رحيل الرجال المخلصين لوطنهم ومجتمعهم يعيد إلينا دائمًا ذكريات أعمالهم الخالدة وعطاءاتهم الجادة في وزاراتهم أو مؤسساتهم أو أي جهة ينتمون إليها، وهذا ما حدث فعلاً معي، حيث مرَّ في ذاكرتي شريط حافل بالأعمال الإنسانية الرائعة لرجل عملي معطاء رحل ولكن.. بقيت أعماله الخيّرة وأياديه البيضاء شاهدة على إنجازاته في وزارته، إنه معالي الدكتور عبد المحسن بن عبد العزيز العكاس -رحمه الله- وزير الشؤون الاجتماعية السابق، لقد عشنا معه هموم الشؤون والضمان الاجتماعي وعايش معنا هموم الإعلام وأهمية رسالته في المجتمع. أكتب اليوم كإعلامية تعاملت مع هذا الإنسان عبر وسيلة الاتصال الهادفة وهي الإذاعة، فكان تعامله إيجابيًا لخدمة الفئة التي تستفيد من خدمات وزارته. لذا أقدر قيمة مثل هؤلاء الرجال الذين لا يقبلون إلا أن تكون أعمالهم كاملة وغير منقوصة، ويتقبلون الشكاوى بصدر رحب، ويعملون على تذليل الصعاب. تذكرت هذا المسؤول المعطاء وأنا اقرأ خبر وفاته، آلمني الخبر دون شك ولكن لا راد لقضاء الله وقدره سبحانه. كان تعاملي مع معاليه من خلال برنامج إذاعي من إعدادي وتقديمي اسمه (نافذة على المجتمع) يبث على الهواء وكنت استقبل من خلاله العديد من الاتصالات المباشرة لعرض ما يعترض المستمع أو المستمعة من مشكلات وخصوصًا الأرامل والمطلقات والمرضى أو المعاقين والأيتام والأسر الفقيرة، وكان المساعد لمعاليه والمساند في تنفيذ ما يعرض علينا رجل معطاء آخر اعتبره أيضًا من النماذج الخيّرة والفريدة في تيسير الأعمال والمساعدات وحل المشكلات، وكان يساعد في تذليل العقبات من خلال التواصل بيننا الثلاثة في هذا البرنامج وهو سعادة الأستاذ محمد بن عبد الله العقلا وكيل وزارة الشؤون الاجتماعية لشؤون الضمان وكانت تأتي الحلول مباشرة مع أصحابها وأتابع مع سعادته كل هذه الموضوعات جزاه الله خيرًا، وبقي يبث البرنامج لعدة سنوات وحقق نجاحًا كبيرًا في إيصال أصوات المواطنين والمواطنات للمسؤولين وتقديم الحلول الناجعة والفورية من خلال معالي الدكتور عبد المحسن العكاس -رحمه الله- أو من خلال سعادة الأستاذ محمد العقلا وكيل الضمان، إضافة إلى الجهات المعنية الأخرى. وبالرغم من مشاغله لم يتقاعس يومًا عن تقديم المطلوب أو ما يلزم لمعاق أو يتيم أو أسرة فقيرة، احترم كثيرًا هذا التعاون الذي كان يبديه -رحمه الله- من أجل تقديم الخدمات للشؤون الاجتماعية أو الضمان الاجتماعي والارتقاء بهذه الوزارة التي تتحمل أعباء إنسانية كثيرة. ولا أنكر بأن هناك بعض المسؤولين الذين يتجاوبون من مواقعهم حينما نحتاجهم سواء من معالي الوزراء أو مجلس الشورى أو من إمارات المناطق وغيرها من القطاعات الحكومية؛ لأن الدولة وضعت هؤلاء الرجال لخدمة الوطن والمواطن في كل مكان. وهكذا كان معاليه -رحمه الله- يشعر بعظم المسؤولية والواجب نحو الوطن والمواطن، لقد رحل وبقيت بصماته شاهدة على إخلاصه في العمل وأمانته وصدقه مع الآخرين -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته وجعل أعماله الخالصة لوجه الله في ميزان حسناته وألهم أهله وأسرته ومحبيه الصبر والسلوان. [email protected]