أكد المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة والآثار المهندس عبداللطيف البنيان أن المنطقة الشرقية لم تتأثر بموجات الغبار خلال الفترة الماضية، معتبراً العواصف الترابية التي مرت بالمنطقة محدودة ولم تستمر لأكثر من يومين ، وقال إن المنطقة الشرقية يتوفر بها العديد من المراكز الترفيهية والأسواق المغلقة والتي من شأنها إتاحة الفرصة للسائح أن يختار النمط الذي يرغب فيه دون التعرض للغبار أو الأتربة في حال هبوبها على المنطقة ، وأضاف البنيان أن المنطقة الشرقية تعد من أهم مناطق الجذب السياحي في السعودية، مشيرا إلى أن جهاز السياحة في الهيئة يعمل على جعل المنطقة الشرقية وجهة السياحة العائلية في الخليج العربي لما يتوافر فيها من مقومات أثرية وترفيهية وثقافية. وذكر البنيان أن بعض المواقع في المنطقة الشرقية تمكنت من تحقيق عناصر الجذب السياحي كواجهتي الدمام والجبيل البحريتين اللتين تجتذبان أغلب زوار المنطقة الشرقية، كما أن الهيئة تركز على التنوع في عناصر الجذب السياحي في المنطقة الشرقية من خلال تطوير المناطق الأثرية، والمناطق البحرية التي حققت الجذب السياحي، إضافة إلى المناطق الصحراوية كالنعيرية وحفر الباطن اللتين تعدان مناطق جذب مهمة للسياحة الصحراوية. الأتربة العالقة في حين بين أستاذ تلوث الهواء وصحة بيئة العمل في قسم صحة البيئة بكلية العلوم الطبية التطبيقية في جامعة الدمام الدكتور محمود الشرقاوي، أن ظاهرة انتشار الأتربة في جو المدن السعودية و تلوث الهواء تعتبر من أخطر المشكلات التي يواجهها الإنسان في العصر الحاضر، وخاصة في المدن والمناطق الصناعية والعواصم المزدحمة، ويستنشق الإنسان حوالي 7500 لتر من الهواء الجوي يوميا. ومن ثم فإن أية ملوثات في الهواء الجوي ، حتى لو وجدت بكميات ضئيلة جدا ، سوف تؤثر علي صحة الإنسان لأنها تدخل جسمه بسهولة وبصورة مباشرة من خلال جهازه التنفسي. ومن أخطر هذه الملوثات الأتربة أو الجسيمات الدقيقة العالقة والتي أصبح انتشارها في الجو يمثل ظاهرة في العديد من المدن السعودية ، وبخاصة في السنوات الأخيرة. وحول الأتربة، بين الشرقاوي، أنها تتكون من جزيئات أو جسيمات دقيقة عالقة من مادة صلبة أو من قطرات صغيرة جدا من سائل لدرجة تجعلها معلقة في الغلاف الجوي لفترات ممتدة من الزمن وقادرة علي الانتقال بفعل الرياح لمسافات تصل إلى آلاف الكيلومترات. وتختلف الأتربة العالقة في الهواء في تكوينها وحجمها والأصل الذي نشأت منه. وتتكون الأتربة عادة عن طريق العديد من الآليات والعمليات سواء كانت طبيعية مثل حرائق الغابات والحمم البركانية وحمل الرياح لها من المناطق الصحراوية أو بفعل النشاط الإنساني مثل المصانع وحركة السيارات وعمليات الهدم والبناء وحرق الوقود والفضلات والمخلفات الزراعية وغيرها. وقد تكون هذه الأتربة سامة بطبيعتها بدون التفاعل مع أية مركبات أخرى ، وذلك لخواصها الكيميائية أو الفيزيائية نتيجة لحملها مواد سامة على سطحها ونقلها لرئتي الإنسان وهذا يتوقف على المصدر الذي نشأت منه. الرماد والدخان ويظهر التراب أو الجسيمات الدقيقة العالقة في الجو على هيئة صور مختلفة مثل الغبار والرماد والدخان والأبخرة والسخام والضباب الدخاني والقطرات الدقيقة من السوائل المعروفة باسم هباء، وتتراوح الأتربة في حجمها من قطع صغيرة مرئية من الرمل والتراب إلى جسيمات مجهرية صغيرة جدا في الحجم تصل أحيانا إلى أقل من 0.01 ميكرون (الميكرون واحد على مليون من المتر)،ولهذا السبب فإن كثيرا من الناس يشتكون من دخول الأتربة للمنازل والأماكن المغلقة بصورة كبيرة ، وبخاصة أثناء العواصف الترابية ، وذلك على الرغم من اتخاذ كافة التدابير المانعة لذلك مثل إغلاق جميع أو معظم الفتحات