@ ما العلاقة المفترض إقامتها بين المدرب واللاعب في العصر الحديث؟ هذا السؤال كنا قد أجبنا عنه منذ سنين وما زال السؤال يطرح كل يوم. في الماضي لم تكن هناك تعاقدات مع المدربين.. فالادارة تختار أكبر الأشخاص سنا ليتولى التدريب بجانب كونه لاعبا أيضا.. ونسميه اليوم وفق نصوص العقود الاحترافية مدربا وبالتالي يصبح مسئولا فنيا عن التدريب والتطوير وتكون كلمته هي العليا وعلى اللاعب أن يخضع لكل أقواله وأفعاله وتقاريره وينفذها حرفيا دون اعتراض. الأكبر سنا في الزمن الماضي يكون (الأعلم) على غرار "أكبر منك يوم أفهم منك دوم" هذا المفهوم الشائع كنا ننفذه حرفيا وكانت مهمة المدرب التسخين والتدريب واختيار "اللستة" أو قائمة الفريق للمباراة. لم تكن هناك خطة تكتيكية فقط تشكيل من 4/2/4 أو (دليوم ام) إو 4/4/2 أو 3/5/2 الخ فالدفاع يشتت والوسط يحاول والهجوم يسجل.. كيف لا يهم فقط أن تتخلص من الكرة وتركلها باتجاه مرمى الخصم. لم يحدث أن اعترض لاعب على رأي المدرب لأنه الآمر الناهي.. ويمكننا الرجوع لشيخ المدربين جاسم المعاودة وايضا محمد عبدالملك لنعرف كم كانا مؤثرين ومسيطرين على أمورهما في قيادة لاعبي (النسور والعربي) في ذلك الوقت.. وهذا ينطبق على عباس خليل عباس عبدالرسول (العاصفة - رأس الرمان، فهؤلاء كانت أوامرهم نافذة ولا تنزل الأرض. هذه ليست نواقص أو أساليب ديكتاتورية في المدرب السابق انما هي من صلب العمل التدريبي وتقابل بالاحترام والتقدير من جهة اللاعبين. في الزمن الحاضر اختلف المفهوم التدريبي وجاء عصر المدرب المحترف عربيا أم أجنبيا، واختلفت ثقافات اللاعبين وصار من السهل الآن التعامل وإقامة العلاقات لأن ارتفاع الوعي الثقافي بين المدرب واللاعب حتم توطيدها والعقد الرسمي المبرم بين المدرب وادارة النادي ويلزم اللاعب تنفيذه ومساعدة المدرب في تطبيق بنوده وأهدافه. متى يحق للاعب في العصر الحاضر الاعتراض أو مناقشة المدرب المحترف؟ في العقود الرسمية لا توجد مادة تجيز للاعب ان يعترض أو يناقش المدرب حتى لو كان رئيسا للفريق "كابتن" لكن ادارة النادي هي الجهة الرسمية التي يحق لها مساءلة المدرب اذا لم ينجح في مهمته من خلال مادة "الشرط الجزائي". مهمة كابتن الفريق داخل وخارج الملعب ايصال بيانات المدرب وارشاداته للاعبين وهو جسر العلاقة وداعمها والقائم على تطويرها وليست مهمته الاعتراض ونقد أداء المدرب. قد يفهم البعض ان "حرية ابداء الرأي" تنطبق على اللاعب.. وهذا الفهم غير صحيح.. فاللاعب الذي يفهم انه حر في ابداء رأيه عليه ان يخلع قميص اللعب ويتفرغ لابداء الرأي.. وهذا من حقه دستوريا شريطة الا تسىء لغيره بحسب الأعراف الدستورية. هذا القول ينطبق على الأعضاء الرسميين والقانون يجيز لهم نقد الادارة والمدرب في اجتماع الجمعية العمومية العادية وغير العادية بما فيها المدرب الذي لم يحقق أهداف النادي. مما تقدم نجد أنفسنا أمام علاقة قانونية.. فالزمن الحاضر هو زمن العلاقات القانونية.. المدرب واللاعب وحتى الجماهير الرياضية ملزمة بمثل هذه العلاقات لأن مفهوم الاحتراف يعني عقودا رسمية موقعة تلتزم بها الأطراف المعنية دون استثناء. أخبار الخليج الإماراتية