يشهد سكان الارض اليوم الأربعاء ظاهرة فلكية فريدة عندما يكون كوكب المريخ في أقرب مسافة من كوكب الأرض منذ العصر الحجري. ويؤكد الفلكيون انه لن يكون بمقدور اهل الارض رؤيته بنفس القرب الذي يظهر عليه اليوم قبل 284 سنة..في حين انه لم يصل الاقتراب بين الكوكبين بهذا الوضع منذ 66 الف سنة حيث بدأت من ذلك التاريخ رحلة ابتعاد المريخ عن الارض.. ويمكن رؤية المريخ الى يوم الاحد القادم بالعين المجردة، حيث سيظهر الكوكب فوق خط الأفق في الجنوب الشرقي بمجرد غروب الشمس ليكون الكوكب الأحمر أكثر الاجرام لمعانا في السماء ويظهر باللون البرتقالي. و يقول الاستاذ عبد الرحمن حمزة مغربي ماجستير الفيزياء الفلكية والباحث العلمي بمعهد بحوث الفلك والجيوفيزياء بمدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية: خلال الشهرين الماضيين ازداد لمعان و حجم كوكب المريخ لتقارب المسافة بينه وبين الأرض ليصل الى وضع الاقتران اليوم الاربعاء حيث تصل المسافة الفاصلة بين الكوكبين إلى 68217600 كلم. وعن وضع الاقتران يقول مغربي انه يعتبر أفضل وقت لرصد كوكب المريخ عندما يكون مع الأرض في مستوى واحد مع الشمس و تمر الأرض بين الشمس وكوكب المريخ. واوضح رئيس المعهد القومى للبحوث الفلكية والجيوفزيائية فى مصر الدكتور على تعيلب ان قرص الكوكب سوف يغطي مساحة 25.1 ثانية قوسية على صفحة السماء وسيكون ألمع وأكبر من أي وقت مضى وبذلك يمكن للمناظير متوسطة الحجم ان تظهر الملامح السطحية للكوكب. من ناحيه أخرى قال أستاذ الفيزياء الشمسية بقسم بحوث الشمس والفضاء بالمعهد الدكتور محمد احمد سليمان ان رؤية كوكب المريخ سوف تستمر طوال الليل من الأرض حيث يشرق الكوكب عند غروب الشمس ويغرب عند شروقها. و اوضح رئيس قسم الفيزياء الدكتور علي بن محمد الشكري ان جامعة الملك فهد للبترول والمعادن ستنظم ابتداء من الساعة التاسعة من مساء اليوم مشاهدة لكوكب المريخ في اوج تألقه في حين يصل كوكب المريخ في حوالي الساعة الواحدة بعد الظهر بتوقيت المملكة الى اقرب مسافة له الى الارض. ومنذ القدم كان لأهل الأرض ولع خاص بالمريخ وفي حين اعتبره الرومان إله الحرب.. نقلت مواقع مهتمة بمدلولات الابراج العديد من الخرافات التي تتعلق بالحظوظ السعيدة التي يهديها المريخ لسكان الارض. ومع ان حجم المريخ نحو عشر حجم الأرض الا ان أوجه الشبه الكثيرة بين الكوكبين كالتضاريس ووجود قطبين يغطيهما الثلج و السحب في الغلاف الجوي واحتوء سطحه على سهول وصحاري تتلون تربتها بلون احمر, وينتشر على السطح أحجار وأكوام الرمال كما يوجد قنوات طويلة ووديان مائية . أثارت الغالبية من المظاهر السطحية على سطح المريخ, كالأخاديد والأودية بالإضافة إلى الجو المعتدل, التساؤلات بين العلماء حول ما إذا كان هناك أي نوع من أنواع الحياة على المريخ خصوصاً بعد إثبات وجود عمليات حيوية تشبه عمليات التنفس والتغذية للكائنات الحية مع عدم وجود خلايا عضوية كتلك التي نعرفها على الأرض. الأمر الذي جعل من كوكب المريخ والبحث عن أسرار الحياة فيه من الأهداف الاستكشافية لمشروع غزو الفضاء العالمي. ومنذ عقد الستينات من القرن الماضي أظهرت الصور التي أرسلتها الأقمار الصناعية التي تدور حول المريخ والمركبات الآلية التي هبطت على سطحه مشاهد لصحارى وكثبان رملية تنتشر بها الصخور وتقطعها الأودية الجافة. ويبحث العلماء ما إذا كانت تلك الأودية عبارة عن أنهار قديمة غمرتها المياه. وتشير الحفر الضخمة التي تملأ سطح الكوكب إلى التاريخ الجيولوجي النشط للكوكب الذي أصبح هادئا مع انه يحتوي على أكبر بركان في النظام الشمسي وهو بركان جبل اولمبوس الذي يبلغ ارتفاعه 26 كيلومترا. من جهة اخرى تواجه العلماء مشكلة حدوث ازدحام مروري صغير عندما تصل ثلاث مركبات فضائية مختلفة إلى الكوكب الاحمر بحلول نهاية العام الجاري.. وحذر البروفيسور كولين بيلينجر وهو العالم البريطاني المسئول عن المركبة بيجيل-2 من وقوع تضارب محتمل بين مهمتي البعثتين الاميركية والاوروبية. وقال في مؤتمر صحفي في لندن: "قد نكون على كوكب المريخ في ازدحام مروري كبير في نهاية عام 2003". والمشكلة هي أن كلا من بعثة اكسبريس المريخ والمركبة الجوالة تعتزمان استخدام مركبة الفضاء اوديسى مارس التابعة لوكالة ناسا والتي توجد حاليا في مدار الكوكب لنقل إشارات إلى الارض. المشتري كما يبدو ليلة أمس الأول