بدأت صورة صدام حسين تختفي من أوراق النقد المتداولة في العراق والتي كانت اخر مظاهر حكمه بعد سقوطه في الغزو الامريكي في ابريل الماضي. وقال مضر قاسم كبير الاقتصاديين بالبنك المركزي لرويترز أبدلنا 90 في المئة من الدنانير القديمة. وقد اكتسب الدينار الجديد مصداقية كمستودع للقيمة وهو ما يساعد في دعم سعر الصرف. واضطرت الادارة المدنية التي شكلتها الولاياتالمتحدة الى الاستمرار في طبع الدينار القديم الذي يحمل صورة صدام لمواجهة نقص في اوراق النقد من الفئات الصغيرة رغم ان ذلك عمل على زيادة النقد المتداول الذي لم يكن حجمه معروفا وأضعف سعر الصرف. ونفذ البنك المركزي خطة أمريكية في أكتوبر للتخلص من الدينار القديم وتداول الدينار الجديد الذي طبع في بريطانيا بفئات اكثر من الدينار القديم والعملة الاقدم التي كانت تستخدم في المنطقة الكردية وكانت تعرف باسم الدينار السويسري. وبدلا من صورة صدام تحمل العملة الجديدة رموزا عراقية للحضارة العربية مثل العالم ابن الهيثم الذي عاش في القرن الحادي عشر. وتوقف أغلب المتاجر واصحاب المهن في بغداد عن قبول الدينار القديم كما ان الصرافين يفرضون رسما اضافيا لقبوله. وستفقد العملة القديمة وضعها القانوني في الخامس عشر من يناير الجاري. وقال قاسم: كان هناك بعد سياسي لخطوة الدينار الجديد لكننا كنا نريد أيضا ان نعلم حجم النقد المتداول. وقد اقتربنا من الحصول على رقم موثوق به. ومع بدء ابدال العملة شرع البنك المركزي في التدخل في سوق الصرف الاجنبي للمرة الاولى منذ سنوات بائعا للدولار من ايرادات صادرات النفط من أجل دعم الدينار. وارتفع سعر الصرف الى 1500 دينار مقابل الدولار بعد شهر من سقوط بغداد بالمقارنة مع 2000 دينار خلال السنة الاخيرة من حكم صدام. ثم انخفض الدينار الى 2200 مقابل الدولار بفعل المخاوف بشأن عدم الاستقرار وعدم تحقيق تقدم ملحوظ في جهود اعادة البناء لكن العملة انتعشت الى 1680 دينارا مقابل الدولار منذ بدأ تدخل البنك المركزي. ولم يذكر البنك المركزي متى سيتوقف عن ضخ دولارات في السوق الا ان مصرفيين يقولون ان العودة الى مستوى 1500 دينار للدولار قد يكون هدفا أوليا للبنك.