منذ انطلاقتها الاولى في بداية القرن الماضي ونوبل للاداب تثير القضايا حول اختياراتها ففي الوقت الذي انتظر العالم ان تمنح لتولستوي اعطيت لشاعر فرنسي شبه مجهول يدعى رينيه مسولي برودوم تقديرا للتفوق في الادب. وحتى جائزتها للعام الماضي اثارت الكثير من الجدل لانها اعطيت لكاتب عنصري معاد للاسلام هو نايبول. ان تاريخ الجائزة منذ حجبها عن تولستوي ومنحها لكويتزي هذا العام يشير الى ان الافكار والانحياز كان لهما دورهما بعيدا عن الادب المتفق عليه فالجائزة التي اختارت كويتزي هذا العام لافكاره عن العقلانية والاخلاق المزيفة للحضارة الغربية هذا العام هي التي رفضت تولستوي لنفس الافكار وان اختلفت اللجان. والجائزة التي منحت لكاتب اسرائيلي مغموريكتب بلغة تكاد تكون ميتة هي العبرية وهو يوسف عجنون لم تمنح لكاتب عربي سوى للكاتب والروائي المصري الشهير نجيب محفوظ رغم ان العديد من الاسماء العربية قد رشحت لنيل الجائزة ومنها يوسف ادريس ومحمود عباس العقاد وطه حسين ورشدي بكار وادونيس وغيرهم. ونتساءل هنا عن غياب الاسماء العربية عن نوبل. هل للعنصرية والتهميش دورهما في ذلك ام ان الامر تقصير عربي نتج عن عدم قدرتنا على ايصال ادبنا للآخرين موازاة بخفوت صوتنا السياسي. في الحقيقة الاسئلة كثيرة والاجابات تحتاج الى وقفة والوقفة حاولنا ان تكون بداياتها مع بعض من كتابنا وادبائنا ومفكرينا العرب عبر هذا التحقيق الذي قدمنا منه حلقتين حملتا الكثير من الآراء ونختتمه هنا بهذه الحلقة التي تحمل بعض الآراء لمفكرين ومثقفين عرب. المتخصص العربي يرى الاديب عبد الوهاب الاسواني ان اللغة العربية حاجز، لانها لغة محلية، واعضاء جائزة نوبل كل واحد منهم متخصص في لغة معينة، فهناك من هو متخصص في الانجليزية او الفرنسية او الالمانية وليس في اعضاء اللجنة متخصص في اللغة العربية وآدابها، لكن هناك من يتصلون ببعض الشخصيات من اساتذة الجامعات الذين يدرسون الادب العربي في الخارج، يطلبون منهم ان يرشحوا لهم شخصيات عربية للجائزة، واحد اسباب حصول نجيب محفوظ على الجائزة ان د. اندريه مايكل عضو الاكاديمية الفرنسية وهو متخصص في الادب العربي، كان قد قرأ ادب محفوظ، وكان احد الذين قادوا حملة لاقناع الاكاديمية السويسرية بأن محفوظ يستحق نوبل، وفي نفس الوقت كانت قد ترجمت اعمال قليلة لمحفوظ إلى الانجليزية والفرنسية مثل الثلاثية واولاد حارتنا وبعض القصص القصيرة، وهو ما ساعد مايكل على ان يقنع الاكاديمية السويسرية بان صاحب هذه الاعمال يستحق الجائزة. واشار الاسواني إلى امر آخر يبعد جائزة نوبل عنا، هو ان القارئ الغربي لا تهمه قضايانا، لذا لا يقرأ الاعمال العربية المترجمة إلى قليلين، هم طلبة اقسام الدراسات العربية في الجامعات الغربية، اما قضايانا نحن فتبدو مضحكة لهم، فهم لا يحسون بما نعانيه، وعلى سبيل المثال عندما عرض فيلم "البوسطجي" ليحيى حقي في الولاياتالمتحدةالامريكية، ورأى المشاهدون في الفتاة التي فقدت عفافها يقتلها ابوها، نظروا إلى المسألة على انها ساذجة، وذلك لانهم لا يعرفون تقاليدنا. هناك سبب آخر لابتعاد نوبل عنا - كما يرى الاسواني - هو ان الغرب ظل لقرن كامل او اكثر يحتل بلادنا، وهو ما ينعكس في ادبنا العربي معاداة للغرب، لذا