استقبل سماحة مفتى عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء ورئيس ادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله ال الشيخ عصر أمس فى مقر اقامته بمنى ضيوف خادم الحرمين الشريفين من مختلف دول العالم لحج هذا العام الذين تستضيفهم جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية على نفقة خادم الحرمين الشريفين وعددهم 200 حاج. وقد رافق الضيوف فضيلة الدكتور سليمان بن عبدالله ابا الخيل وكيل جامعة الامام محمد بن سعود الاسلامية ونائب رئيس اللجنة الاشرافية على برنامج ضيوف خادم الحرمين الشريفين واعضاء اللجان العاملة. وفى بداية اللقاء رحب سماحته بالضيوف وسأل الله تعالى ان يجعل حجهم مبرورا وسعيهم مشكورا وذنبهم مغفورا.. وشكر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبدالعزيز حفظه الله على هذه الاستضافة داعيا الله ان يوفقه لكل خير مثمنا دور الجامعة الرائد فى هذا المجال وما تقوم به من جهود مشكورة خدمة للضيوف وحرصها على التقائهم بالعلماء والنهل من معينهم وتفقههم فى امور دينهم. وقال سماحته: ان الحج مؤتمر اسلامى كبير يلتقى فيه عدد من المسلمين جاءوا من اقطار الدنيا طاعة لربهم الذى قال لهم (ولله على الناس حج البيت من استطاع اليه سبيلا) وتلبية لنداء الخليل عليه السلام الذى قال له الله تعالى (وأذن فى الناس بالحج يأتوك رجالا وعلى كل ضامر يأتين من كل فج عميق). وعد سماحته هذه الدعوة من خادم الحرمين الشريفين تقديرا للعلم وقال: اخترتم نخبة من اقطار العالم وهذا تقدير من خادم الحرمين الشريفين لرجال العلم ليشاركوا اخوانهم فى الحج وينظروا ويتأملوا هذه النعم العظيمة التى من الله بها على المؤمنين اذ يسر لهم الوصول الى بيت الله الحرام فى أمن وطمأنينة واذ يجد المسلم هذا البيت وما فيه من خير ونعمة وما قدم للحاج من نعمة فيشكر الله على هذه الخدمة ويسألوا الله عز وجل لولاة الامر ان يجعلهم موفقين اينما كانوا. وخاطب فضيلته المسلمون قائلا: تعلمون ان عالمنا الاسلامى يمر بمنعطف خطير وذلك بسبب ان اعداء الاسلام تكالبوا على المسلمين وحاولوا تشويه صورة الاسلام واهله. وأضاف: لقد نسبوا للمسلمين ماهم براء منه بقصد النيل منهم وتشويه سمعتهم.. فعلى رجال العلم والمعرفة والبصيرة ان يكونوا سدا منيعا امام هذه المفتريات ليبينوا زيفها وباطلها ويخبر الناس ان ماقيل حول الاسلام كله كذب وافتراء. ثم بين سماحته ان على العلماء ان يقوموا بدور فعال فى الدفاع عن هذا الدين وابراز محاسنه ودفع الباطل بالحجج القطعية التى اذا تبناها العلماء بتوفيق الله زهق الباطل وزال. بعد ذلك اجاب فضيلته عن اسئلة الضيوف فى العقيدة وفى الاحكام وغيرها مبينا ما ينبغى ان يتصف بها الداعية الى الله والمتمثلة فى ان يكون الداعية مخلصا لله واخذ بمنهج رسوله صلى الله عليه وسلم فى ذلك ان يسلك كل سبيل يرى انه مناسب لكى يوصل الحق الى الامة مراعيا فى دعوته حال المدعوين. وفى نهاية اللقاء عبر الضيوف عن سرورهم وغبطتهم بهذه الزيارة المباركة لسماحته والالتقاء به بما يدل على حرص علماء هذه البلاد وفقهم الله على ايصال رسالة الاسلام الحقة الى الناس كما جاءت عن الله وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وسلف هذه الامة الصالح من الصحابة والتابعين وتابعيهم باحسان وما يتصفون به من تواضع وحكمة وحلم واناة وروية وعلم جم وقدوة حسنة وخلق فاضل وحب للمسلمين وحرص على ايصال الخير وان يجعل مايقدمه من نصح وتوجيه وعلم نافع فى ميزان حسناته.