يتوقع ان يعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش عن تشكيل لجنة من تسعة اعضاء من الحزبين الجمهورى والديمقراطى للتحقيق فى المعلومات الاستخباراتية التى استخدمت مبررا لشن الحرب على العراق والتى اتضح فيما بعد انها انطوت على اخطاء. وقالت مصادر فى الحزب الجمهورى ان الرئيس بوش سيعهد الى السناتور جون ماكى وهو من ولاية اريزونا برئاسة اللجنة. وكان ماكى المعروف بأرائه المستقلة التى تخالف احيانا اراء حزبه قد ضم صوته الى الديمقراطيين المطالبين باجراء تحقيق مستقل فى هذه القضية. ويعكف البيت الابيض حاليا على اعداد امر تنفيذى يحدد فيه الرئيس بوش نطاق التحقيق ويفوض فيه اللجنة التى ستقدم تقريرها فى العام القادم للنظر فى امور تتعدى الاستخبارات وتشمل البرامج النووية فى ليبيا وايران وكوريا الشمالية.وكان جورج تينيت مدير وكالة المخابرات المركزية الامريكية قد أدلى يوم أمس الأول باول دفاع علني له في مواجهة انتقادات بان معلومات المخابرات بشأن العراق تضمنت عيوبا. وقال انه على الرغم من ان محللين خلصوا الى ان بغداد كانت تمتلك اسلحة دمار شامل فانهم لم يصفوها مطلقا بانها تهديد وشيك.ورد تينيت في كلمة في جامعة جورج تاون على منتقدين قالوا ان البيت الابيض اقنع محللي المخابرات بتحريف النتائج لدعم اتجاه لخوض الحرب. وقال تينيت ان المحللين لم يقولوا قط ان برامج اسلحة الزعيم العراقي صدام حسين للدمار الشامل تشكل خطرا وشيكا. لقد رسموا بدلا من ذلك لواضعي سياستنا تقييما لاهداف دكتاتور يتسم بالقسوة يواصل جهوده للمراوغة وبناء برنامج ربما يفاجئنا ويهدد مصالحنا. وقال لم يبلغنا احد ما نقوله او كيف نقوله. ولم يستخدم الرئيس جورج بوش على الاطلاق كلمة وشيك لوصف التهديد الذي شكله العراق والذي ادى الى الحرب ولكنه وصفه بانه خطير وخطر متجمع. وقال مسؤولو الادارة الامريكية في اعدادهم الحجة للقيام بضربة وقائية ان الولاياتالمتحدة لا يمكنها تحمل الانتظار الى ان يصبح الخطر على ابوابها. واستغل الديمقراطيون الذين يحاولون الفوز بالرئاسة من بوش خلال الانتخابات التي تجري هذا العام تصريحات تينيت كعلامة على ان الادارة ضخمت الخطر القادم من العراق.وقال السناتور جون كيري الذي يأمل بترشيح الحزب الديمقراطي له في انتخابات الرئاسة اليوم جورج تينيت مدير المخابرات الامريكية اعترف بان وكالات المخابرات لم تبلغ البيت الابيض قط ان العراق يشكل خطرا وشيكا. ولكن ليس هذا ما أبلغه البيت الابيض بقيادة بوش للشعب الامريكي.واعترف تينيت بان تقديرات المحللين عن الاسلحة النووية والبيولوجية والكيماوية لم تتأكد بعد بأدلة عثر عليها في العراق بعد الحرب. ودافع الرئيس جورج بوش في ساوث كارولاينا يوم الخميس عن قراره شن الحرب على العراق. وقال نعلم ان صدام حسين كان لديه نية تسليح نظام حكمه بأسلحة الدمار الشامل. واضاف قوله بالنظر الى ما كنت اعرفه انذاك وما اعرفه اليوم فقد فعلت امريكا الشيء الصواب في العراق. وقال تينيت ان محللي المخابرات يعتقدون ان كان من الممكن أن يمتلك العراق سلاحا نوويا في غضون عام لو كان العراق قد حصل على مادة انشطارية. وقال ربما نكون قد بالغنا في تقدير مدى التقدم الذي حققه صدام. وكانت تقديرات المخابرات قبل الحرب قالت ان العراق يملك اسلحة بيولوجية وان لديه برنامجا نشطا للتطوير والانتاج. وقال تينيت كان العراق ينوي تطوير اسلحة بيولوجية ولكننا لا نعرف بعد هل حدث انتاج ام لا ومن الواضح ايضا أننا لم نعثر بعد على اسلحة بيولوجية. وقال تينيت ان تقرير المخابرات قبل الحرب قال بثقة عالية ان العراق يملك اسلحة كيماوية وان صدام خزن ما لا يقل عن مائة طن من العناصر الكيماوية. ولكنه اعترف بانه رغم تلك الجهود الضخمة لاختراق العراق كان سجلنا مشوشا. واضاف ان الوكالة اعتمدت على مهاجرين ومنشقين وعلى سيل ثابت من المعلومات من شريك اجنبي محل ثقة لم يفصح عنه. وقال كي نكون متأكدين واجهنا صعوبة في اختراق النظام العراقي بالمصادر البشرية ولكن توجيه اتهام عام لمصادر مخابراتنا البشرية في كل انحاء العالم خطأ تام. بوش