بوغت 58 موظفا بمشاريع مياه الشرب والصرف الصحي بمدينة الجبيل باجراءات تعسفية من قبل شركة اخرى تم الحاقهم عليها دون اخذ رأيهم ودون احترام رغباتهم وطموحهم. الشركة الجديدة ألغت البدلات ونسفت الراتب نسفا دون مراعاة لظروف هؤلاء الموظفين الذين يعولون عائلات وعليهم التزامات كثيرة.. المعاناة تكشفها (اليوم) في التحقيق التالي : تعرض 58 موظفا بمشاريع مياه الشرب والصرف الصحي بمدينة الجبيل لمعاناة كبيرة في عملهم حيث احيلوا مؤخرا لشركة جديدة اتخذت معهم اجراءات تعسفية حسب العقد الموقع بينها وبينهم اضافة لما تعرضوا له من خفض لرواتبهم وحرمانهم من المزايا التي كانوا يحصلون عليها وليس هذا وحسب بل انهم لم يحصلوا حتى على الاضافات المنصوص عليها في العقد الموقع. (اليوم) التقت مع هؤلاء الموظفين الذين تحدثوا عن معاناتهم قائلين : كنا نعمل لدى مشاريع الهيئة الملكية منذ سنوات طويلة ونحن ننتقل مع كل مقاول جديد حيث ضمنت الهيئة الملكية حقوقنا واصبحنا في امن وظيفي, ولكن بعد ان تم انشاء شركة الكهرباء والمياه للجبيل وينبع (مرافق) تم تسليم جميع المشاريع في الجبيلوينبع لها وعملنا تحت مظلتها ما يقارب العام حيث كان عددنا نحن رجال الامن 25 موظفا وعملنا في المواقع التي تتبع شركة (مرافق) وهي التبريد والتحلية والخزانات ونتقاضى نفس رواتبنا السابقة 4700 ريال وبعد ذلك احالونا وبعض المشغلين والسائقين وعددنا 58 الى شركة امنية براتب 2800 ريال, اي تم حسم 1900 من راتبنا السابق علما بان (مرافق) تعاقدت مع شركة (رسال) واصبحوا يضمون موظفي تلك الشركة حيث ضموا من مشروع مياه الشرب موظفين (قسم الفواتير) الى شركة مرافق في الوقت الذي يوجد فيه اغلبية الموظفين في مرافق من العمالة الاجنبية وجميع السكرتارية لدى المسئولين في مرافق عمالة اجنبية وبمسميات دهان وسمكري. وهذا يعطي دلالة واضحة على حرص شركة مرافق واهتمامها الواضح بالعمالة الاجنبية ولم تعر السعوديين اي اهتمام. ونحن نوجه السؤال الى شركة مرافق ألسنا احق بالضم اليها والتوظيف من الاجانب وايضا احق ممن يضمونهم من شركة رسال لانها شركة حديثة العمل مع مرافق ونحن لنا عشر سنوات في نفس المشاريع. كما تجاهلت شركة مرافق ابسط حقوقنا التي ضمنتها الهيئة الملكية في السابق وعلى مدار سنين حيث شردت حوالي 58 رب اسرة وجعلتهم بدون عمل الا من اضطرته الظروف لقبول راتب (2800) ريال. أليس من الظلم ان فينا من يعمل في هذه المشاريع اكثر من ثلاثة عشر عاما وفي نهاية المطاف تنهى خدماتهم في حالة عدم موافقتهم على العرض الجائر من قبل الشركة. واضاف الموظفون : اذا كانت شركة (مرافق) تبحث عن الربحية والتكدس الوظيفي فكيف لها ان تشغل رجال الامن الذين احيلوا اليها من الهيئة الملكية وعددهم 40 رجل امن 16 ساعة اضافية, وعملهم يوم راحتهم الاسبوعية مع العلم بأنهم احالوا بعض الموظفين من ينبع من مشغلين الى رجال امن وتم اعطاؤهم انتدابا لمدة شهر وكذلك تذاكر سفر لمدة ثلاثة اشهر وجميع المصاريف. كما ان شركة مرافق تدعي أنها سلمت المقاول الجديد (للشركة الامنية) مواقع غير حيوية أليس مدينة الجبيل الصناعية كلها منطقة حيوية او انه بعرفهم يوجد رجل امن لمكان حيوي ورجل امن لمكان غير حيوي حيث لا نعلم ما هو المعيار الاساسي الذي جعلهم يفرقون بين الموظفين في تلك المشاريع. وفي الوقت الذي اسندت (مرافق) اعمال الصيانة الى مقاول والتشغيل الى مقاول آخر من حيث الراتب وبدل شفت وهو 9% وعلاوة سنوية 5% وبدل سكن مع العلم اننا محرومون من كل هذه البدلات حتى بدل الامن وهو 15% محرمون منه وكذلك من الراحة مثل موظفي التشغيل ورجال امن (مرافق). كما عمدت شركة (مرافق) الى ضمنا الى هذه الشركة الامنية وقد اتخذت ضدنا اجراءات تعسفية من خلال العقد المبرم معنا مع المقاول والذي لا يخلو من الوعيد والتهديد اي في حالة التأخر يتم فصل الموظف فصلا نهائيا اضافة الى ان مدة العقد سنة