عبدالله بن ابراهيم العامر (ابو منصور) لم يكن رجلا عاديا بمقاييس الرجال عندنا, كان نوعا فريدا من الرجال العاملين المجتهدين في اداء وظيفته، يعود الى منزله كل يوم تقريبا من عمله في شركة ارامكو السعودية حيث يعمل في حقل الجيولوجيا بعد ساعتين من نهاية الدوام, كان محبا لعمله مخلصا في تأدية واجبه الوظيفي, كان معطاء لزوجه وابنائه, بارا بوالدته, ملتزما بواجباته الاجتماعية, كان قريبا مني وكنت قريبا منه, جمعتنا صلة النسب فهو زوج اختي الدكتورة اميرة عميدة كلية الآداب بالدمام, والتي شاركها في تحقيق حلمها في ان تكمل دراستها العليا في حقل التاريخ, ابو منصور رحمه الله كان الزوج المثالي الذي شارك زوجه في تحقيق حلمها فلم يبخل بوقته ولا بماله في ان يصحبها عبر العديد من الدول في البحث والاستقصاء عن المراجع التي ساعدتها في اكمال رسالة الدكتوراه, لقد رأى في نجاح زوجه نجاحا له, كان رجلا لايتبرم او ينزعج من برامجها ومهامها الادارية في كلية البنات, بل كان عونا لها ومشجعا وداعما, ابو منصور ابن هذه الارض الطيبة كان محبا لوطنه, كان يرى ان نجاحه في عمله ونجاح زوجه في عملها هو احسن مايمكن ان يقدمه لوطنه لقد كان ابو منصور مثالا للرجال الافذاذ الذين يحتاجهم الوطن, بفقده فقدناه نموذجا مثاليا للرجال العاملين الصالحين وهم لله الحمد كثر في هذا الوطن العزيز. عرفت أبا منصور قرابة العشرين عاما لم اعرف خلالها انه اشتكى من مرض, غير ان الشهور الثلاثة الماضية كانت شهورا صعبة حيث فقد خلالها ابنه مازن ذا الثلاثة عشر ربيعا, كان محتسبا راضيا بقضاء الله وقدره, لكنه كان حزينا كاتما لحزنه, لكن من يعرفه يعرف انه رقيق الاحساس عفيف اللسان محب للإحسان, كان في غاية الانسانية, نبيلا غاية النبل, ابا وزوجا غاية في الحنو والرحمة, وصديقا محبوبا من كل من عرفه ورافقه. رحمك الله يا ابا منصور واسكنك فسيح جناته ورزق زوجك وابناءك واخوتك واخواتك واصدقاءك الصبر والاحتساب. و" إنا لله وإنا إليه راجعون"