من الصعب على القارئ الغربي ان يتفاعل مع نص يحمل له ولقومه نوعاً من الكراهية، وهو ما يجعل الحصول على نوبل بعد نجيب محفوظ صعباً جداً. ويؤكد الاسواني انه حينما يقارن بعض الشخصيات الاوروبية التي حصلت على نوبل في العشرين سنة الاخيرة تجد ان اعمال بعضهم تساوي اعمال كبار الكتاب والشعراء عندنا، وسوف تجد عندنا من يفوقهم. توازنات جغرافية يقول الناقد الدكتور حامد ابو احمد: لا اعتقد انه يمكن ان تعطى الجائزة لكاتب عربي قبل مرور عشرين عاماً تقريباً من حصول نجيب محفوظ عليها، لان هناك توازنات جغرافية في هذه المسألة، فمثلاً حصل عليها من اسبانيا كاميليو خوسيسيه في السنة التالية لنجيب محفوظ عام 1989 ولم يحصل عليها من اسبانيا احد حتى الآن، ولانها جائزة تلف العالم كله فلابد ان تتأخر عنا بعض الشئ إلى شيء آخر هو ان صورة العربي في الغرب الآن متردية جداً، واعتقد ان هذا له تأثير في الجوائز، فمنطقتنا الآن اكثر المناطق سخونة في العالم واكثر المناطق اضطراباً وحروباً ومشاكل وصراعات وسيارات مفخخة وعمليات استشهادية او انتحارية، وهذا لا يجعلنا منطقة جوائز وربما عندما حصل عليها نجيب محفوظ كانت احوال العالم العربي اكثر استقراراً وهدوءاً. وشيء آخر ان الكفاءات لدينا فردية، بمعنى انه ليس لدينا العمل الذي يقوم به المجموع بحيث يلفت النظر، اضافة إلى ان الثقافة عندنا في حالة فساد، والمشهورون والموجودون على السطح هم في المستوى الادنى من شخصيات في الظل وكتاب حقيقيين، ومع ذلك لا يلتفت اليهم. وفي رأيي مثلاً ان اهم كاتب روائي بعد نجيب محفوظ هو خيري شلبي، ومع ذلك فهو في الظل، لا تلقى عليه الاضواء، رغم انه - في رأيي - حكاء القرن العشرين، وهو خليفة نجيب محفوظ الحقيقي، واذا كنا لا ندري بخيري شلبي في بلادنا فمن يدري به خارجها؟! وذلك رغم انتاجه الغزير واهميته وقيمته، وهو الاستمرار الحقيقي بزخم وقوة نجيب محفوظ، وهكذا وعن الترجمة يقول د. حامد: هناك ترجمة، لكنها ترجمة منتقاة وفي اغلبها لهؤلاء الكتاب المسيطرين على الثقافة في بلادنا العربية لكنهم لا يقنعون الغرب، اما الكاتب الحقيقي فهو مثل الشمس الساطعة التي لا يستطيع احد ان يحجبها، لكن يمكن ان تحجب لفترة في ظل وجود تلوث بيئي، لكن مستقبلاً اتوقع تغيير الصورة. سفينة الغرب الدكتور كمال بشر الامين العام لاتحاد مجامع اللغة العربية يرى ان جائزة نوبل ابتعدت عن العرب كما ابتعدت كل مظاهر الانتصار العلمي عن العرب، وهناك اسباب كثيرة، منها ان العالم الغربي مهما كان صادقاً ومخلصاً في عمله لا يمكن ان يأخذنا معه في سفينته، لان له نظرة متراكمة منذ القدم، هي اننا قوم اشبه بالمتخلفين او ليست لنا ثقافة وحضارة تستحقان التقدير، وهذا خطأ كبير، بالاضافة إلى ان الجوائز في كل زمان ومكان فيها شيء من المجاملات واستطلاع الرأي، ونحن قوم منعزلون، وهذا الانعزال له اسباب كثيرة، فهو نوع من التكاسل والتهاون في حق انفسنا والنظرة الدونية إلى حد ما إلى انفسنا والفوقية لهم، وهذا خطأ لاننا نتساوى معهم، وان كنا نفوقهم في وقت من الاوقات في العصور القديمة، ولكن اصابنا نوع من الكسل والخمول ووقفنا عند انفسنا وانعزلنا، ومن ثم ليس هناك اتصال يوثق علاقتنا ويعرفنا بالناس معرفة كريمة، وقد