أكد الامين العام للامم المتحدة كوفي أنان رغبته في ارسال بعثة الى العراق بعد لقاء جمعه والرئيس الامريكي جورج بوش احس بعده بوجود لهجة تصالحية من جانب الولاياتالمتحدة بشأن المسألة العراقية. لكنه ربط ارسال البعثة بتحسن الظروف الامنية وخرج الامين العام من لقاء بوش ليعلن "قررت ارسال فريق (الى العراق) لنحاول العمل مع العراقيين من اجل تحديد المسيرة التي يجب اتباعها. الجميع متفقون ان السيادة يجب ان تنقل الى العراق في اسرع وقت ممكن".ولم يحدد أنان اي موعد لتوجه هذه البعثة الى العراق. من جهته قال بوش الذي تحدى الاممالمتحدة وغزا العراق ويقاوم حاليا ضغوطا قوية داخل الولاياتالمتحدة بشأن ذلك الغزو "أكدت باستمرار ان الاممالمتحدة يجب ان تلعب دورا حيويا وهذا الدور مهم.. نستطيع اذا عملنا معا ان نجعل العراقيين احرارا وبلدهم مزدهرا ومستقرا ونموذجا للديموقراطية في الشرق الاوسط". ويأتي (تأكيد) بوش في وقت ما زال العالم يتذكر تجاهل الولاياتالمتحدة بقيادته الاممالمتحدة في مارس الماضي وشن الحرب مما يعني انه يعترف ضمنا بذلك الخطأ وان أي بلد مهما كان قويا لا يستطيع ان يتجاوز الشرعية الدولية ثم ينجو بفعلته. ويعتقد المراقبون ان واشنطن ستعمل كعادتها لتجيير تدخل الاممالمتحدة لحسم مسألة الانتخابات العامة في العراق التي من المقرر اجراؤها مبدئيا في نهاية 2005 لصالح عملائها في العراق واقناع العراقيين بان السيادة نقلت اليهم بينما تمسك هي بزمامها من وراء الكواليس. ويأمل البيت الابيض ان تقنع بعثة الخبراء الاممويين الشيعة الذين يريدون نقل السلطة من خلال اجراء انتخنابات حرة بان رغبتهم هذه غير ذات جدوى. ورفض الامين العام التعليق على قرار بوش تشكيل لجنة للتحقيق في الاسباب التي ادت الى ما توصلت اليه الاستخبارات الاميركية حول اسلحة دمار شامل في العراق.وقال "تعرفون النقاش الذي دار قبل الحرب (...) شكلت الآن لجنة للتحقيق في المسألة واعتقد انه علينا انتظار النتائج". لكنه لمح الى انحيازه الى الذين يقولون بعدم شرعية قرار الحرب واقتناع المنظمة الدولية بعدم وجود اسلحة دمار شامل في العراق عندما قال ان "مفتشي لجنة الاممالمتحدة للمراقبة والتحقق والتفتيش عملوا في العراق ثلاثة اشهر ونصف قبل بدء الحرب (...) لم يعثروا على شيء". وكان وجود اسلحة الدمار الشامل في العراق السبب الرئيسي لشن الولاياتالمتحدة وبريطانيا الحرب وغزو العراق عسكريا والاطاحة بنظام صدام حسين ثم احتلال البلاد لتدخل في دوامة من العنف الدموي وعدم الاستقرار. واجبر بوش وشريكه في الغزو رئيس الوزراء البريطاني توني بلير هذا الاسبوع على تشكيل لجنتي تحقيق في قانونية الغزو ومبرراته.