بدأت ليبيا فعليا تحركاتها الدبلوماسية أمس ساعية لاستعادة علاقات طبيعية مع الغرب والاندماج في المجتمع الدولي، باستقبال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير في لندن وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم ولقاء العقيد معمر القذافي مع رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلسكوني في طرابلس في وقت متزامن. وشلقم اول وزير خارجية ليبي يزور بريطانيا منذ تولى القذافي السلطة عام 1969. واجتمع رئيس الوزراء الايطالي مع القذافي في اول زيارة يقوم بها زعيم غربي الى طرابلس منذ تعهدت ليبيا في ديسمبر بالتخلي عن اسلحة الدمار الشامل. وعرض التلفزيون الليبي مشاهد للقذافي وبرلسكوني جالسين في خيمة في مسقط رأس القذافي في مدينة سرت حيث يعقدان محادثات يتوقع ان تغطي قضايا منها تدفق المهاجرين بشكل غير مشروع الى اوروبا عبر السواحل الليبية. وقال مسؤولون انه سيجري ايضا بحث مطالب طرابلس بان تعوضها روما عن الاضرار الناجمة عن الغام ارضية تركتها قوات الاحتلال وعن وفاة ليبيين خلال ترحيلهم الى ايطاليا في الفترة بين عامي 1911 و1943 . ووصل برلسكوني الى سرت قادما من روما حيث كان في استقباله شكري غانم رئيس الوزراء الليبي الذي حضر المباحثات. وأعلنت بريطانيا أنها ترتب لعقد قمة بين رئيس الوزراء البريطاني توني بلير والزعيم الليبي معمر القذافي لاجراء محادثات تاريخية تقديرا لقرار طرابلس نبذ اسلحة الدمار الشامل. وقال جاك سترو وزير الخارجية البريطاني في مؤتمر صحفي بعد أن أجرى محادثات مع شلقم ناقشنا ذلك ونأمل كثيرا ان يتم الترتيب لزيارة في أقرب وقت ممكن لكن لم يحدد موعد بعد. ولم يتضح ما اذا كانت قمة القذافي وبلير ستعقد في بريطانيا ام على الاراضي الليبية. وأدلى وزير الخارجية البريطاني بهذه التصريحات بعد ان اجرى محادثات هو وبلير مع شلقم وهو اول وزير خارجية ليبي يزور بريطانيا منذ عام 1969 وهو العام الذي تولى فيه القذافي السلطة. ووصف سترو زيارة وزير الخارجية الليبي للندن بانها تاريخية حقا وانها دليل ملموس على تحسن العلاقات وصرح بان لندنوطرابلس تتطلعان الى تعزيز العلاقات. وأعلن شلقم ان بلاده تتعاون بشكل كامل وتفتح منشآتها العسكرية امام المفتشين الدوليين. وقال فيما يخص برامج اسلحة الدمار الشامل كنا البادئين بأخذ المبادرة في هذه المسألة. وكانت الولاياتالمتحدة قد دمغت ليبيا برعاية الارهاب وفرضت عليها الاممالمتحدة عقوبات استمرت حتى العام الماضي لدورها في تفجير طائرة ركاب امريكية فوق لوكربي باسكتلندا في حادث ادى الى مقتل 270 . لكن لندنوواشنطن تحركتا سريعا لاعادة ليبيا الى صف المجتمع الدولي في الاشهر القليلة الماضية. ودفعت ليبيا العام الماضي 7ر2 مليار دولار تعويضات لاسر ضحايا لوكربي قبل ان توافق على ازالة برامج اسلحة الدمار الشامل. وتحركت بريطانيا اسرع من الولاياتالمتحدة لاعادة العلاقات. ولم ترفع واشنطن بعد العقوبات الاقتصادية التي فرضتها على طرابلس ومنها حظر سفر المواطنين الامريكيين الى ليبيا كما تؤخر هذه العقوبات ابرام عقود نفطية مربحة. لكن بعد محادثات ثلاثية في لندن الاسبوع الماضي اعلن مسؤولون امريكيون ان واشنطن سترفع قريبا قيود السفر الى ليبيا اذا استمر التقدم في تعهدها بازالة اسلحة الدمار الشامل. وتخفيف هذه العقوبات سيسمح لشركات نفط امريكية باستئناف نشاطها في ليبيا الذي توقف بعد ان اضطرتها العقوبات الامريكية عام 1986 للانسحاب من البلاد. ومن جانبها أعلنت بريطانيا أمس انها تحقق تقدما طيبا مع ليبيا فيما يتعلق بتعهدها بالتخلي عن تطوير اسلحة دمار شامل بما في ذلك الاسلحة الذرية. وقال سترو في تصريحاته نحقق تقدما طيبا في تنفيذ اتفاق 19 ديسمبر. وصرح سترو ايضا بأن الجانبين سيعززان جهودهما لحسم قضية مقتل شرطية بريطانية عام 1984 بالرصاص امام السفارة الليبية في لندن خلال احتجاج. وقال مسؤولون بريطانيون ان النيران جاءت فيما يبدو من داخل السفارة وان ليبيا ترفض التعاون الكامل في التحقيقات. القذافي يجتمع وبرلسكوني في طرابلس أمس