في المدخل المؤدي إلى فندق فلسطين كان طفل لم يتجاوز الحادية عشرة من عمره مع شخص راشد (كلاهما عراقي) يبيعان التذكارات على مدخل الفندق مباشرة، ومن خلف زجاج طاولة العرض كانت الساعات واللوحات الصغيرة التي تحمل صور الرئيس العراقي السابق، وتحتها عبارة (منصور بإذن الله). ويبدو أن بريمر عليه أن يمر على كل المحلات في العراق ليتأكد من خلوها من صور الرئيس المخلوع التي بدأ يزيلها من الكتب المدرسية ولوحات الشوارع والتماثيل التي بدأت تسقط مع اليوم الأول لدخول قوات الاحتلال بغداد ولعل إستبدال العملة في هذه الفترة والذي كثر الحديث عنه سيسبب ارباكا في قيمة الدينار التي أصبحت لا تساوي شيئا في قيمة العملات العالمية. وأصبحت لعبة مطاردة صور الرئيس العراقي المخلوع هي الهم الشاغل للحاكم الأمريكي بول بريمر، فبعد تحرير الميادين من الصور والتماثيل ، بدأت عملية تخليص الكتب الدراسية من صوره وأقواله، ومع تزايد تحديات صدام التي تعكسها رسائله الصوتية . وأدى قرار الحاكم الأمريكي باستبدال عملة جديدة تخلو من صورته بالدينار العراقي الذي يحمل صور صدام إلى انخفاض قيمة الدينار العراقي مقابل العملات الأجنبية الأخرى ليدفع العراقيون الثمن. الخبير الاقتصادي العراقي شعبان الرجب وصف القرار بأنه غير مقبول من الناحية القانونية في ظل غياب حكومة شرعية. وقال الرجب إن قرار إصدار العملة التي سترى النور في 15 أكتوبر 2003 يرجع لأهداف سياسية، مؤكدا أن إصدار العملة الجديدة لن يكون له تأثير إيجابي على السوق المحلية، ولن يسهم في إنعاش الاقتصاد العراقي الذي أنهكته الحرب. وكان محافظ البنك المركزي العراقي فالح داود سلمان قد أعلن الثلاثاء 8-7-2003 أن شركة دي لارو البريطانية ستقوم بطبع ست فئات نقدية بدون صور لصدام، وتتدرج هذه العملات ابتداء من 50 ، 250 ، 1000 ، 5000 ، 10000 دينار وانتهاء بعملة 25000 دينار، وسيتم استبدال تلك العملات بما يقابلها من الفئات النقدية القديمة. الدولار سيد الدينار ويؤكد هشام مالك مطر صاحب شركة الأنيس للصيرفة في بغداد أن قرار بريمر انعكس بشكل سلبي على العملة الوطنية العراقية الحالية؛ حيث انخفضت قيمة الدينار العراقي بعد إعلان خبر استبدال العملة من 1450 مقابل الدولار الأمريكي الواحد ليصل الأربعاء إلى 1510 مقابل الدولار الأمريكي. فيما أعرب المواطن فرات أحد المضاربين بالعملة عن توقعه أن قرار بريمر سينعكس سلبيا على سعر صرف الدينار العراقي مقابل الدولار الأمريكي الذي وصفه بالقول إن الدولار هو سيد الدينار. ويرى المحلل الاقتصادي العراقي أسعد العاقولي أن إعلان استبدال طبعة جديدة بالعملة القديمة قد أظهر مخاوف كبيرة لدى المواطنين العراقيين ممن لديهم مبالغ نقدية مودعة في البنوك العراقية؛ حيث بدءوا بالتزاحم على البنوك لسحب مدخراتهم النقدية منها، ولكن البنوك لم تسمح لزبائنهم بسحب جميع أموالهم المودعة في تلك المصارف. ساعات للبيع في مدخل فندق فلسطين