اتسمت ردود الفعل الغربية لإعلان ليبيا تخليها عن برنامجها لتطوير اسلحة الدمار الشامل بالترحيب حيث وصف القرار بانها مبادرة ستساهم فى تعزيز امن الولاياتالمتحدة والعالم. وقال بوش فى كلمة القاها بالبيت الابيض ونقلها راديو (العالم الان) امس ان تعهد الرئيس الليبى معمر القذافى اذا تم احترامه سيساهم فى تعزيز امن الولاياتالمتحدة. وكشف الرئيس الامريكى عن ان محادثات جرت بين طرابلسوواشنطن ولندن حول تطوير ليبيا لاسلحة الدمار الشامل منذ تسعة اشهر فى اطار مبادرة شخصية من القذافى الذى اتصل بالجانبين الامريكى والبريطانى عبر مبعوث خاص ادت الى اقناع ليبيا بوضع حد لطموحاتها فى هذا المجال. واضاف: ان مسئولين ليبيين وبتوجيهات من القذافى نفسه قدموا لضباط الاستخبارات الامريكية والبريطانية مستندات حول برامج ليبيا الكيماوية والبيولوجية والنووية والصواريخ الموجهة ونشاطاتها فى هذا الميدان. واعرب الرئيس بوش عن امله فى تعود ليبيا بقرارها هذا من جديد الى الوسط الدولي.. موضحا انه فيما تتخذ الحكومة الليبية خطوات ضرورية وتظهر مدى جديتها فانها تستعيد من جديد الثقة بها ويمكن بذلك ان تستعيد مكانتها المرموقة بين الدول وتقيم صلات افضل مع الولاياتالمتحدة وقال مسؤول كبير بادارة الرئيس جورج بوش ان ليبيا تتحرك في الاتجاه الصحيح من خلال الوعد الذي قدمته بالتخلي عن اسلحة الدمار الشامل لكن من السابق لاوانه قول متى وما اذا كانت الولاياتالمتحدة سترفع العقوبات في تحرك يمكن ان يفيد شركات النفط الامريكية. وقال مسؤول كبير بالادارة الامريكية لرويترز اننا في البداية. الليبيون يريدون العمل مع الولاياتالمتحدة لكننا نتحرك خطوة خطوة. واضاف: سنعمل معهم ماداموا جادين في مبادرتهم. لسنا في مرحلة بحث كيف سيؤثر ذلك على نظام العقوبات. وقالت وزارة الطاقة الامريكية ان رفع العقوبات يمكن ان يسمح لشركات النفط الامريكية بالعودة الى ليبيا حيث كانت شركات امريكية تنتج في وقت من الاوقات اكثر من مليون برميل يوميا وحيث يمكن تعزيز منشآت النفط لتصل بالانتاج الى مليوني برميل يوميا خلال خمس سنوات. ورفعت الاممالمتحدة في وقت سابق من العام الحالي العقوبات عندما توصلت ليبيا الى اتفاق مالي مع اسر ضحايا حادث طائرة الركاب الامريكية التابعة لشركة بان امريكان فوق اسكتلندا في عام 1988 . وقبل عام 1986 عندما قرر الرئيس الامريكي الاسبق رونالد ريجان وقف نشاط الشركات الامريكية في ليبيا كانت توجد خمس شركات نفط عاملة هي مجموعة اواسيس جروب وهي كونسورتيوم يضم ثلاث شركات هي ماراثون اويل كومباني واميرادا هيس وكونكو فيليبس بالاضافة الى شركات اوكسيدنتال بتروليوم وجريس بتروليوم. وعندما كانت اكسون وموبيل شركتين منفصلتين غادرتا ليبيا في عام 1982 . وتشكل الشركتان الان أكبر شركة نفط في العالم هي اكسون موبيل كورب. واذا رفعت العقوبات الامريكية فان الشركات الاعضاء في مجموعة اواسيس تحرص فيما يبدو على العودة الى ليبيا. وقالت احدى الشركات الثلاث في مجموعة اواسيس لرويترز في وقت سابق هذا الشهر انها تسعى الى تجديد تصاريح العمل لتطوير حقل الواحة الضخم. وتنتهي التصاريح في عام 2005 ولم يحدد المسؤول الكبير بادارة بوش أي جداول زمنية لرفع العقوبات الامريكية. وفي ذروة عملها في ليبيا كانت مجموعة اواسيس تنتج مليون برميل يوميا. ولم يتسن الاتصال بمسؤولين من هذه الشركات للتعليق بعد التحرك الليبي والكلمتين اللتين القاهما بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير. وغادرت شركة اوكسدينتال بتروليوم وهي جزء من مجموعة اواسيس ليبيا ايضا في عام 1986. وقال متحدث باسم شركة اوكسدينتال في وقت سابق من الشهر الحالي نحن مستعدون للعودة الى ليبيا عندما تسمح الحكومتان الامريكية والليبية لنا. ونعتقد ان ليبيا تود ان نعود للعمل فيها. وطلبت الشركات الثلاث في مجموعة اواسيس من الحكومة الليبية تمديد تصاريح العمل لضمان عدم تحويل الامتياز الى شركات اوروبية لم تفرض دولها حظرا على الاستثمار في ليبيا. وليبيا لديها احتياطيات نفطية مؤكدة تبلغ نحو 30 مليار برميل وحددت اوبك لليبيا حصة انتاج تبلغ 312ر1 مليون برميل يوميا. وتستورد الولاياتالمتحدة الغاز الطبيعي المسال بكميات تعادل ثلاثة في المئة من حجم استهلاكها من الغاز الطبيعي. ووفقا لوزارة الطاقة الامريكية فان لدى ليبيا احتياطيات غاز طبيعي مؤكدة تبلغ نحو 47 تريليون قدم مكعب وفي عام 2001 انتجت 218 مليار قدم مكعب. من جانبه صرح تونى بلير بانه اجرى اتصالا مع الرئيس القذافى هنأه فيه على الجهد والشجاعة التى أبداها نتيجة لقرار بلاده بتدمير كل البرامج الخاصة بأسلحة الدمار الشامل. وقال رئيس الوزراء البريطانى فى تصريحات للصحفيين الليلة قبل الماضية أنه تحادث مع الرئيس الليبى حيث قدر له عاليا قراره بتدمير برنامج أسلحة الدمار الشامل وأعرب عن أمله فى أن تقوم ايران وكوريا الشمالية باتخاذ خطوات مهمة كخطوة العقيد القذافي. ورحبت الحكومة الاسترالية بالقرارالليبي السماح باجراء عمليات تفتيش مفاجئة لكافة منشآتها النووية دون قيد او شرط. ونقلت هيئة الاذاعة الاسترالية عن وزير الخارجية الاسترالي اليكساندر دونر قوله ان القرار الذي اعلنه العقيد القذافي التخلي عن برنامج الاسلحة النووية والكيميائية والبيولوجية والموافقة على توقيع وثائق دولية للمساعدة على التخلي عن تلك الاسلحة. واضاف دونر ان الخطوة الليبية ارثبتت ان العامل بمقدوره التخلص من اسلحة الدمار الشامل في حال حذت كافة الدول حذو ليبيا. وجددت ليبيا فى البيان التأكيد على ان سباق التسلح لا يخدم امنها ولا امن المنطقة ويتعارض مع حرصها الشديد على عالم ينعم بالامن والسلام.. داعية كل الدول الى ان تحذو حذوها خاصة دول منطقة الشرق الاوسط بدون استثناء. الرئيس الامريكي بوش الرئيس البريطاني بلير