رحّب الاردن رسمياً وشعبياً، لترحيب قادة مجلس التعاون الخليجي بانضمام الأردن، ورأت في ذلك تطوراً للعلاقات الايجابية التي تجمع الدول الخليجية والمملكة. سمو وزير الخارجية ونظيره الاردني في لقاء سابق وسارعت عمان، فور الإعلان عن التأييد الخليجي بانضمامها لمجلس التعاون، إلى الترحيب بذلك في بيان حكومي أولي صدر ليل الاثنين، واعتبرته «نتيجة للجهود المكثفة الهادفة لتوثيق أواصر العلاقات الوطيدة مع دول وشعوب الخليج، وتعزيز القواسم المشتركة». وأعربت الحكومة الأردنية عن تطلعها إلى «مواصلة الحوار» بين وزير خارجيتها ناصر جودة ونظرائه في دول مجلس التعاون الخليجي ل «استيفاء متطلبات انضمام الأردن إلى المجلس». وقال وزير الخارجية الأردني ناصر جودة، في تصريح ل «اليوم» إن «الأردن الرسمي والشعبي يرحّب بالمبادرة الخليجية، ويرى في انضمامه للمجلس تتويجاً لعلاقات تعاون تعود إلى عقود مضت». وبيّن جودة أن جهود قادة دول الخليج والعاهل الأردني الملك عبد الله الثاني قد «أثمرت هذا التقارب»، مشيراً إلى «العلاقات الأردنية – الخليجية الوثيقة، وتطلع عمان إلى عضوية المجلس». وحول الحوار المرتقب، قال جودة إن «تنسيقاً سيجريه مع نظرائه الخليجيين للبدء في مفاوضات استيفاء متطلبات انضمام الأردن». قال جودة إن «تنسيقاً سيجريه مع نظرائه الخليجيين للبدء في مفاوضات استيفاء متطلبات انضمام الأردن». وكشف مصدر مطلع بوزارة الخارجية الأردنية ل «اليوم» النقاب عن «بدء الاستعدادات لتشكيل خلية عمل مكلفة بالمفاوضات الأردنية – الخليجية المرتقبة». وكشف مصدر مطلع بوزارة الخارجية الأردنية ل «اليوم» النقاب عن «بدء الاستعدادات لتشكيل خلية عمل مكلفة بالمفاوضات الأردنية – الخليجية المرتقبة». وتوقع المصدر، الذي رفض الإفصاح عن اسمه، إنجاز المفاوضات بين الجانبين في وقت وجيز، دون أن يحدد أفقاً زمنياً لذلك. غير أن المصدر ذاته أشار إلى «متطلبات تشريعية أردنية، وقرارات تنفيذية واجبة، لغايات تلبية شروط الانضمام لدول مجلس التعاون الخليجي». من جهته وصف رئيس لجنة الشؤون العربية والدولية في مجلس النواب الأردني د.محمد الحلايقة ترحيب مجلس التعاون الخليجي بانضمام الأردن له ب «الخطوة المهمة»، معرباً عن أن أمله «تتويجها بقرار واضح». وقال الحلايقة، الذي شغل سابقاً عدة مواقع وزارية في الأردن، «هنالك رغبة مشتركة بانضمام الأردن إلى المجلس، وقد حان الوقت لوضع هذه الرغبة موضع التنفيذ». وأشار الحلايقة إلى «قواسم مشتركة» تجمع الأردن ودول الخليج، من بينها «دور الأردن في منظومة الأمن الخليجي». واعتبر الحلايقة أن «الأردن يشكّل حائط الصد الغربي عن الأمة العربية، كذلك له موقع جيو- سياسي مهم جداً لدول الخليج». وعرض الحلايقة ل «التنسيق المتميّز بين الأردن ودول الخليج»، معتبراً «انضمام الأردن للمنظومة الخليجية يزيد من توظيف علاقات الطرفين الدولية بما فيه النفع العام». اقتصادياً، اعتبر النائب الحلايقة أن «القرار الخليجي ستكون له انعكاسات اقتصادية كبيرة على الأردن، فدول الخليج يهمها امن واستقرار المملكة، وهو مرتبط بالرفاه الاقتصادي، فالأردن