واحدة وبهذا نرى سعيها الحثيث لضمنا الى قائمة البطالة وحرماننا من وظائفنا. وتساءل الموظفون عن الدافع الذي جعل مسئولي (مرافق) يأتون من شركة سابك أليس الدافع لهذا البحث عن الافضل مع العلم ان شركة مرافق اعطتهم رواتب عالية علاوة على المميزات الاخرى من بدل سكن وسيارات مع العلم لو انه تم الحسم على احدهم 2000 ريال فقط لاقام الدنيا ولم يقعدها كما نسأل شركة (مرافق) أليس لدينا التزامات اسرية مثل ما لموظفيها ، لماذا لم يساوونا مثل موظفي ينبع (الطاقة والمياه) ويضموننا لشركة مرافق ألا تشفع لنا خدمتنا الطويلة في تلك المشاريع اذا كانت شركة مرافق تقول انها لم تنه خدمات احد موظفيها فهذا صحيح ولكن كم عمر شركة (مرافق) وكم عمر هذه المشاريع اذ لا توجد هناك اي مقارنة فالفارق كبير جدا حيث اننا موجودون فيها قبل انشاء شركة مرافق. يقول موسى عيسى بن هندي اعمل في مشروع مياه الصرف الصحي منذ 20 عاما في وظيفة مراقب عمال وكان راتبي 5000 ريال بالاضافة الى بدل اعاشة 1400 ريال لا يتبدل بتغير الشركة المشغلة للمشروع خلال تلك السنوات الطويلة اما الآن فمع انتقال المشروع الى شركة مرافق تبدلت وظيفتي من مراقب عمال الى رجل أمن وأنا الذي عملت 20 عاما في مجال مراقبة عمال وليس لدي أي خبرة في مجال الأمن كما أن راتبي أصبح لا يتجاوز 2800 ريال في حين أنني أعول 5 أطفال وزوجة ولم يعد لدي مسكن بل أصبحت أسكن بالإيجار. يقول يحيى نتاش آل زمنان: معاناتي شديدة لا توصف، لدي 12 طفلا أسكن معهم في منزل مستأجر كان راتبي الأساسي خلال عملي في هذا المشروع 3300 ريال طوال 11 عاما مضت وكانت تصرف لي 1200 ريال بدل اعاشة أما الآن فراتبي أصبح 2800 ريال دون أي بدلات أو زيادات اضافية. ويوضح حمود سليمان العقيل قائلا: أنا شاب عملت في مشروع مياه الشرب لمدة 10 سنوات كان راتبي خلالها 4500 ريال مع بدل اعاشة 1400 ريال كان حلمي الوحيد خلال السنوات الماضية أن أجمع مبلغا كافيا يمكنني من الزواج لأعيش حياة استقرار بعد معاناتي مع العزوبية أما الآن فقد تحطم حلمي وذهب أدراج الرياح حيث ان مبلغ 2800 ريال من غير أي بدلات لن يكفيني وحدي فكيف لي أن أفتح بيتا. أما جواد حسين الحبارى فإن معاناته النفسية أشد من المالية وتحطم طموحه ونشاطه أشد من تحطم مستقبله وبيته حيث يقول: كنت أعمل فني تكييف منذ 19 عاما لم يكن طموحي خلالها أن أبني حياتي وأبنائي وحسب بل كان طموحي أن أرتقي في عملي وأطور من نفسي وأن أكون مثالا للشاب السعودي المثابر في عمله وقد حققت ولله الحمد خلال تلك السنوات شهادات عديدة وانجازات متكررة كان أبرزها ترقيتي الى مراقب بعدما كنت مجرد فني أما الآن قد كبتت الشركة طموحي وحطمت موهبتي بتحويلي من مراقب للتكييف والتبريد الى مجرد رجل أمن ناهيك عن راتبي الذي خصم منه 2300 ريال وحرمت بدلات الاعاشة وأنا أعول عائلة من 9 أفراد. ويؤكد يوسف أحمد المصلح انه عمل في مشاريع الهيئة لمدة 18 عاما كمساعد فني في حالة مستورة ولله الحمد حيث إن راتبه 3000 ريال وتصرف له بدل اعاشة 1200 ريال ما الآن فإن راتبه لا يتجاوز 2800 ريال من غير أي بدلات حتى بدل السكن لا يصرف له مع أنه يسكن في منزل بالإيجار. ويشير طايل عبدالإله التريكي إلى أنه متزوج ولديه طفلان يسكن معهم في منزل بالإيجار ولكن راتبه 3000 ريال كان يجزيهم ويعتمد في تسديد ايجار منزله على بدل الاعاشة الذي يصرف له أما الآن فإن راتبه أصبح لا يتجاوز 2800 ويدفع منه ايجار المنزل حيث ان هذه الشركة لم تعد تصرف له بدل الإعاشة. أما سعد حسن الشمراني فإنه يبلغ من العمر 54 عاما ولم يتبق له سوى 6 سنوات ويحال بعدها للتقاعد وبالرغم من أنه عمل في مشاريع الهيئة لمدة 17 عاما كان راتبه خلالها 5400 ريال إلا أن احالته للتقاعد وراتبه 2800 ريال ستسبب له مشكلة كبيرة حيث ان التأمينات الاجتماعية ستعتمد في حساب راتب التقاعد على آخر راتب كان يتقاضاه وهو 2800 ريال.