انخفضت قيمة الدولار أمام العملات الأجنبية الرئيسية الأخرى، مما بدد الآمال بأن اجتماعا للدول الصناعية الكبرى في فلوريدا سيضع حدا لانخفاضه. وأدان اجتماع وزراء مالية مجموعة السبع الإفراط في اللجوء إلى سياسات تعويم العملات المحلية. وكان هذا التحذير موجها للأسلوب الذي تتبعه السلطات الأمريكية في التشجيع على تعويم الدولار، وهو ما أدى إلى تحقيقه مكاسب في البداية إلا أن قيمته سرعان ما تدهورت لتصل إلى أدنى مستوياتها أمام الجنيه الإسترليني منذ 11 عاما. ولا توجد مؤشرات على أن قيمة العملة سترتفع على المدى الطويل. وكانت قيمة الدولار قد انخفضت بصورة حادة أمام الين والجنيه الاسترليني واليورو في الأشهر الأخيرة، تمشيا مع سياسة يعتقد أن الحكومة الأمريكية قد أمرت بتنفيذها. وشجع على هذا الانخفاض البيان الختامي لاجتماع مجموعة السبع في سبتمبر الماضي، والذي دعا إلى أبداء المزيد من المرونة في أسعار الصرف. وفاقم منه أيضا حجم التجارة الأمريكية الهائل والعجز الحكومي الكبير، بالإضافة إلى انخفاض أسعار الفائدة الأمريكية. وأثار هذا الانخفاض في قيمة الدولار قلق الساسة في مناطق أخرى من العالم، حيث يخشون أن تتضرر اقتصادياتهم التي تمر بمرحلة تعاف هش حاليا، إذا أثر انخفاض سعر الدولار على أسعار صادراتهم إلى الأسواق الأمريكية المربحة. وجاء بيان مجموعة السبع الذي أكد على "المرونة"، وهو ما يعتقد مراقبون أنه تعبير استهدف الصين التي تتهمها الولاياتالمتحدة بتعمد إبقاء أسعار الفائدة منخفضة مما يضر بالصادرات الأمريكية. وتثير التكهنات أن حكومة بكين ستعيد تحديد قيمة اليوان، لكن الحكومة قامت بتكذيب هذه الأنباء. وعلى الرغم من محاولة بيان مجموعة السبع وضع نهاية لانخفاض الدولار فإن المتعاملين يعتقدون أنه مجرد إجراء شكلي. وربما يكون اقتراب موعد إجراء الانتخابات الأمريكية عاملا آخر لانخفاض قيمة الدولار مما يؤدي إلى تعزيز الصادرات الأمريكية وربما يشجع على نمو عدد الوظائف. يذكر أن نحو مليوني عامل قد فقدوا وظائفهم في أمريكا منذ عام 2001.