غياب جائزة نوبل عن العرب في مجال الأدب سنويا ومنحها لشعراء وروائيين عالميين ومن دول مختلفة يلفت النظر خاصة أنها لم تمنح إلا للروائي الراحل نجيب محفوظ والمرشح الوحيد للجائزة سنويا هو الشاعر أدونيس هنا نخبة من الأدباء والباحثين يتحدثون عن غياب جائزة «نوبل» عن العرب في مجال الإبداع الشعري والروائي: بداية قال الباحث عزت خطاب من السهل أن تقول إن لجنة جائزة نوبل متحيزة ولكن كيف تثبت ذلك، انظر إلى من حازوا على هذه الجائزة هل يستحقونها أم لا، فإذا كان هناك من لا يستحقها وأعطيت له فهذا يثبت أن هناك تحيزا، وحسب علمي أن كل من أعطيت لهم كانوا يستحقونها ولا شك أن هناك معايير قد لا تأخذها بعين الاعتبار ومنها محاولة لجنة الجائزة أن تشرك جميع قارات العالم في هذا الترشيح، أنا أعلم أن الشاعر العربي أدونيس قد رشح أكثر من مرة ولم يفز بها، قد يكون مستحقا ولكن هناك معايير أخرى قد تكون أحد الأسباب لعدم أخذه لها في وقت معين وفي سنة معينة، أنا أميل إلى أن لجنة الجائزة تتحلى بكثير من الموضوعية وما على الأدباء والشعراء والروائيين العرب إلا أن يبذلوا كل ما في جهدهم لا بالفوز فقط وإنما لإضافة شيء جديد إلى الأدب العالمي فإذا تحقق ذلك فإن من السهل أن تختار اللجنة أديبا عربيا للجائزة وهناك نقطة وهي عدم توفر ترجمات جيدة للأعمال العربية الأدبية والإبداعية لتكون في متناول لجنة الجائزة، هناك أسماء تستحق الجائزة مثل أدونيس والشاعر الراحل محمد درويش. من جانبه، قال الكاتب والشاعر شتيوي الغيثي حول موضوع عدم فوز العرب بعد نجيب محفوظ بجائزة نوبل: في الحقيقة أن العرب فازوا ثلاث مرات في جائزة نوبل الفيزيائي أحمد زويل عن الجانب العلمي وكذلك فازت عن جائزة السلام توكل كرمان فالعرب ليسوا بعيدين عن الجائزة ولكنهم أيضا ليسوا قريبين منها إلى الحد الذي يمكن أن نتوقعها كل سنة لأن المنافسة قوية، فلم تتكرر لديهم الجائزة كما حصل لدى غيرهم من الدول، إذ يظهر في بعض الدول أن يفوز أكثر من أديب من نفس الدولة في الجانب الأدبي فضلا عن الجوانب الأخرى هذه لم تحصل في عالمنا العربي حتى أدونيس الذي كل سنة كان ينتظرها فهو بعيد عنها حتى الآن ولا أتوقعه أن يحصل عليها لاحقا، إذ ليس بحجم المنافسة التي تجعله ينافس بقوة وبرأيي أن سبب بعد الأدباء العرب عن الفوز بنوبل راجع إلى مسألة التراجع الحضاري الذي يضم هذه المنطقة من العالم، فالأدب صدى للواقع الذي يعيشه هؤلاء وهو واقع للأسف لا يحقق المستوى الحضاري المطلوب. ابن خلدون يعتبر أن الفنون (ومن ضمنها الأدب بالتأكيد كونه فنا قوليا) أول سقوط كل حضارة تراجعها، بيننا سنوات طوال حتى الآن (هذا إن لم نكن نتراجع) لكي نكون بين مصاف الدول المعتبرة. هذا ليس هجاء وليس جلدا للذات، ولكنه قراءة للواقع الذي نحن صنعناه. لا يمكن أن يتطور الأدب وجميع الفنون تحظى بدونية اجتماعية من قبل المجتمعات العربية أو تحظر في كثير من الدول. مثلا لا نجد روائيا من بعد نجيب محفوظ له مشروع روائي عميق كما فعل محفوظ. صحيح لدينا روائيون كثر في العالم العربي ولكن ليس لدينا بعمق محفوظ - رحمه الله - لذلك استحقها محفوظ بجدارة ولم يستطع نيلها أديب عربي. الشاعر غسان الخنيزي من جهته يرى أن هناك كثيرا من الأسماء العربية تستحق الفوز بجائزة نوبل في المجالات الأدبية أما في المجالات العلمية لا أتخيل أن في الدول العربية هناك بحث علمي متطور أو يقف على حافة الريادة العلمية ولا أستغرب أن العلماء العرب الموجودين في مراكز البحث في الغرب قد يكونون مرشحين لنوبل بسبب طبيعة الأبحاث المتقدمة التي تتوفر وتمارس هناك أما في مجالات الإبداع والثقافة فهذا حصل من فوز الروائي العربي نجيب محفوظ بالجائزة وحصول أسماء في مجال السلام مثل الرئيس محمد أنور السادات والعالم المصري أحمد زويل في المجالات العلمية وحصول محمد البرادعي وياسر عرفات، أما في الأدب والإبداع كان يستحقها الشاعر محمود درويش وأودونيس وهناك أسماء عربية ولكن هناك أجندة سياسية لجائزة نوبل لا تخفى على أحد. الروائي عبدالحفيظ الشمري يرى أنه فيما يتعلق بقضية الجوائز العالمية وغياب الاسم العربي عنها فإن الأمر يتعلق بحلقتين مهمتين هما: الجوائز المحلية والأخرى العربية فالجوائز المحلية طغى عليها فكرة السطحية والمجاملات التي لا يمكن أن تبني لنا أية فكرة إيجابية يمكن أن تكرس لأسماء تنطلق إلى الحصول على جوائز عالمية مثل جائزة نوبل. فهل نجحنا محليا وعربيا في مشروع الجوائز وهل لدينا ثقافة منح الجوائز؟ ولعل ذلك من أسباب غياب الأسماء المحلية والعربية عن الجوائز العالمية ومنها جائزة نوبل.