عانق المنتخب التونسي اللقب القاري بعد انتظار دام 47 عاما وتحديدا منذ انطلاق نهائيات كأس الامم الافريقية لكرة القدم عام 1957 في الخرطوم من خلال تتويجه بطلا للدورة الرابعة والعشرين التي اقيمت على أرضه وتميزت بتألق للكرة العربية عموما والمغاربية بشكل خاص. ولم يكن أحد يراهن على احراز المنتخب التونسي اللقب حتى ان هدف الاتحاد التونسي مع مديره الفني الفرنسي روجيه لومير كان بلوغ دور الاربعة، بيد أن أطماع (نسور قرطاج) كبرت بعد تخطيهم السنغال في ربع النهائي ونيجيريا في دور الاربعة ولم تبق امامهم سوى عقبة واحدة تمثلت في المنتخب المغربي، أحد أفضل المنتخبات في البطولة، فنجحوا في التفوق عليه وأحراز اللقب الذي لطالما حلموا به خصوصا انه كان الاقرب اليهم مرتين من خلال بلوغ المباراة النهائية وذلك عامي 1965 على أرضه عندما خسر امام غانا، و1996 في جنوب افريقيا عندما خسر امام منتخبها. كما كانت الاستضافة الثالثة لتونس للنهائيات ثابتة بعد فشله عامي 1965 و1994 لكنه نجح هذه المرة في ان يدون اسمه في سجلات المنتخبات التي نالت شرف الفوز باللقب فحذت بالتالي حذو الجارتين المغرب (1976) والجزائر (1990). يذكر ان تونس هي المنتخب الثالث عشر الذي ينال اللقب القاري. ولا يمكن الحديث عن انجاز المنتخب التونسي دون التطرق الى الدور الكبير الذي لعبه مديرها الفني الفرنسي روجيه لومير الذي انتقم لنفسه على طريقته الخاصة بعد اقالته من الادارة الفنية لمنتخب بلاده اثر الفشل الذريع في مونديال 2002 في كوريا الجنوبية واليابان معا. ورد لومير على منتقديه حتى من انصار المنتخب التونسي الذين عبروا عن تذمرهم منه قبل النهائيات بسبب النتائج المخيبة التي حققها في المباريات الاعدادية. ورد لومير الاعتبار لنفسه أولا من خلال الفوز على السنغال التي كانت حققت المفاجأة في المونديال بفوزها على فرنسا بقيادته 1- صفر في المباراة الافتتاحية، ثم أسكت منتقديه بتحقيق الهدف المطلوب من الاتحاد المحلي الا وهو قيادة المنتخب الى دور الاربعة. ولم يقف طموح لومير عند هذا الحد بل كسب الرهان الذي فشل فيه جميع المدربين الذين اشرفوا على منتخب تونس وقاده الى اللقب القاري الاول في تاريخه، وبات اول مدرب يجمع بين لقبين قاريين مختلفين بعدما قاد منتخب بلاده الى احراز لقب بطولة امم اوروبا عام 2000، علما بانه احرز كأس العالم عام 1998 عندما كان مساعدا لايمي جاكيه. ولومير هو ثالث مدرب فرنسي يحزر اللقب القاري بعد مواطنيه كلود لوروا وبيار لوشانتر اللذين قادا الكاميرون الى هذا الانجاز عامي 1984 و2000 على التوالي. فرحة جماهير تونس