طالب وزير الخارجية الأمريكي كولن باول فرنسا وألمانيا بمقترحات محددة حول مستقبل العراق، في وقت انتهى فيه مجلس الأمن من مناقشة مشروع قرار عرضته واشنطن على الدول الأعضاء بشأن توسيع دور الأممالمتحدة هناك.ويقضي المشروع بتشكيل قوة دولية للمساهمة في "الحفاظ على الأمن والاستقرار في العراق" شريطة أن تكون القيادة أمريكية.. لكن باريس وبرلين رفضتا الخطة وقالتا إنها لا تتخلى عن السلطة للعراقيين أو الأممالمتحدة بالسرعة الكافية. وإلى جانب فرنسا وألمانيا اللتين قادتا المعارضة الدولية للغزو الأنجلو أمريكي للعراق، تعارض روسيا كذلك القرار الذي يحث مجلس الحكم الانتقالي في العراق على إعداد جدول زمني لوضع مسودة دستور جديد وإجراء انتخابات ديمقراطية.. فيما توقع مراقبون أن تقدم واشنطن بعض التنازلات وتدخل في خطتها قدرا من التعديلات، لكن فرنسا وألمانيا تريدان تحديدا أن يتخلى الحاكم الأمريكي للعراق بول بريمر عن بعض صلاحياته. وبينما تواجه الإدارة الأمريكية شكوكا متنامية بشأن استقرار الوضع في العراق وغموض مستقبل مشاركة الأممالمتحدة في إعادة إعماره، يلقي اليوم الرئيس جورج بوش خطابا إلى الأمة مستبقا بذلك الذكرى الثانية لأحداث سبتمبر.. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض سكوت ماكليلان: "سيكون هناك أيضا تركيز على العراق لأن العراق قضية مركزية في كسب الحرب على الإرهاب". ويتعرض بوش لانتقادات حادة بشأن الوضع في العراق حيث ترتفع وتيرة خسائر قواته يوميا، وسط مطالبات من منافسيه الديمقراطيين بتسريح وزير الدفاع دونالد رامسفيلد ونائبه بول وولفويتز بسبب "سوء حساباتهما المتكررة والخطيرة". رامسفيلد الذي قضى سحابة يوم في العراق اعترف بما يؤكد هذه الاتهامات، وقال إن الوضع في العراق صعب وإن الزعم بأن كل شيء يسير على ما يرام يجافي الحقيقة.