استاذنا الفاضل حمد أبو علي رائد من رواد التربية والتعليم في بلادنا. ما عمل معه احد الا وذكره بالخير. وما تخرج من مدرسته طالب علم إلا وقبس من خلقه واخلاصه الشيء الكثير.. لذلك صار من اعلام الاحساء واعيانها.. تشرفت باهدائه كتابه القيم (حنين الذكريات) فقرأته بنهم أكثر من مرة.. وراجعت بعض فصوله مرات ومرات لما فيه من متعة وعلم وثقافة وأدب. الكتاب سفر ثمين.. وسيرة ذاتية مفعمة بالتجربة والخبرة. لقد اسدى الاستاذ الكريم أبو احمد بكتابه هذا إلى بلده الاحساء معروفا وجميلا لن ينسى.. لما فيه من حقائق وذكريات تنبض بالحب والاخلاق والحميمية صحيح انه عبارة عن شذرات متنوعة من هنا وهناك لكنها كالاحجار الكريمة. فمنها الياقوت والمرجان ومنها الزبرجد والعقيق ومنها الذهب والفضة. رحلات ومواقف.. وأحداث وشخصيات بعضها طريف وبعضها ظريف.. وبعضها ممتع وبعضها مفيد.. وبعضها علم وثقافة وبعضها أدب جميل. ومن حسنات هذا السفر الرائع كونه كتابا وثائقيا يحوي بين دفتيه معلومات عن رجال تسنموا وظائف قيادية في الدولة أو في القطاع الخاص.. واغلبهم من تلامذة استاذنا الكبير حمد أبو علي ومن خريجي مدرسته مدعما ذلك بالصور الفوتوغرافية غير انني تمنيت على استاذنا ابي احمد لو انه ذيل تلك الصور باسماء من ظهر فيها وما اكتفى بالمكان فقط أو المناسبة. وارجو ان يتم ذلك في الطبعة الثانية. @ وماذا عساني اقول في اسلوب الاستاذ حمد الذي دبج به هذا الكتاب القيم وهو الاديب الاريب الذي تعلم منه الكثير ممن صاحبه زميلا أو تلميذا. وماذا اقول عن الكتاب عموما أكثر مما قاله معالي وزير التربية والتعليم الدكتور محمد بن احمد الرشيد حيث قدمه بقوله: (انه كتاب أدب وعلم وتربية وسيرة ذاتية يستمتع بقراءته هاوي القراءة، ويستفيد من تجاربه العامل في حقل التربية والتعليم.. ومن خبرته كل التلاميذ في مدرسة الحياة).. ان الاحساء زاخرة بالرواد في ميادين شتى فليتهم سطروا لنا تجاربهم في نطاق ابداعهم كالاستاذ حمد. فقد سبق الاستاذ حمد استاذنا الشيخ احمد آل مبارك في رحلة الأمل والألم وكذلك الاستاذ عبداللطيف العقيل في مذكرات مفتش اداري.. فياليت البقية تحذو حذوهم، من امثال الاستاذ الكبير عبدالله ابو نهية والاستاذ الكريم ابراهيم الحسيني وغيرهما فهؤلاء قدوة حسنة لمن عرفهم عن كثب. حفظ الله اساتذتنا ومن عليهم بالصحة والعافية. وابقاهم الله لنا ذخرا وفخرا. @ كلمة اخيرة: روادنا في الاحساء في الأدب والثقافة، والتربية والتعليم، مثلهم مثل عيون الاحساء عددا وعطاء تدفقت ثرة حينا من الدهر.. ونضبت في هذا العصر الا ما ندر.. نرجو ان يبقى عطاؤهم مستمرا في مذكرات وذكريات وسير ذاتية ولو بالمختصر.