يكون هذا من اسباب بعد الجائزة عنا، وهو قلة المادة المعروضة عليهم من انتاجنا، اما عن الترجمة، فاننا نجد ترجمات كثيرة تشهد بواقعنا، لكنها ترجمات سطحية احياناً، اذ ليست الترجمة في العالم العربي ذات ضوابط ومعايير ومسألة الحصول على الجائزة فيها جوانب ثقافية وسياسية وحضارية.. ويمكن ان نتخلص من الانعزال بأن نقوم بتفعيل افكارنا، وان نتصل بالناس، وان نتكلم عن افكارنا في بيوتنا وشوارعنا وفي الخارج، وعلى السفارات والمراكز الثقافية العربية ان تقوم بدور في التعريف بالثقافة العربية والاسلامية، ويمكن ان تقوم الملحقيات الثقافية العربية في الخارج بدعوة بعض المفكرين والمثقفين العرب للتعرف والالتقاء بهؤلاء الناس من وقت لآخر، فمعنى كلمة "ملحق ثقافي" ان يربط الثقافتين بعضهما ببعض، الثقافة العربية بثقافة البلد الذي يعيش فيه ويمثل البلد العربي، وهذا العمل غاية في الاهمية، لان اساس عمل الملحقيات الثقافية ربط الشعوب بعضها ببعض ثقافياً، والثقافة هي كل شيء، لان الثقافة بالمعنى العام هي السلوك الانساني، اجتماعياً وثقافياً واقتصادياً وعلمياً، فالقضية قضية كسل وعدم اهتمام من العالم الغربي بما جرى ويجري عندنا. الهامات الكبيرة الشاعر عبد المنعم عواد يوسف يؤكد ان ادبنا العربي هذه الايام وقبل ذلك مليء بالهامات الكبيرة التي تستحق جائزة نوبل، ونحن نشكر الله سبحانه وتعالى على ان فاز بها اديبنا الكبير نجيب محفوظ، وان كان البعض يحاول ان يشكك في ذلك ويرى ان وراء ذلك اهدافاً سياسية، وانا اقول ربما كان نجيب محفوظ الاستثناء الوحيد في هذه الجائزة التي كانت فيها القيمة الادبية لها هي المعيار وليس الاهداف السياسية لان من يتبنى فكرة ما يمكن ان يخرج عن هذه الفكرة مرة، حتى لا تترسخ الفكرة التي تبادرت إلى النفوس، لكن من قال ان طه حسين لم يستحق جائزة نوبل، او توفيق الحكيم بكل ابداعاته المسرحية؟!.. توفيق الحكيم رشح اكثر من مرة لكن لم يفز بها، واديب كبير من مؤسسي القصة القصيرة العربية هو يوسف ادريس كان يستحقها. وقد قيل في هذه الايام ان المرشح لها هو ادونيس، وارى ان ادونيس يحوطه كثير من الشبهات التي تجعله يستحقها في نظرهم هم. وانا ارى ان هذه الجائزة تحركها دوافع سياسية، بدليل ان يفوز بها بعض الادباء اليهود الذين لا يمثلون قيمة حقيقية، ومع ذلك فازوا بها، واحياناً نفاجأ بأن ادباء لا يعرفهم احد يفوزون بهذه الجائزة، مع ان هناك عشرات من الادباء الحقيقيين ولا يفوزون بها، اذن لا شك في ان القيمة الابداعية ليست هي المعيار الصحيح للفوز بها، وانما هناك دوافع كثيرة وراء منح هذه الجائزة، قد تكون لاسباب سياسية او لغير ذلك، وانا لا انزه القائمين عليها، وان كنت لا انكر ان هناك استثناءات قليلة كانت فيها القيمة الادبية والفنية وراء منح الجائزة، ولكن ذلك لعدد محدود جداً.. وارى انه لا داعي لان نتهافت وراء هذه الجائزة، وكأنها مفتاح الجنة للادباء، ويمكن ان يتضامن العرب لانشاء جائزة عالمية تكون لها المعايير الصحيحة يتم على اساسها منح الجائزة لشخصيات ادبية وعلمية، ونحن العرب لا تنقصنا الامكانات المادية ونستطيع ان نؤسس جائزة كبرى لا تقل عن جائزة نوبل، وتكون لها مصداقيتها وتعطى لادباء عالميين يستحقونها، ولم يتم