في كل عام يحتفي المواطن بيوم الوطن.. يوم تأسيس هذا الكيان الكبير، وتوحيد اجزائه في ظروف صعبة ان لم تكن مستحيلة، عندما كانت الحروب تضرب اطنابها في صحراء الجزيرة العربية، والفتن تستشري بين ارجائها، وعدم الاستقرار يسود اجواءها، فلا أمن تسهل معه الحياة، ولا أمان تطمئن اليه القلوب، ولكنها الفوضى التي ما كان لها ان تنتهي، الى ان هب الملك عبدالعزيز رحمه الله ليستعيد ملك آبائه واجداده، سلاحه الايمان، وسنده الثقة بالله، وعونه بعد الله رجال اخلصوا له الولاء. وجاء فتح الرياض بداية لمعارك كاد يفقد فيها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، حياته اكثر من مرة، لكن اليأس لم يتسرب الى قلبه الكبير، ونفسه الطموحة، وهمته العالية، فواصل طريقه بعزيمة ثابتة وقناة لا تلين، حتى تحقق على يديه توحيد البلاد، ليبدأ معركة اخرى مع التطوير والتحديث وفرض الامن والاستقرار، وهي معركة لا تقل صعوبة عن سابقتها، اذ لم تكن الظروف مواتية لهذا التطوير والتحديث بسبب قلة الموارد، واتساع رقعة البلاد، وكثرة الاولويات، وتنامي اطماع الدول الكبرى، ليكون لها موطئ قدم في ارض لم تعرف الاحتلال الاجنبي في سابق عهدها. لكن تصميم الملك الراحل تغلب على الصعاب، وفرض هيبته على الدول الكبرى, وجعل لدولته الفتية مكانة مرموقة بين الدول، يقدرها الداني والقاصي، ويحسب لها الف حساب، في ميزان القوى، بين دول العالم. فانطلقت مسيرة البناء والتعمير، البناء الاداري، والتعمير المدني، وامتدت حركة التطوير لتشمل القرى والهجر، بعد المدن والمناطق، في ايقاع منتظم انسجمت فيه الطموحات، والاستجابة لمتطلبات التنمية، مع الامكانيات والمحافظة على الثوابت، فاذا بهذا الكيان الكبير ينطلق بخطوات واثقة نحو التقدم والازدهار. وفي يومنا الوطني نتذكر ملحمة التوحيد، ونتذكر معها واجب الوفاء لهذا الكيان الكبير، ليظل واحة أمن ورخاء، كما هو على الدوام، وليظل مرفوع الجبين، شامخا بفضل الله ثم بحكمة قيادته، ووفاء مواطنيه، رغم كل الاحقاد والضغائن التي يبديها الموتورون, والدسائس التي يحيكها من باعوا نفوسهم للشيطان بغضا وكراهية، لكل ما هو رائع وجميل، في هذا الوطن الرائع والجميل. وحفظك الله يا وطني.