توقع مصرفيون أن ينعكس تعاظم التعاملات التجارية المصرية مع اوروبا والمملكة المتحدة على قيمة اليورو والجنيه الاسترلينى فى سوق الصرف المصرية. وقال هولاء إن تخفيض الفائدة على الدولار سيؤدى الى انعاش الطلب على اليورو والاسترلينى نظرا لقوتهما أمام الدولار مشيرين الى أنه فى حال بدء التنفيذ الفعلى لاتفاقية المشاركة المصرية الأوروبية وتزايد الطلب على العملتين ستشتد المضاربات عليهما. كما توقعوا أن يشجع خفض الفائدة على الدولار في البنوك المصرية على مواصلة خفض الفائدة على الجنيه فى البنوك المصرية دون خوف من أية آثار جانبية مثل انتعاش عمليات الدولرة والتأثير السلبى على السيولة المحلية. وأشار المصرفيون الى ارتفاع اليورو والجنيه الاسترلينى أمام الجنيه المصرى خلال الفترة القليلة الماضية بما يتراوح بين 4 و 6 قروش نتيجة ارتفاعهما أمام الدولار حيث بلغ متوسط سعر صرف اليورو فى البنوك نحو 5ر463 قرش للشراء و469 قرشا للبيع ووصل سعر الجنيه الاسترلينى الى 725 قرشا للشراء و733 قرشا للبيع. كما أشاروا الى ارتفاع أسعار صرف الين اليابانى والفرنك السويسرى فى حين ثبتت أسعار صرف العملات العربية أمام الجنيه المصرى نظرا لارتباطها بالدولار وثبات أسعارها أمامه. وسجل سعر اليورو نفس سعر العملة الأمريكية بالسوق غير الرسمية وبلغ متوسط سعره 516 قرشا مما يشير الى اكتساب العملة الأوروبية الموحدة لأرضية قوية تدعمه فى سباقه المحموم مع الدولار بالسوق المصرية. وقال مدير بنك مصر رومانيا عبد الرحمن بركة فى تصريحه (كونا) أن تأثر حركة التعاملات على العملات الأجنبية فى مصر بقرار خفض الفائدة على الدولار جاء محدودا للغاية. وأوضح أن خفض سعر الاقراض والخصم بنسبة واحد بالمائة والتوقعات شبه المؤكدة باتجاه معظم البنوك نحو استمرار تحريك أسعار الفائدة الدائنة والمدينة خلال الأيام القليلة المقبلة امتص تداعيات خفض الفائدة على الدولار. وتوقع أن تشهد سوق صرف العملات الأجنبية بمصر سباقا جديدا بين اليورو والدولار والجنيه الاسترلينى على ضوء انخفاض الفائدة على الدولار الى 25ر1 بالمائة واتجاه بعض العملاء الى الايداع باليورو على حساب الدولار. كما توقع بركة زيادة الطلب على اليورو والاسترلينى خلال الأسابيع المقبلة مع ذروة الموسم السياحى الشتوى وتحرك عمليات التبادل التجارى بين مصر وبريطانيا وكذا تفعيل اتفاقية المشاركة مع أوروبا مشيرا الى أن تراجع الفائدة على الدولار قد يدفع صغار المدخرين الى حيازة اليورو والاسترلينى الأمر الذى يؤدى الى زيادة الطلب عليهما. من جانبه قال سكرتير شعبة الصرافة باتحاد الغرف التجارية على الحريرى أن الطلب فى سوق الصرف بمصر مركز حاليا على الدولار واليورو والاسترلينى ومعهم الريال السعودى الذى بدأ الاقبال يتزايد عليه مع بدء استعداد الحجاج لتوفير احتياجاتهم لموسم الحج. وطالب مصرفيون بنظام صرف أكثر مرونة مشيرين الى أن الحرص على تثبيت قيمة العملة الوطنية أمام الدولار خلال عقد التسعينات كانت خاطئة وأدت الى تداعيات خطيرة الأمر الذى يتطلب السماح بهامش أكبر لتفاعل قوى العرض والطلب والتدخل فقط فى حالة الانحراف وتعمد المضاربة علاوة على الاستمرار فى الرقابة على شركات الصرافة.