التوسع في جائزة الملك فيصل العالمية يمكن ان تساوي جائزة نوبل، بحيث تمنح لادباء حقيقيين اثروا البشرية بابداعاتهم وانتاجهم. التحرر من الهاجس يتفق الاديب الليبي الدكتور احمد ابراهيم الفقيه مع الشاعر عبد المنعم عواد يوسف ويقول: لابد ان نتحرر من هاجس وسيطرة جائزة نوبل على اذهاننا بهذه الجائزة تمنح مرة في العام واسست في اول القرن العشرين، وجاءت للعرب عام 1988، أي بعد 88 سنة من انشائها، ولم تمر على حصولنا عليها الا بعد 15 سنة، لذا يجب الا نجعلها مسألة نضع آمالا عليها، من حقنا كعرب ان تكون لنا جوائزنا، وبالفعل صارت لدينا مؤسسات تمنح جوائز تحفيزاً للادب واعترافاً بقيمة الابداع والفكر والشعر التي يقدمها النوابغ والمبدعون في الامة، وهذا التقدير يجب ان يكون الاساس. اما جائزة نوبل فانها من الصحيح انها تدفع للتعريف بالادب العربي لكن عملية التعريف يجب ان يقوم بها العرب قبل نوبل وبعد نوبل بأن نقدم ابداعنا ومفكرينا ونوابغنا، فمثلما نأخذ من الآخرين ونترجم عنهم ندعو إلى التفاعل الحضاري الذي يفيد مشروع النهضة وتصفية الاجواء ومنع التوتر بيننا وبين الاخرين، وهو ما يخدم قضايا السلام والتنمية الحضارية، هناك قضايا يجب ان نقوم بها، ولا ننشغل باشياء ليست بيدنا مثل جائزة نوبل التي تقوم عليها الاكاديمية السويسرية التي لديها اهداف سياسية، وهناك آلاف الكتاب في مستوى جائزة نوبل كلهم يوازي تولستوي؟ عاش اثناء جائزة نوبل عشر سنوات ولم يحصل عليها، ولا اعتقد ان احدا يضاهي تولستوي في الادب الروائي.. وهناك آخرون توفوا ولم يحصلوا على جائزة نوبل. العرب ابتعدوا يرى الدكتور محمد الرميحي الامين العام للمجلس الوطني الثقافي والفنون والآداب بالكويت ان العرب هم الذين ابتعدوا عن جائزة نوبل، لانه حتى الآن لا يوجد ابداع عربي متميز يصل إلى هذه الجائزة، ونحن مقصرون، لاننا لم نترجم ولم نسع ولم نوصل انتاجنا إلى العالم، والعمل الثقافي الرسمي العربي عمل غير جاد، وربما توجد الآن اعمال جادة، وهي اعمال خاصة مثل مؤسسة الفكر العربي بقيادة الامير خالد الفيصل ومؤسسة البابطين للشاعر سعود البابطين ومؤسسة العويس، واملنا الآن فى العمل الثقافي غير الرسمي، وعلينا ان نهتم بترجمة اعمالنا وارسالها إلى الخارج. يؤكد الدكتور رفعت سيد احمد مدير مركز يافا للدراسات السياسية ان جائزة نوبل ذات بعد سياسي ولا يمكن الغاء هذا البعد وتتم المداراة بنوع من الاغطية الزائفة حتى تبدو حيادية وهي ذات بعد واضح والتاريخ يؤكد هذا والعرب في هذا الاطار ليس لهم موضعية وتأثير الامريكان او اليهود واضح حتى ان العرب او المسلمين الذين حصلوا على الجائزة لا تنتفي عنهم الشبهات فنجيب محفوظ اخذها على رواية اولاد حارتنا على الرغم مما تحمله من امور تمس الدين واخيراً شرين عباد التي حصلت عليها لجهادها في مجال محاربة الشريعة الاسلامية وحدودها اما حجبها الآن عن العرب فليس لان انتاجهم قل او نضب ولكن العرب لديهم انتاج في الادب والثقافة ودعوة السلام واذا قيس انتاجنا الادبي فانه يستحق قبل الآخرين لانه يضارع ويتفوق على الآخرين. ويقول الدكتور وجدي زيد استاذ الادب الانجليزي بجامعة القاهرة ان أي متابع لسياسة منح الجوائز يجد ان هناك بعدين للجائزة اولهما