تسير الحركة الثقافية في المملكة حثيثة الخطى متعددة الجوانب في كل مناحي الثقافة وميادينها, ولكنها تفتقر الى الرصد الثقافي المعلوماتي حيث لايوجد حتى الآن مركز للمعلومات الثقافية في البلاد الذي يشمل كافة الاصدارات وتنوعها ويعطي معلومات عنها لطالبيها.. ويجدر (بوزارة الثقافة والاعلام) وهي الجهة المناط بها رعاية الثقافة والفنون والآداب ان تؤسس هذا المركز ليجسد من خلال معلوماته التطور الثقافي بمفهوم الثقافة الواسع في هذا الوطن, وان تفتح الباب امام الاصدارات التي تم نشرها خارج الوطن مما له صلة بالمملكة, أجد هذا التقديم لهذه المقالة يشكل مطلبا رئيسا من المطالب الثقافية الملحة ذات الاولوية القصوى. وهذا التقديم يشكل مدخلا لمحتوى هذه المقالة التي تحمل عنوانا مغايرا لما اعتاد القارىء ان يراه في مقالاتي الاخرى. وهو (اصدارات في السياق الثقافي) حيث يعرف الكاتب في هذه المقالة ببعض الاصدارات التي تفضل مؤلفوها باهدائي أياها شاكرا لهم تفضلهم بالاهداء ومقدرا جهودهم ومعتذرا لهم عن التأخير في التعريف بها حيث ان الكاتب اي كاتب تشغله اولويات وطنية ملحة تفرض وجودها حيثيات اجتماعية واقتصادية. ان كل اصدار وصلني او لم يصلني هو ثمرة علم وفكر وجهد كبير وله قيمته الثقافية حسب موضوعة وطريقة معالجته واهدافه واثره, ولست في هذه المقالة ناقدا او موجها او مقيما لهذه الاصدارات, ولكنني قارئ تمتعني الكلمة الطيبة والفكرة الرائدة والمعلومة وانني اعلن بكل صدق انني أفتقر الى المعلومة ايا كانت, واشعر بحاجة ملحة الى المزيد من العلم.. قال تعالى: (وقل رب زدني علما) فما هي تلك الاصدارات ومن هم مؤلفاها؟! *تأتي في المقدمة مجموعة من مؤلفات احد رواد الصحافة والادب بالمنطقة الشرقية, انه الاستاذ الاديب وشيخ الادباء الاستاذ عبدالله الشباط, الذي يحاول ان يتناول في مؤلفاته الشأن الثقافي مشدودا الى التراث تارة والى الحاضر الثقافي تارة اخرى ولخبرته وطول باعه في الادب والثقافة فانه احد المؤهلين لرئاسة النادي الادبي بالمنطقة الشرقية.. وصلني منه أطال الله بقاءه الكثير من المؤلفات منها على سبيل المثال: * (أدباء من الخليج العربي) في طبعته الحديثة الرائعة. * (نوافذ على الحضارة). * (حديث الثلاثاء) وهو مقالات في الادب والنقد من اصدارات النادي الادبي بمنطقة حائل. * (وأدرك شهر زاد الصباح) وهو ثرثرة ادبية كما يصفه المؤلف. وله اصدارات اخرى في التاريخ والثقافة عديدة. * الدكتور سلطان سعد القحطاني: استاذ جامعي يعمل في جامعة الملك سعود بالرياض من خريجي ثانوية الاحساء ايام شبابي في الثمانينات الهجرية حينما كنت مديرا لها ولم التق به طيلة هذه المدة حتى انعقاد دورة الشاعر الاحسائي (علي بن المقرب) التي انعقدت في اكتوبر 2002م في اطار جائزة عبدالعزيز بن سعود البابطين للابداع الشعري الشاعر المعروف فاهداني رواية بعنوان: (خطوات على جبال اليمن) ولست بصدد استعراضها لكنها شيقة جدا. * الاستاذ (حمد بن احمد بوعلي) صديق عزيز وزميل في الابتدائية والعمل اكمل دراسته الجامعية وتولى منصب وكيل مدرسة الهفوف الثانوية الوحيدة في وقت كنت مديرها, ثم تولى ادارتها بعد ابتعاثي للدراسة العليا وله ابناء هم فخر اسرته ووطنه خلقا وعلما زارني في منزلي متأبطا كتابه: (حنين الذكريات) وهو كما قال عنه (مواقف واحداث تربوية سواء على صعيد السيرة الذاتية او على صعيد العمل بالمدرسة الثانوية) وقد احتوى الكتاب على اسماء اشخاص لهم مكانتهم في حياته وفي عمله, ومن وجهاء واساتذة وزملاء وطلاب وابنائه, ويعتبر الكتاب في (سياق الثقافة التربوية) حيث تجربته التربوية الميدانية. * (الاديب ناصر سالم الجاسم) كان واحدا من ابرز تلامذتي في كلية التربية بجامعة الملك فيصل وقد توقعت اثناء القائه الرائع لتحضيره في قاعة الدراسة مستقبلا مرموقا لما يتمتع به من اداء متميز وشمولية في الطرح وروعة في الاسلوب وها هو الآن احد رموز الثقافة والادب في الاحساء, وعلى مستوى المملكة وقد فاز بجائزة نادي أبها الادبي على روايته الاولى: (الغصن اليتيم) ويعمل معلما في المرحلة المتوسطة, وهو من مواليد مدينة: (العيون) بالاحساء عام 1385ه. اهداني مجموعة قصصية تحمل عنوانا ظريفا: (النوم في الماء) وقد استوقفتني احدى قصصه وهي: (عرس الجن) وسميت باسم الله ولولا انه اديب مبدع بخياله وقلمه لقلت انه حضر ذلك العرس. * الاديب علي محمد الحبرتي: اهداني عدة كتب رائعة تلتصق ثقافيا وفنيا ببيئة البادية والحياة القبلية وله عن الإبل كتاب وعن الحب كتب وبينما الاستاذ ناصر الجاسم ينام في الماء فان علي الحبرتي يحلم فوق الماء في مجموعته القصصية: (حلم فوق الماء). * الاستاذ حسن محمد الشيخ: من العاملين في معهد الادارة فرع الدمام ولج عالم القصة واهداني مجموعته: (ولادة فارس قبيلة المطاريد) التي تناولها النقاد. * سعيد احمد الناجي: من الشباب المؤهلين علميا تأهيلا عاليا ومن العاملين في ارامكو السعودية اهداني مشكورا روايته: (شوك الورد) اصدار الدار الوطنية الجديدة للنشر والتوزيع بالخبر. شكرا لكم أيها الادباء.