اعترفت وزارة الدفاع الاميركية بان الحاكم الاداري المدني الاميركي السابق في العراق بول بريمر اعتبر في ايار - مايو 2004 ان القوات العسكرية الاميركية لم تكن كافية لضمان امن هذا البلد لكن القادة العسكريين رأوا غير ذلك. وتحدث بريمر في كتاب وضعه حول تجربته في العراق بعنوان «سنتي في العراق الكفاح من اجل بناء مستقبل افضل»، بالتفصيل عن هذه المشكلة مثيرا من جديد الجدل الذي كان قائما حول اصرار البنتاغون على ارسال قوة اميركية محدودة حتى بعدما اخذت حركة التمرد تتسع في العراق.وقال المتحدث باسم البيت الابيض سكوت ماكليلان ردا على اسئلة صحافيين، ان الرئيس الاميركي جورج بوش «يرى ان القرارات المتعلقة بعديد الجيش يجب ان تستند إلى توصيات قادتنا على الارض في العراق». واضاف ان «القادة على الارض هم في الموقع الافضل لاتخاذ القرارات المتعلقة بالقوات». واكد المتحدث باسم وزارة الدفاع لورانس دي ريتا ان بريمر رفع مذكرة إلى البنتاغون في ايار - مايو 2004 قبل شهر على انتهاء ولايته للمطالبة بتعزيزات عسكرية مهمة. لكن دي ريتا اكد انها المرة الوحيدة التي طالب فيها بريمر بمزيد من القوات. وتابع ان «الاشخاص احرار بالتعبير عن آرائهم ويحق (لبريمر) تقديم وجهة نظره». واوضح ان «تحليله كان موضع درس من رئيس اركان الجيوش الاميركية والقادة العسكريين الاخرين الذين اعتبروا ان عديد القوات المنتشرة كاف وابلغوا وزير الدفاع بذلك. والامور انتهت عند هذا الحد».ولم يكشف بريمر في حينه علنا عن موقفه من هذا الموضوع. الا انه اثار ضجة بعد بضعة اشهر من انتهاء مهمته عندما اعلن في تشرين الاول - اكتوبر 2004 خلال منتدى، ان الولاياتالمتحدة «لم تملك يوما العدد الكافي من القوات في العراق». وفي حديث متلفز بثته مساء الاحد شبكة «ان بي سي»، قال الدبلوماسي السابق انه منذ بداية ولايته في العراق طرح مرارا مشكلة عدد القوات الاميركية المحدود. واكد بريمر الاحد انه ارسل في ايار - مايو 2003 دراسة وضعتها مؤسسة «راند كوربوريشن» إلى وزير الدفاع دونالد رامسفلد اشارت إلى ان عدد القوات الاميركية الضروري في العراق هو 500 الف عنصر، وانه لم يتلق ردا على طلبه. كذلك ذكر انه اثار الموضوع مع الرئيس الاميركي جورج بوش الذي رد انه سيحاول الحصول على تعزيزات من دول التحالف الاخرى.وفي كتابه، كتب بريمر انه في حزيران - يونيو 2003 قال خلال اتصال عبر الفيديو مع الرئيس الاميركي ومسؤولين اخرين ان البنتاغون يجازف باحتمال حصول عدم استقرار من خلال سحب قوات من العراق بشكل متسرع.وقال بريمر انه عبر في تشرين الثاني - نوفمبر 2003 امام نائب الرئيس الاميركي ديك تشيني عن قلقه من عزم البنتاغون تخفيض عديد القوات الاميركية في العراق اعتبارا من ربيع 2004، وان تشيني اجابه بانه يشاطره هذا القلق. واوضح انه اصبح لديه الانطباع بان البنتاغون يبالغ في تقييم مستوى القوى الامنية العراقية التي يتم تدريبها.واضاف في المقابلة مع «ان بي سي» انه قال «لنائب الرئيس لست متأكدا اننا نملك استراتيجية للفوز في هذه الحرب» موضحا ان «نائب الرئيس قال لي يساورني القلق ذاته». وكتب بريمر انه طلب في المذكرة التي رفعها في ايار - مايو 2004 من رامسفلد ارسال فرقة او فرقتين اضافيتين لمدة سنة تقريبا.واوضح بريمر «تأكدت من وصول الرسالة إلى وزير الدفاع لكن لم احصل على رد منه». ودافع بريمر عن قرار تسريح الجيش العراقي في الاشهر التي تلت الاجتياح الاميركي العام 2003 وهي خطوة رأى الكثير من المعلقين انها احد اكبر الاخطاء التي ارتكبها الاميركيون في العراق.وجاء في كتابه «ما كان بامكاننا القبول بقوة هائلة لا تملك صفة تمثيلية قمعت الشعب العراقي وهددت جيران العراق. كانت وصفة لحرب اهلية». وقال دي ريتا ان مسؤولي البنتاغون قيموا قرار حل الجيش العراقي واعتبروا في النهاية انه قرار صائب.