اتهم جون كيري الذي يتقدم السباق للحصول على ترشيح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية الرئيس جورج بوش بمحاولة تغيير المبررات التي استخدمها في شن الحرب على العراق. وطعن كيري في مؤتمر صحفي في قول بوش في مقابلة تلفزيونية اذيعت يوم الاحد ان الولاياتالمتحدة شنت الحرب على العراق لانها كانت تعرف ان لديه القدرة على صنع اسلحة للدمار الشامل. وقال كيري: هذا يختلف كل الاختلاف عما قاله الرئيس وادارته للشعب الامريكي طوال عام 2002. فانذاك قال الرئيس بوش للشعب الامريكي مرارا وتكرارا ان صدام حسين لديه اسلحة كيماوية. واضاف: وقالوا لنا ان باستطاعته ان ينشر هذه الاسلحة خلال 45 دقيقة ليصيب بها جنودنا. وعلى هذا الاساس ارسل ابناء وبنات الولاياتالمتحدة الى الحرب. والتقى كيري الذي تطوع في حرب فيتنام ونال وساما عن دوره في الحرب مع حاكم ولاية فرجينيا مارك وارنر على مائدة الافطار حيث شاهدا معا مقابلة بوش مع محطة (ان.بي.سي) التلفزيونية. وفي وقت لاحق اعلن وارنر تأييده لترشيح كيري وهو ما من شأنه ان يعزز مركزه في الانتخابات الاولية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطي في انتخابات الرئاسة. من جهة اخرى ابرزت الصحف البريطانية امس تراجع الرئيس بوش عن موقفه من قضية أسلحة الدمار الشامل العراقية0 واعترافه بخطأ معلومات المخابرات التي بنى عليها قرار الغزو. واشارت صحيفة الاندبندنت الى اعتراف بوش فى مقابلة تليفزيونية هى الاولى منذ توليه الرئاسة بأن بعض المعلومات الاستخباراتية قبل الحرب على العراق كانت خاطئة. والى اصراره على نفى أتهامه بقيادة الولاياتالمتحدة الى الحرب بذرائع مزيفة.. مضيفة ان بوش أصر أنه حتى لو لم يعثر على أسلحة دمار شامل فى العراق فان الرئيس العراقى السابق صدام حسين كانت لديه القدرة على انتاج هذه الاسلحة بمرور الوقت. واوضحت الصحيفة ان تصريحات بوش تتزامن مع اتهامات هانز بليكس كبير المفتشين الدوليين السابق عن أسلحة الدمار الشامل العراقية لرئيس الوزراء البريطانى تونى بلير بأنه كان كمندوب مبيعات يحاول تضخيم أهمية ما لديه حتى يروج له. وقالت ان استطلاعات الرأى فى الولاياتالمتحدةوبريطانيا تشير الى تراجع شعبية بوش وبلير مما سيدفع الوزراء فى بريطانيا الى الاعلان عن حزمة اصلاحات فى قطاع الخدمات العامة لتحويل الانظار عن قضية أسلحة العراق المحظورة. واكدت ان هذا الاستعراض الامريكى لن ينجح فى تحقيق الامن والاستقرار.. مضيفة ان تحويل الانظار عن الصراع بين العرب واسرائيل زاد الامور سوءا. واوضحت ان على الاتحاد الاوروبى أن يعمل مع الولاياتالمتحدة فالاول يمكن أن يؤثر لدى العرب الذين لا يثقون بالولاياتالمتحدة والاخيرة هى الوحيدة التى يمكن أن تمارس ضغوطا على اسرائيل. وقالت الصحيفة فى معرض تعقيبها على المبادرة التى اطلقها يوشكا فيشر وزير الخارجية الالمانى لبناء شرق أوسط جديد اكبر.. ان المبادرة تبدو غامضة حتى الان. وأشارت الى ان المبادرة بحاجة لتعاون عبر المحيط الاطلسى من اجل ان تتحق.. مؤكدة انها بحاجة لتأييد الاتحاد الاوروبى والدول الصناعية الكبرى لتكتسب قوة اقتصادية وسياسية. وكان جون كيري فاز في ولاية مين امس الاول معززا من الفارق الذي يفصل بينه وبين منافسيه، مواصلا حملته ضد الرئيس الجمهوري جورج بوش مشككا في المبررات التي ساقها لغزو العراق. وتقدم بذلك السناتور كيري من ماساتشوستس بفارق زاد على 20 نقطة على منافسه هاوارد دين حاكم ولاية فيرمونت السابق الذي جاء في المرتبة الثانية وعلى دينيس كوسينيتش نائب اوهايو الذي جاء في المرتبة الثالثة، فقد كان هذا الفوز هو العاشر بالنسبة لكيري من بين 12 سباقا خاضها حتى الان في الانتخابات الاولية للحزب الديمقراطي لاختيار منافس لبوش وقد قربه كثيرا من الفوز بترشيح الحزب قبل الانتخابات التي تجري اليوم في تنيسي وفرجينيا ويوم 17 فبراير في ويسكونسن. يشار الى ان فوز كيري في مين التي يمثلها 24 مندوبا في مؤتمر الحزب الديمقراطي العام الذي يعقد في يوليو جاء بعد يوم من فوزه في ولايتي ميشيجان وواشنطن. كما جاء منافسه دين في هاتين الولايتين ايضا في المرتبة الثانية بعد كيري بفارق كبير. وحصل كيري على تأييد 138 مندوبا في انتخابات ولايتي ميشيجان وواشنطن بينما حصل دين على تأييد 53 مندوبا وجاء في المركز الثاني في انتخابات الولايتين التي جرت يوم السبت الماضي. ومن أجل ضمان الفوز بالترشيح لخوض انتخابات الرئاسة في المؤتمر العام للحزب الديمقراطي في بوسطن في يوليو القادم يحتاج المرشح لتأييد 2162مندوبا من اجمالي نحو 4322 مندوبا. وكان كيري قد بدأ منذ امس الاول التطلع الى منازلة بوش في السباق الرئاسي داعيا الرئيس الجمهوري لتصحيح مبرراته لخوض الحرب ضد العراق كما شكك ايضا في موقف بوش من الخدمة في الحرس الوطني خلال حرب فيتنام.