في أول زيارة لوفد من الكونغرس الأمريكي الى ليبيا منذ أكثر من ثلاثة عقود، بدأ النائب الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، توم لانتوس، أمس السبت زيارة لطرابلس انتظرتها طويلا فيما يبدو، ليجري محادثات مع كبار المسؤولين في الحكم واعضاء في البرلمان ورجال اعمال. وسيتبع لانتوس وهو ابرز الديمقراطيين في لجنة العلاقات الدولية بمجلس النواب، اليوم الأحد، وصول ستة اعضاء آخرين، في أول خطوة أمريكية هامة تجاه ليبيا منذ وصول العقيد معمر القذافي الى السلطة قبل 34 عاما. وقال لانتوس للصحفيين في مطار طرابلس الكونجرس والادارة الامريكية يتطلعان للعمل بشكل مكثف وحاسم مع الحكومة هنا. واتضح الآن أن ليبيا تريد تطبيعا سريعا في علاقاتها الدبلوماسية مع الولاياتالمتحدة التي حظرت واردات النفط الليبية عام 1982 ووسعت العقوبات عام 1986 متهمة طرابلس بدعم الارهاب. وبعد تفجير ملهى ليلي في برلين عام 1986 قتل فيه جنديان امريكيان قصفت طائرات امريكية اهدافا في ليبيا من بينها مقر اقامة القذافي. وادين ليبي بتفجير طائرة بان امريكان فوق لوكربي باسكتلندا عام 1988 مما ادى الى مقتل كثير من الامريكيين ودفعت طرابلس تعويضات لاقارب القتلى العام الماضي. واثنى مسؤولون امريكيون بارزون على تعهد القذافي في الشهر الماضي بالتراجع عن جهود للحصول على اسلحة نووية وكيماوية وبيولوجية. وكان مسؤولون من الولاياتالمتحدة وبريطانيا والوكالة الدولية للطاقة الذرية في ليبيا هذا الاسبوع لبدء تفكيك منشآت نووية. وارسل مسؤولون امريكيون اشارات متضاربة بشأن متى وكيف قد يتم تخفيف العقوبات واستعادة العلاقات الدبلوماسية. وقال لانتوس (75 عاما) وهو من الناجين من النازية ومن اشد المؤيدين لاسرائيل، آمل كثيرا جدا ان تساهم هذه الزيارة في تحسين العلاقات بين ليبيا والولاياتالمتحدة . لقد ناقشت زيارتي مع الحكومة على اعلى مستوى. واضاف انه هو والاعضاء الستة من مجلس النواب سيقدمون تقريرا لمسؤولي الكونجرس والحكومة بشأن الزيارة التي تستمر حتى يوم الثلاثاء. وقال لانتوس الذي وصل الى طرابلس على متن طائرة تابعة للخطوط الجوية الهولندية: نريد ان تتكرر هذه الزيارات لنتمكن من التعرف على بلادكم وعلى تاريخكم وعلى تقاليدكم. يذكر أن العلاقات الدبلوماسية مقطوعة بين البلدين منذ عام 1981. وقال رئيس جمعية الصداقة الليبية الأمريكية عادل الدائمي يوم الجمعة ان الوفد الأمريكي سيلتقي اعضاء من الجالية الأمريكية في ليبيا وهي تضم بضع مئات معظمهم من العاملين في شركات في ليبيا او من المتزوجات من ليبيين، بحسب الدائمي. وقد قامت ليبيا بمبادرة تجاه الأمريكيين والبريطانيين في اغسطس، عبر الموافقة على دفع مبلغ 2.7 مليار دولار كتعويضات لعائلات ضحايا طائرة بان الأمريكية التي انفجرت فوق لوكربي في اسكتلاندا في كانون الاول ديسمبر 1988 ما ادى الى مقتل 270 شخصا. وحصلت طرابلس مقابل هذه المبادرة على رفع العقوبات الدولية التي كانت مفروضة عليها. ورأى الرئيس الأمريكي جورج بوش مساء الثلاثاء في خطابه حول حال الاتحاد ان قرار ليبيا التخلي عن تطوير اسلحة دمار شامل يبرر قراره شن حرب على العراق. وقال ان تسعة اشهر من المفاوضات المكثفة قامت بها الولاياتالمتحدة وبريطانيا نجحت حيث فشلت 12 سنة من الدبلوماسية مع العراق. ورحبت ليبيا الاربعاء بخطاب الرئيس الأمريكي. وقال عبد الرحمن شلقم انها خطوة ايجابية ونأمل بخطوات عملية تؤدي الى انهاء المقاطعة (الأمريكية) لليبيا. وقد جدد بوش اخيرا العقوبات الأمريكية المفروضة على ليبيا منذ 1986، مؤكدا ان على ليبيا التي لا تزال مدرجة على اللائحة الأمريكية للدول الداعمة للارهاب، ان تواصل سياسة الانفتاح في شأن الاسلحة غير التقليدية بخطوات ملموسة.