وضع صاحب السمو الملكي الأمير طلال بن عبدالعزيز رئيس برنامج الخليج العربي لدعم منظمات الاممالمتحدة الانمائية (اجفند) المجتمع الدولي امام الحقائق الدامغة بشأن الدور العربي في التنمية الاجتماعية والاقتصادية في العالم وذلك عبر مشاركة سموه في اعمال الاجتماعات السنوية ال 58 لمجلس المحافظين لمجموعة البنك الدولي وصندوق النقد الدولي المتواصلة في دبي الى 23 سبتمبر الجاري وتستضيفها مجموعة الصناديق العربية وألقى الامير طلال كلمة المجموعة في ندوة العون العربي التي عقدت يوم امس ضمن اعمال المؤسستين الدوليتين. واكد الامير طلال في كلمته ان سجل العون التنموي العربي هو الافضل مقارنة بسجل عون الدول الصناعية الغنية فقد شكل المانحون العرب منذ السبعينيات الى منتصف الثمانينيات احد اكبر المجموعات المانحة وتتفوق الدول العربية على دول منظمة التعاون والتنمية الاقتصادية من ناحية النسبة المئوية لمساعدات التنمية الرسمية وتشير الاحصاءات الى ان مساهمة الدول العربية التي تبلغ 0.85% تصل الى ثلاثة اضعاف النسبة المقدمة من الدول الغربية المانحة التي تسهم بنحو 0.3% وقد وصل العون الانمائي العربي الى 130 دولة نامية في آسيا وافريقيا والشرق الاوسط واوروبا الشرقية والبحر الكاريبي وامريكا اللاتينية وبلغ حجم الاموال التي منحتها مجموعة الصناديق العربية 76 بليون دولار امريكي من خلال 4500 عملية تمويل. ودعا الامير طلال صناديق ومؤسسات العون الانمائي العربي الى انتهاج سياسة مكافحة الفقر من خلال تقديم القروض الصغيرة وقال سموه ثبت بما لايدع مجالا للشك لمن يعمل في ميادين التنمية أهمية القروض الصغيرة ومتناهية الصغر في مكافحة الفقر والحد من اثاره السلبية في اوساط شريحة افقر الفقراء باعتبارها احد انجع الادوات للتعامل مع هذه الظاهرة وقد أن الاوان لمؤسسات العون العربي الانمائي ان تتوسع في تمويل بنوك الفقراء والتي قطع الاجفند مراحل متقدمة في تأسيسها في عدد من الدول العربية. كما دعا سموه الى تعزيز الدور التنموي للصناديق العربية بتوسيع المظلة التمويلية اكثر لتغطي منظمات المجتمع المدني وبخاصة الجمعيات الاهلية وقال سموه ان مؤسسات العون العربي الانمائي على قناعة بما يقوم به هذا القطاع من ادوار ايجابية في التنمية البشرية المستدامة جعلت الاممالمتحدة تضعه محورا رئيسيا في اجندة قمة الالفية الثالثة اعترافا بفعالية دوره في تعزيز وتقدم المجتمعات وتطورها وانه يمثل قطاعا مكملا للقطاعات التنموية الاخرى. وقد شارك سمو الامير طلال بعد ظهر أمس في الندوة التي اقامها برنامج الصادرات التابع للصندوق السعودي للتنمية بعنوان: (فرص الاستثمارات والتجارة في المملكة العربية السعودية). الجدير بالذكر ان اجتماعات البنك وصندوق النقد الدوليين تكتسب اهميتها من كونها المرة الأولى التي تعقد في دولة عربية ولتزامنها مع متغيرات اقتصادية وسياسية عالمية بالغة الاهمية. وتهدف ندوة العون العربي التي تتزامن مع هذه المناسبة العالمية التي تستقطب نحو 16 الف مشارك من الوفود الرسمية والخبراء والاعلاميين الى تسليط الضوء على الدور المهم الذي تضطلع به الصناديق العربية في التنمية الدولية عبر نصف قرن ونجاحها في تقديم نموذج مميز في مساعدات الدول الفقيرة وصياغة مصطلح (التضامن الجنوبي الجنوبي) والاستمرار في تقديم التضحيات والمساعدات التنموية الميسرة وغير المشروطة. وتعد مبادرة مجموعة الصناديق العربية بدعوة البنك وصندوق النقد الدوليين بعقد اجتماعات مجلس المحافظين في المنطقة العربية علامة بارزة في استراتيجية الصناديق الثماني التي تضم الى جانب برنامج الخليج العربي (اجفند) البنك الاسلامي للتنمية صندوق ابك للتنمية الدولية صندوق ابو ظبي للتنمية، الصندوق السعودي للتنمية، الصندوق العربي للانماء الاقتصادي والاجتماعي، الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، المصرف العربي للتنمية الاقتصادية في افريقيا، وقد انشأت المجموعة لجنة للتعاون فيما بينها وتنسيق جهود التنمية والعمل المشترك ومناقشة تمويل المشروعات المشتركة وتوحيد موقف المجموعة حيال القضايا والموضوعات التنموية المطروحة.