تجاوب الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي لطلب الولاياتالمتحدة اعلان البراءة من تصريحات رئيس وزرائه مؤخرا التي أعلن فيها عدم مسؤولية طرابلس عن تفجير طائرة لوكربي عام 1988 وأن ليبيا قدمت التعويضات فقط من باب شراء السلام مع الغرب، وهو التصريح الذي أثار غضب واشنطن. واعلن وزير الخارجية الليبي عبد الرحمن شلقم في بيان ان بلاده قبلت مسؤولية افعال موظفيها الرسميين عن اعتداء لوكربي في عام 1988 معتبرا ان التصريحات الاخيرة التي تشكك في هذه المواقف تعد غير دقيقة. وفي بيان وزع على الصحافيين اكد شلقم ان من باب الاحترام للقانون الدولي وتوافقا مع قرارات مجلس الامن فان ليبيا كدولة ذات سيادة قد سهلت احضار المشتبه فيهما للعدالة والمتهمين بتفجير طائرة بانام وقبلت مسؤولية افعال موظفيها الرسميين في اقرار بمسؤولية ليبيا عن اعتداء لوكربي. وختم البيان: نحن مستمرون في التمسك بموقفنا هذا والتصريحات الاخيرة التي تشكك في هذه المواقف تعد غير دقيقة في اشارة الى تصريح شكري غانم. وكان شكري محمد غانم رئيس الوزراء الليبي قد نفى الثلاثاء الماضي علاقة حكومته بلوكربي. وقال ل (بي بي سي)، اعتقدنا انه من الاسهل لنا شراء سلام لذلك وافقنا على دفع التعويض. وقدمت ليبيا في الماضي مذكرة خطية الى مجلس الامن الدولي اعترفت فيها بالمسؤولية عن تورط مسؤولين ليبيين في حادثة التفجير، وقام المجلس في المقابل برفع الحظر الدولي المفروض عليها. ومن المتوقع ان يفسح البيان الذي اذاعته وكالة الجماهيرية الليبية للانباء الطريق أمام البيت الابيض كي يعجل برفع قيود السفر الى ليبيا ويتخذ اجراءات اخرى لتحسين العلاقات الدبلوماسية معها لمبادرتها بنبذ برامجها النووية. وجاء الاعتذار الليبي بعد أن شدد البيت الابيض أمس على ضرورة قيام ليبيا باعلان مسؤوليتها عن حادثة تفجير لوكربي لعام 1988 كشرط لتحسين علاقات واشنطن مع طرابلس. وقال الناطق باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان للصحافيين عند هذه المرحلة، نتوقع من ليبيا ان توضح ان موقفها ما زال هو نفسه بالنسبة الى تحمل مسؤولية اعمالها واعمال مواطنيها. وقال ماكليلان ردا على سؤال حول احتمال قيام واشنطن بتخفيف الحظر الذي تفرضه على سفر مواطنيها الى ليبيا، إن طرابلس يجب ان تشجب تصريحات رئيس وزرائها شكري غانم القائلة أن اتفاقية دفع تعويضات بقيمة 2.7 مليار دولار لعائلات ضحايا لوكربي لم تكن سوى عملية شراء سلام مع الغرب. واكد ماكليلان انه ليس ثمة ما يتوجب اعلانه حاليا حول تخفيف الحظر وقال: نتوقع من ليببا ان تعلن بوضوح ان موقفها ما زال على ما هو عليه. وقال الناطق باسم الخارجية الامريكية ريتشارد باوتشر: ننتظر من الليبيين ان يسحبوا هذا التصريح مذكرا بأن الحكومة الليبية اعترفت رسميا بمسؤوليتها في هذا الاعتداء. ويقضي العميل السابق في الاستخبارات الليبية عبد الباسط المقرحي عقوبة بالسجن المؤبد بعد ادانته في يناير 2001 بالضلوع في الاعتداء الذي استهدف طائرة بوينغ تابعة لشركة بانام فوق قرية لوكربي البريطانية.