التفوق الفعلي وايضاً هناك البعد السياسي فعندما فاز نجيب محفوظ كان بلا شك اوسع الروائيين العرب انتشاراً وكان البعد السياسي ان مصر داخلة في توجهات السلام ويمكن تشجيعها نحو الانفتاح على العالم واعطاء الجائزة الآن لشرين عبادي على الرغم من كونها مسلمة الا انها تمثل اتجاهات مخالفة للعام في بلدها فيها نوع من التنوير المرفوض وعملها في اتجاه يريدون تدعيمه ومن هنا فأهداف الجائزة عندما وضعت فكان البعدان موجودان اما ان كان هناك تدخل للصهاينة فهذه حقيقة ولكن للاسف اننا لم نستطع ان نستغل حصولنا السابق عليها واستغلالها لعرض ادبنا وفنوننا بخلاف بلد كجنوب افريقيا عندما حصل الاديب سوينكا على الجائزة فانهم قاموا بعرض الادب الافريقي وبعدها اخذ غيره الجائزة فالمطلوب ان يعرف كيف نسوق انفسنا للعالم وان نسعى للتفوق ولا يشغلنا أي جوائز. أصابع يهودية الدكتورة آمال ربيع استاذ الدراسات الاسرائيلية بجامعة القاهرة تقول: ان جائزة نوبل لا يمكن ان تمر الا بوجود اهداف معينة نظراً لان الذين دعموا جائزة نوبل لنجيب محفوظ كانوا اليهود وكانوا رؤساء الاقسام الاكاديمية في الجامعات الامريكية والاوروبية وقالوا لنا اثناء دراستنا: لقد دعمنا الجائزة لمحفوظ وهناك بعض المنتديات الاجنبية تصف هذه الجائزة بأنها مشبوهة لان رؤساء الاقسام في الجامعات معظمهم من اليهود ولهم رأي واضح واليهود لهم اليد العليا في المملكة المتحدة وفرنسا وامريكا من خلال مراكزهم العلمية ولكن العرب مازالوا مبدعين نساء ورجالاً وان كنا لسنا في انتظار جائزة مثل نوبل فهناك من الادباء العرب الذين بلغت شهرتهم العالم فالمسألة ان نفرض انفسنا على واقع الادب العالمية وهذا ليس بالجائزة فالابداع هو الذي يفرض نفسه وليس الجوائز. من جانبه يرى الدكتور عبد العزيز حمودة نائب رئيس جامعة 6 اكتوبر استاذ الادب الانجليزي بجامعة القاهرة ان هناك اعتبارات سياسية فيما يتعلق باختيار الجوائز الخاصة بالآداب خاصة لان العلوم التطبيقية تكون غالباً معايير التحكيم فيها واضحة بدليل ان هذه الجوائز تعطى لجنسيات كثيرة اما العلوم الانسانية ففيها جزء كبير سياسي واعتقد ان ابعاد جائزة نوبل عن العالم العربي ما يقرب من 15 سنة ليس غريباً لانه قد يستغرب الأمر اكثر من جيل من نفس القومية وقد يمر وقت طويل على انشاء الجيل المبدع وهذا يخضع لقدرة الادب العربي على العطاء ولكنها لا تعني بالضرورة افلاس العقل العربي او عدم قدرته على العطاء. ومن جانبه يقول الدكتور شعبان شمس استاذ ورئيس قسم الصحافة والاعلام بجامعة القاهرة لابد ان نعرف انه ليس كل شيء يسير ملائكياً فأي شيء يخضع للبشر غالباً ما يكون فيه بعد غير موضوعي واي جائزة لها ايحاء سياسي فمثلاً هل نمنح جائزة الملك فيصل لشارون وان كنت لا استبعد حصولنا على هذه الجوائز بدليل حصول السادات عليها ونجيب محفوظ واحمد زويل وان كان هناك من يقول ان هؤلاء جميعاً لم يأخذوها الا بسبب دعم اليهود لهم ولكني ارى ان هذا في اطار جلد الذات فهؤلاء تميزوا فعلاً. نعم هناك بعد سياسي ولا يمكن ابداً ان تجد هيئة موضوعية بنسبة 100% عربية او غربية وبناء عليه فاننا نتعامل في اطار العلاقات الدولية فهل جوائزنا سنعطيها لاعدائنا؟ يوسف ادريس مؤسس جائزة نوبل