أعلنت منظمة حظر الاسلحة الكيماوية ومقرها لاهاي أمس الخميس ان ليبيا ستبدأ تدمير 3300 قنبلة فارغة اعتبارا من اليوم الجمعة في اطار حملتها للتخلص من اسلحتها الكيماوية. وسيراقب مفتشو المنظمة عملية التدمير المقرر لها ان تستمر حتى الخامس من مارس. وتزامن هذا الاعلان مع قرار واشنطن رفع حظر سفر رعاياها الى ليبيا وسماحها لبعض الشركات الامريكية بالتفاوض على صفقات مع طرابلس، مبدية بذلك ترحيبها بقرار ليبيا التخلص من برامجها لانتاج اسلحة محظورة. كما اتخذت ادارة بوش خطوة اضافية بالسماح لليبيا بان يكون لها وجود دبلوماسي في واشنطن. وتأتي هذه الخطوات بعد يوم من تراجع ليبيا عن تصريحات رئيس وزرائها شكري غانم الذي نفى اي مسؤولية لبلاده عن تفجير طائرة بان امريكان فوق لوكربي عام 1988 . وكانت الولاياتالمتحدة لوحت بامكانية التطبيع الكامل للعلاقات مع ليبيا بعد ان تعهد الزعيم الليبي العقيد معمر القذافي في ديسمبر بالكشف عن كافة برامجه لتطوير اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية وتفكيكها. وتسببت تصريحات غانم في تأجيل الاعلان عن رفع القيود المفروضة على سفر الامريكيين الى ليبيا لمدة يومين ولكن المدى الذي ذهبت اليه الخطوات المتخذة من جانب ادارة بوش تظهر رغبة واشنطن في التجاوب مع الجهود الليبية. وقال البيت الابيض في بيان أمس على مدار الشهرين الماضيين اتخذت ليبيا خطوات مهمة نحو تطبيق تعهداتها بالكشف عن كافة برامجها لانتاج اسلحة دمار شامل وتفكيكها. وقالت الولاياتالمتحدة لايزال هناك المزيد مما يتعين على ليبيا عمله. ولكنها اشادت بما فعلته طرابلس بوصفه خطوات جدية وذات مصداقية ومتناسقة مع تعهدات القذافي. وسيسمح رفع الحظر على سفر الامريكيين لشركات النفط الامريكية بان تتوجه الى طرابلس للتفاوض على ابرام اتفاقيات من اليوم الذي ترفع فيه العقوبات التجارية الامريكية. وليبيا حريصة على عودة الشركات الامريكية وبخاصة في مجال صناعة النفط موردها الرئيسي من العملات الاجنبية. واغضب غانم المسؤولين الامريكيين بسبب تصريحاته التي نفى فيها مسؤولية بلاده عن تفجير طائرة لوكربي وقال ان طرابلس لم توافق على ان تدفع تعويضات الى اسر الضحايا الا لكي تشتري السلام. واضطرت ليبيا لاصدار بيان تتراجع فيه عن تصريحات غانم امس الاول الاربعاء وتعيد فيه التأكيد على تمسكها بموقفها الذي اعلنته في اغسطس الماضي.