داخل البيوت مثل الشبابيك وفتحات المكيفات والفراغات البينية للأبواب وخلافه. ويرجع ذلك إلى الدقة المتناهية لأحجام بعض أنواع الأتربة والتي تتعامل في الجو على أنها هواء يمكنه أن يتسلل من أي فتحة مهما كان صغر حجمها. مساحات شاسعة وأضاف الشرقاوي أن ظاهرة انتشار الأتربة في المملكة لأنها تعتبر واحدة من الدول النامية التي تتميز بالتطور السريع في الأنشطة التجارية والصناعية وما يصاحبها من حركة مرورية وزيادة بشرية وعمرانية هائلة. بالإضافة إلى ذلك ، فإن المملكة تتميز بوجود مساحات شاسعة من الأراضي الخالية من أي أنشطة عمرانية إما في شكل جبال أو أراض صحراوية أو أراض تحت الإنشاء، ونظرا لوجود كميات هائلة من الأتربة والرمال في هذه المساحات فإنها يمكن أن تثار بسهولة وتنتقل إلى الجو بفعل التضاريس المحلية أو الظروف المناخية وأهمها عدم استقرار الرياح وانتقالها بالتالي إلي المدن والمناطق العمرانية المأهولة بالسكان. وللحد من هذه الظاهرة بين الشرقاوي لابد من ترتيب حملة توعية مكثفة على جميع المستويات لتبيان مخاطر التلوث البيئي بشكل عام ودور السلوكيات البشرية الخاطئة مثل إهمال صيانة السيارات أو تعمد إثارة الأتربة مثل عمليات التفحيط، وزيادة عدد الأشجار والحدائق العامة التي تساعد في عملية اصطياد الأتربة وملوثات الهواء بشكل عام، واستمرار عمليات كنس وتنظيف الشوارع أولا بأول ورش الطرق غير المرصوفة بالماء تجنبا لإثارة تراب الشارع أثناء سير السيارات وسرعة بناء الأراضي المخصصة لإقامة المشروعات العمرانية القائمة في المناطق الحضرية المأهولة بالسكان أو على الأقل عزلها ببناء الأسوار حولها وقاية من انتقال الأتربة منها إلى المناطق المجاورة بفعل الرياح.
قلة الأمطار ساهمت في رفع نسبة الغبار وبين الأستاذ المساعد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور علي الشكري ، أن موجة الغبار تكون في الغالب في شهر ابريل ومايو، وقد اتصفت السنوات الماضية بقلة الأمطار خاصة في المناطق الصحراوية وذلك بعد نهاية فصل البرد. لذا فإن جو المملكة غير مستقر لكون أغلب تضاريس المملكة صحاري وودياناً ومناطق جبلية وحول المملكة مسطحات مائية لذا يكون الجو متقلبا وغير مستقر . وأضاف أنه نتوقع هبوب رياح وتكون سحاب ووجود أمطار غير متوقعة لكون الرياح تكون شمالية وشمالية شرقية شبه جافة لديها القدرة في تحميل دقائق الرمل وخاصة من صحراء العراق وتكون قادمة من غرب العراق وشرق الأردن تتسبب في موجات من الغبار ويكون أكثر المتضررين والمستاءين من ذلك الغبار العراق ثم تليها الكويت ثم تليها المملكة وفي هذه السنة حدث تكرار لموجات الغبار ولكن عدد الأيام كان قليلا مقارنة بالأعوام الماضية وهذا الشيء متوقع في بعض الأحيان حيث تهب رياح من المحيط الهندي تكون مشبعة بالرطوبة تخفف من موجة الغبار . كما أننا نتوقع استمرار الغبار لمدة ثلاثة أسابيع بصفة متقطعة ويكون على شمال وشرق المملكة في الدرجة الأولى ثم تليها المنطقة الوسطى في الدرجة الثانية. وأوصى عضو التدريس بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن الدكتور حبيب أبو الحمايل بضرورة وجود أبحاث مستمرة في ذلك الموضوع مبيناً بأن موجة الغبار القادمة تؤثر على المولدات الكهربائية والميكانيكية لكونها تتسرب إلى الداخل مما يضعف تأديتها . وأوضح الناطق الإعلامي لحرس الحدود بالمنطقة الشرقية العقيد محمد الغامدي أنه يتم تحذير جميع الصيادين والمتنزهين بقدوم موجة غبار في حال تلقي المعلومة من مصلحة الأرصاد التي تزودنا بمستجدات الطقس ويتم تسجيل جميع أسماء البحارة لضمان سلامتهم قبل السماح لهم بالإبحار حيث يوجد مايقارب 5600 قارب صيد ونزهة وفي بعض الأوقات يتم المنع حسب الأحوال الجوية.