دولة تستورد كل احتياجات الطاقة من الخارج، وهذه المواد فيها وفرة بدول الخليج، مما يمكن عمان من ان تحظى بمعاملة تفضيلية من ناحية السعر ويخفف ذلك العبء عن كاهل موازنة الحكومة». ويضيف: «لدينا نسبة بطالة مرتفعة، وفي الخليج مشاريع مستمرة وبناء مستمر في كافة القطاعات، والعمالة الأردنية مؤهلة لأن تقوم بدور مهم، وهو ما سيزيد من عائدات المغتربين التي ترسل إلى الأردن، وهذا يرفدنا بعملات صعبة». وذهب عضو مجلس الأعيان الأردني العين صلاح البشير، وزير الخارجية الأردني الأسبق إلى اعتبار أن «انضمام الأردن يمنح نوعاً من التفاؤل لتشكيل منظومة عمل اقتصادية، تعزز سوق عمل أكبر تعود فوائده بشكل كبير على الجانبين». ورأى البشير أن «قرار مجلس التعاون الخليجي بمثابة التتويج للعلاقات المتميزة التي يتمتع بها الأردن مع دول الخليج كافة». وبيّن البشير أن من أهم أهداف الأردن الخارجية «ضرورة الحفاظ على دول الخليج واستقرارها»، مبيناً أن ذلك كان «إستراتيجية أردنية طوال أعوام مضت». شعبياً، حظيت فكرة انضمام الأردن إلى دول مجلس التعاون الخليجي بترحيب عام، شمل قوى الموالاة الأردنية وقوى المعارضة، بما فيها جماعة الإخوان المسلمين (اكبر جماعات المعارضة الأردنية). وقال رئيس مجلس الشورى في الجماعة د.عبد اللطيف عربيات، ل «اليوم» من عمان» إن «الترحيب الخليجي بانضمام الأردن خطوة تجسّد فكرة الترابط العربي بين كافة الأقطار». وبيّن عربيات، الذي شغل سابقاً مواقع وزارية في الحكومات الأردنية، أن «الأردن ودول الخليج بلد واحد، وجزء من أمة واحدة»، مباركاً القرار، الذي وصفه ب «الخطوة في الاتجاه الصحيح. ورغم مفاجأتهم بالترحيب الخليجي، أعرب مواطنون أردنيون – التقت بهم «اليوم» عن تفاؤلهم بالخطوة، وقالوا «ربما تخفف من حالة التقهقر الاقتصادي، وتفتح آفاقاً جديدة». وأمل ياسر المشايخ أن يتحقق الأمر بالفعل، كي يتسنى له العمل في دول الخليج، في محاولة لتجاوز المأزق المعيشي الذي يعانيه في الأردن. من جهته اعتبر سفير المملكة الأردنية الهاشمية بالمملكة جمال الشمايلة ترحيب دول مجلس التعاون الخليجي بانضمام المملكة الأردنية للمجلس خطوة مباركة , مقدما شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز , وزعماء وقادة دول المجلس . وقال السفير الشمايلة ل ( اليوم ) :إن هذه الخطوة الرائدة من شأنها تعزيز العلاقات بين هذه البلدان المباركة , خاصة وان هناك قواسم مشتركة تجمع بينهم بالإضافة إلى الأهداف الموحدة التي من شأنها مواجهة أي تحديات وأخطار مستقبلية . وفيما يتعلق بطلب الانضمام , أوضح أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تقديم طلب الانضمام لدول مجلس التعاون , موضحا بأنه كانت هناك أحاديث ومشاورات مسبقة حول هذا الأمر . و قال السفير نحن لدينا الطموح أن يتمتع المواطن الأردني بمزايا متعددة في مقدمتها إلغاء التأشيرات بين المملكة ودول مجلس التعاون وكذلك العمل على الهوية الوطنية وغيرها من المميزات , موضحا أن هذه الأمور ربما تأخذ بعضاً من الوقت وذلك ريثما يتم انضمام المملكة الأردنية بشكل رسمي وقانوني .