصيتها ؟ أجابت ليلى:لا يا عزيزتي إنه ليس ضعفاً ولكن نريد أن تكون أعباء الحياة أخف، المرأة ليست مادية وهم دائماً يركزون على تبذيرها، الرجل يشتري علبة السجائر ويشكو من قيمة حليب الأطفال هذا هو الرجل لأن لي صديقات غير موظفات أزواجهن دائماً يتضجرون من كل طلب ويعلقون أنك لست موظفة مثل ( فلانة ) التي تساعد زوجها وهكذا من الإهانات، وتقول مما جعلني أتنازل عن أكثر حقوقي وطلباتي في حين أنه يدفع إيجار استراحة مع أصدقائه ويوم الخميس والجمعة له طلعة معهم وفي الإجازات سفره هذا من غير الدفع للمأكل والمشرب في كل الحالات وتوفير السجائر والشيشة، والرجل يخلق الحيل للعب على غير الموظفة وابتزاز المال من الموظفة. قبل أن تخرج المرأة للعمل كانت الخلافات الزوجية محدودة ومعروفة وعندما خرجت للعمل تفاقمت المشكلات وازدادت الخلافات هل وظيفتها سبب لزيادة المشكلات؟ لا أخفي عليك أن للوظيفة والأهم هو الراتب وأين يصرف وكأن الزوج أخذ صك وكالة على راتب الزوجة مع صك الزواج وهي التي اجتمع عليها الهم والتعب موظفة تعمل مع ظروف المرأة الجسمية في كل الحالات من وحم وحمل وولادة ورضاعة والاهتمام بالبيت ومطالبة بكل مطالب الأبناء من اهتمام وتدريس والاعتناء بهم وبالزوج الذي يريد كل طلباته من الألف إلى الياء والاعتناء حتى بضيوفه من الأهل و الأصدقاء، وهو يتذمر ويشكو ويلقي اللوم عليها في كل تقصير،وفي الأخير يكون دماغه آلة حاسبة ,وكيف يصرف الراتب الذي أرادت به الزوجة الاستقرار، ولكن في الأنانية عند الرجل المغروسة فيه تجاه المرأة لا عطف ولا حنان مع شريكة عمره، هذا إذا ما قصر عمر الشركية في الاستغلال لمشاعرها ومالها. السؤال الذي أطرحه عليك بما أنك مدرسة دراسات إسلامية هل يظل الإنفاق مسؤولية الزوج حسب رأي الشريعة الإسلامية أم اختلف الأمر في ظل الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية الجديدة وخصوصاً بعد عمل المرأة ؟ أجابت (عزيزة ج): لو تمسك الجميع بالشريعة الإسلامية لانتشر الخير والبركة كما انتشر الإسلام الذي هو دين التعاون والمحبة بين الغرباء، فقد جمعهم الإسلام فما بالك بشخصين جمعهما بيت واحد وأسرة واحدة، عندما آخى الرسول صلى الله عليه وسلم بين المهاجرين والأنصار تقاسموا المسكن والمأكل ولكن للأسف الشديد في هذا الزمن إنانية الزوج وأقول الحقيقة أنانية الرجل عامة لأنه من يوم يولد الابن يكون التميز له على الأخت التي كأنها ولدت لتكون جارية تحت رجليه إلى أن يكبر ويتزوج وتكون المصيبة أكبر لتلبية طلباته هو وأبنائه ويكبر وهو يرى هذا الكائن وهي المرأة مهمشة الحقوق فيأخذ ما يقدر لها من مال سواء من ميراث أو من وظائف ويعود هذا إلى عدم الخوف من الله وإلى الأنانية وحب النفس وعدم مراعاة مشاعر الأخت أو الزوجة أو الأم التي لم ترحمها أنانية الرجل حتى لمنزلة الأم وعندهم طرق كثيرة للاستغلال. هل من المعقول أن الأم التي نالت من الأهل والزوج لتنال من الابن كذلك الابتزاز ؟ قالت (عزيزة ) لن أقول لك كان يا مكان بل أقول إن الرجال حب التجبر و الأنانية تجري في دمائهم إلا القلة القليلة منهم التي هداهم الله وراعوا مشاعر المرأة أماً أو أختاً أو بنتاً،ولكن البعض من لا مشاعر ولا إحساس يؤثر عليهم ومنهم أخي الذي يعلم ما أعانيه من زوجي واستغلاله لي ولكن كما يقال (من أجل عين تكرم مدينة) من أجل بناتي أنا عارفة النوايا و الألاعيب لاستغلالي وصابرة ولكن مصيبتي في أخي أكبر عندما أزور أمي التي تسكن في مدينة بعيدة عني وأعطيها مبلغاً من المال التي هي في حاجته لراتب الشغالة وتصرف على نفسها منها فإنه يزور أمي ويستدرجها بشتى الطرق حتى يعرف كم أعطيتها ويبقي المال المقدر للشغالة والخبرة مع الزمن في استغلال والدتي جعلته مبدعاً في الاحتيال. ألا ترين أن راتب الزوجة أصبح بوابة لمشكلات كثيرة داخل الأسرة ؟ إذا سلط الضوء على قضية مشكلة راتب الزوجة فالموضوع أمام قضية شائكة جداً،وتهدد استقرار الحياة الزوجية وخصوصاً في وقتنا الذي بات مختلفاً أكثر عن ذي قبل، والراتب قضيته ترجع إلى أنانية الزوج وضعف المرأة وعدم قدرتها على الدفاع عن حقوقها، فالإسلام قد أحل للمرأة المكانة اللائقة بها في جميع المجالات، ومنها مجال الحقوق المالية إذ جعلها بعد بلوغ سن الرشد كاملة لها الأحقية في التصرف بمالها ولم يجعل لأحد عليها ولاية ولا يجوز للزوج أن يتصرف في مال زوجته أو أن يأخذ شيئاً من مهرها، أو ميراثها أو راتبها إلا إذا طابت به نفسها ووهبته إليه بطيب خاطر منها دون إكراه أو إجبار أو تهديد بتركها العمل أو بالطلاق وأخذ الأبناء منها. كيف سيتقبل الزوج رفض زوجته المشاركة المنزلية في تحمل كل التكاليف معه؟ إنه لا يستقبل بل يأتي مقبلاً ويهدد ويتوعد بأن له الأحقية في( منعها وفرك أنفها في التراب) أو بالورقة التي يلوح بها مهدداً في أي نقاش وحوار في الرفض أو الامتناع في إعطائه المبلغ الذي خطط لابتزازه في المشاريع الوهمية التي تنتهي بالخسارة وتطير الأموال كما تطير الأسهم وتنزل ولا يعرف أين ذهبت الأموال، أما المساعده في تكاليف الأسرة فيعتبرونه فرضاً إلزامياً عليها لا أمراً استعطافياً تفعله وتنتظر الشكر منهم والثناء. ألم نتعود في مجتمعنا الشرقي أن الرجل هو ربان السفينة المنزلية والمرأة فقط مشاركة له في الحدود المتعارف عليها ؟ كان هذا الكلام سابقاً عندما كان الرجل رجلاً بمعنى الكلمة يتعب ويشقى من أجل أهله وأسرته أيام كانت الأسرة في سفينة ولها ربان، أما اليوم فإنه عناء على الأهل في صغره ودراسته وعمله ومتجبر متعجرف على زوجته وأبنائه. هل الراتب أمان للمرأة ام ضمان لبقائها ؟ كان أماناً أما اليوم فإنه قهر كيان لها ولوجودها، كثير من النساء يقتحمن ميدان الوظائف والعمل لتثبت نفسها أولاً ولمشاركتها للرجل ولتحمي نفسها من ذل الحاجة إذا ما حدث في حياتها أمر كوفاة الأب المعيل أو طلاقها من زوجها، واليوم بعض الرجال يتزوجون الموظفة من أجل الراتب الذي تتقاضاه هو يسيل لعابه لافتراس الراتب وهي توافق وتتنازل لاستقرار الأسرة، هذه الأيام عندما يبحث الشاب عن شريكة حياته يتقدم لخطبتها يستفسر عن وظيفتها والمرتبة التي رسمت عليها وراتبها وهل سحبت قرضاً من البنك أم لا ؟ وإذا تزوجها كان هو المتصرف بكل قرش تتقاضاه نهاية الشهر و فوق كل ذلك يتحكم بها ويفرض شخصيته القوية عليها. الشباب يريدون الزواج من موظفة ويصرون على ذلك فهل تصنفينهم حسب معرفتك من خلال مناقشاتك مع زميلات العمل؟ يمكن تصنيف نظرة الراغبين في الزواج من الموظفة، هناك من يرغب في الزواج من موظفة طمعاً في مالها أو راتبها ويعتبرها مصدر دخل ثابت يرفع عن كاهله الكثير من الأعباء ويصر عليها بالمشاركة في كل مصروفات المنزل وهذا الصنف يضم شريحة كبيرة من الذين يعملون في وظائف ذات رواتب متدنية، وهناك من يستغل راتب الزوجة لتحقيق أحلامه الشخصية كشراء سيارة فخمة لا يستطيع أن يشتريها من راتبه أو شراء مسكن خاص به أو غير ذلك من أحلامه التي لا تنتهي. أما الصنف الثالث وهو قليل فيؤمن بضرورة مساهمة المرأة في المجتمع لتحقيق ذاتها والإفادة من قدراتها في نفع الآخرين لاسيما إذا كانت متخصصة في مجالات يحتاج إليها المجتمع، ورقيه من رقيها ومكانتها الاجتماعية رمز لمكانته. هل الزواج شراكة بين الزوجين في كل شيء أم شراكة مزاجية بينهم حسب شروط وبنود الأقوى ؟ قالت (أم أحمد موظفة) التي لا تختلف رؤيتها عن رؤية جميع النساء إلا القلة منهن وتوضح إن الزوجين شخصان يكملان بعضهما البعض والمفترض ألا تفرقهما الفاتورة الخاصة بكل احتياجات البيت، فأنا أعمل الآن منذ سنوات عدةّ زوجي هو من يتسلم الراتب ولا أسأله عن هذه المسألة لأننا متفهمان تماماً، إن الراتب عليه أن يكون مفتاح الاستقرار الأسري لا بوابة الخلافات. ولكن يا (أم احمد ) الا تتوقعين أن استقرارك لأنك متنازلة حتى من أبسط حقوقك وهو أنه من يتسلم الراتب وأنتِ التي تعملين ؟ بالعكس أنا تنازلت عن قناعة مني ومن أجل عائلتي واستقرارنا، طبعاً بعد حوارات مع زوجي الذي وضح لي أن خروجي يتطلب سائقاً وخادمة للبيت وعليّ أن أساهم أنا فيهما مساهمة كاملة. إذن يا (أم أحمد) حتى وأنتِ تذهبين للعمل مطلوب عليك دفع قيمة السائق الذي ينفع الجميع والخادمة التي تخدم الكل هل يعقل هذا أم أنها من بنود تجبر الرجل؟ أنا كرست حياتي لنجاح زواجي وعائلتي فلن أسمح لورق أقصد هذا المال ليدمر عليّ ما بنيته، وزوجي أصر على أن يستلم وأنا سلمته وهذا نحن متزوجان من ثلاث عشرة سنة في حياة هادئة. هل تقنعيني أنك يا (أم أحمد ) أنك مقتنعة بالتنازلات؟ ادفعي قيمة الشغالة والسائق ولكن لماذا يستلم الراتب ؟ في الحقيقة لي أخت اكبر مني بسنوات وموظفة تزوجت وتعرضت لمشاكل كثيرة على الراتب والوظيفة وانتهت المشاكل بالطلاق وبناتها عند جدتهن لأبيهن بعد زواج والدهن ورفضها عيش البنات عندها ورفض اخي وزوجته ان تعود اختي وتعيش بيننا ومعها بناتها لكى يلقن زوجها درساً أن بنات الناس ما هي لعبة ولماذا تسرع وطلق أختي وهكذا لم أحاول أن تكون حياتي مثل حياة أختي فقبلت مرغمة وأتصنع الرضا على إعطائه الراتب كاملاً وأخذ مصروفي كل شهر ألف ريال حتى إنه يرفض إعطائي أي مبلغ لمساعدة أهلي ولكن أرجع وأقول مع الاستقرار في حياتي هو الذي أنا أبحث عنه. هل تعرفين رأي الدين في تصرف الزوج في راتب زوجته بدون رضائها ؟ إننا نعرف أن ديننا دين العدل والمساواة و يحرم الظلم ولا يجوز تصرف الزوج في راتب زوجته إلا برضائها وفي حدود ما تسمح به ما لم يكن بينهما شرط مسبق عند عقد الزواج. وقال إن راتب الزوجة وكسبها لها ولا يجوز للزوج التصرف فيه إلا إذا كان بينهما شرط عند عقد الزواج، أنه يأخذ من راتبها أما بدون شرط فليس للزوج حق في راتب الزوجة إلا ما طابت به نفسها والنبي -صلى الله عليه وسلم - قال (لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه ) وليس الموضوع مقصوراً على المرأة وراتبها وإنما يحرم الظلم كله في كل التعاملات. متى تشعرين أنتِ وزميلاتك الموظفات لحظات القهر في التعامل مع الزوج المستغل؟ لحظات المساومة وبيده الطلاق، يأخذ الأبناء، أو الزواج من زوجة ثانية ويتركها تربي وتصرف على البيت والأبناء ويهجرها عقاباً لها. ولكن الأقسى والأمر هو أن يلجأ إلى قتلها والأمثلة كثيرة وآخرها قضية المعلمة دليل الله يرحمها عندما دهسها زوجها بالسيارة بسبب نزاعات مالية على راتبها وعلى بطاقة الصراف وقد اعترف بقتلها غيلة وصدق ذلك في المحكمة الجزئية بعد الحادثة بثلاثة أيام. أتوقع أنك سمعتِ الحكم الذي صدر على زوج المعلمة القتيلة وهو الذي أصدرته المحكمة العامة في منطقة الرياض وهو الحكم بسجنه 12 عاماً وجلده 600 جلدة بعدما قتل زوجته دهساً في حي الحائر قبل نحو عامين ونصف العام. فما هو رأيك في الحكم ؟ نعم لقد قرأت وسمعت عن الحكم ولم أتوقع أن تحكم به المحكمة ولكن استندت المحكمة في حكمها هذا إلى تقرير طبي يؤكد أن الجاني يعاني من مرض ( الفصام) الذي يصاحبه اعتقادات خاطئة وسوء الحكم على الأمور واضطراب السلوك ما يخفف عنه المسؤولية الجنائية. لكن كما قرأت أن عائلة المجني عليها رفضت الحكم وتقدمت بطلب إلى محكمة الاستئناف لتدقيق القرار وإلغائه والحكم عليه بالقتل وهو أقل ما يستحق. وهو ما كنت أتمنى لو كان فعلاً الحكم على الجاني ب"القتل تعزيراً ومصادرة سيارته لأنه "دهس زوجته عمداً وعدواناً بطريقة بشعة وشنيعة بعد نزولها من سيارته ،ليس لها ذنب سوى أنه لم تسلمه بطاقة الصراف ليتحكم براتبها ليكون عبرة لمن يعتبر من كل من يلجأ الى القتل . و أخيراً علينا أن نعرف أنه عندما يرتقى بمشاعر المرأة وتعظم ثقتها بنفسها فإنها تكون مصدرًا لا ينضب للحب والخير والتضحية والعطف والحنان للآخرين وخاصة لزوجها ولأسرتها، وأن مفهوم القوامة في ديننا الإسلامي للرجل وليس للمرأة، وما يحدث الآن هي أن القوامة باتت للمرأة لتسلطها على الرجل في بعض الحالات بسبب مكانتها، وهنا ارتباك لوضع وسنن الله في خلقه، وإذا اختلفت السنن وطبقت عكس ما شرعت به بدأت الزعزعة النفسية والخلافات الأسرية التي تؤدي والعياذ بالله إلى الطلاق في بعض الأحيان، فما أجمل من أن يتمسك الرجل بوضعه الإسلامي ومكانته الاجتماعية المحترمة ويعطي نفسه حقها من التقدير والاحترام، فالرجل الحقيقي هو الذي يطبق القوامة وهو الذي يشعر بكيانه عند الانفاق على بيته وزوجته وأبنائه ومنهم من يستغل ومنهم من يتحرج من مد يده للمرأة واستغلالها والتي قد تتجرأ عليه بعد ذلك بسبب المال أو قد تحتقره بسبب الاستغلال وهذا لا يعني أنها لا تساعده وتكون عوناً له وتكسب المحبة والتقدير وإعطاء المفهوم الإسلامي الحقيقي في التعامل بين الزوجين، ومن الجانب الآخر التعاون المعقول وتحمل المسؤوليات بأدب المعاملة وحسن التفاهم بينهم وليس بمبدأ المباهاة والتفاخر بالاستغلال لكسب مال أي منهما.