أكد سماحة مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ أن العالم الإسلامي يموج اليوم بفتن عظيمة وضلالات كبيرة ومتنوعة لا يقاومها إلاّ الحق الواضح والدعوة الصادقة والعلم الشرعي الصحيح الذي يدبغ الباطل بالحق مشيرا سماحته في كلمة ألقاها لدى رعايته للحفل الختامي لأكاديمية إمام الدعوة العلمية بمكةالمكرمة إلى أن الدعوات المختلفة إلتى ظهرت في العالم الإسلامي تدعو إلى ضلالات وطرق متباينة ومناهج مختبثة كلها تضادّ العقيدة الإسلامية والقيم والفضائل والأخلاق لذلك فقد ناشد سماحته علماء الأمة الإسلامية إلى التحرك لمقاومة هذا الشر والفساد عن طريق العلم الشرعي النافع والدعوة إلى الحق والبصيرة مشيرا سماحته إلى أن الدعوة إلى الله من الأمور المطلوبة من المسلمين امتثالا لقول الله عز وجل ( أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ) موضحا سماحته أن تعلم العلم ونشره والدعوة إليه والحث عليه واحتواء شباب الأمة الإسلامية وتبصيرهم بأمورهم الدينية من الأمور المطلوبة سواء تعليمهم تعليما مباشرا أو عن طريق الشبكة العنكبوتية ( الانترنت) لان هذه الشبكة أصبحت وسيلة جيدة لإيصال الدعوة الإسلامية ونشر العقيدة الصحيحة بين المسلمين خاصة وان هذه الخدمة أصبحت تغطي اليوم جميع إنحاء العالم وتصل إليهم في ثوان مبينا سماحته أن هذه الوسيلة الحديثة وسيلة خير إذا استغلها المسلمون في الدعوة إلى الله وترغيب الناس في الخير وتبيّن لهم محاسن الإسلام وفضائله لان هذه الوسيلة الحديثة أصبحت اليوم وسيلة خير ينفع الله بها المسلمين الذين يتابعونها ويقرؤون ويسمعون ما يبث عبرها ويجدون فيها من يجيبهم على مسائلهم ويعينهم على أمورهم الدينية ويعلمهم مؤكدا سماحته انه متى ما استغلت هذه الشبكة العنكبوتية استغلالا صحيحا فى أمور الخير فإنها أصبحت عنوانا لإلقاء حجة الله على العباد لان الله عز وجل يقول (لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل ) ولذلك فمثل هذه الوسائل الإعلامية الالكترونية مهما كان فيها من الشر إلا أن فيها في الجانب الأخر الخير الكثير لمن أراد استغلالها في الخير لذا فعلى المسلم أن يستغل هذه الوسيلة الحديثة فيما يقربه إلى الله عز وجل وفيما يوصل دعوة الحق للناس وفيما يخلصهم من الضلالات والغوايات مشيرا سماحته إلى أن شباب هذه الأمة المسلمة اذا تركوا أمام هذه التحديات العظيمة فلا شك ان شياطين الأنس والجن سيعملون على تحويل أفكارهم إلى أفكار الحادية ضالة والى الهبوط من القيم والفضائل والأخلاق الحسنة إلى ما هو عكس ذلك من الأخلاق السيئة والرذيلة . كما أشاد سماحته بما تقوم به أكاديمية إمام الدعوة العلمية من جهود كبيرة لنشر العلم الشرعي بين أبناء المسلمين داخل المملكة وخارجها وتمنى سماحته ان تتحول إلى جامعة مستقلة لنشر الدعوة وتتخذ من مكةالمكرمة مقرا رئيسًا لها وتنشر رسالتها الى جميع أصقاع العالم الإسلامي من جوار بيت الله الحرام وكان الحفل قد بدأ بكلمة لفضيلة الشيخ الدكتورعبدالرحمن السديس إمام وخطيب المسجد الحرام والمشرف العام على الأكاديمية رحب بها بسماحة المفتي وشكره على رعايته للحفل وأكد ان عدد الدارسين في هذه الأكاديمية يزيد عن أربعة آلاف طالب من خمس محافظات في المملكة ومن 50 دولة إسلامية كما أعلن عن موافقة سماحة مفتي عام المملكة على رئاسة مجلس أمناء الأكاديمية وهذا شرف كبير لها ودعم كبير لأنشطتها ورسالتها كما بين أن هناك دراسة جادة لتحويلها إلى جامعة مستقلة تتخذ من مكةالمكرمة مقرا رئيسًا لها ، وفي نهاية الحفل سلم سماحة المفتي الخريجين شهاداتهم العلمية والدروع التذكارية للمتفوقين.