عندما تكون مبدعا في عطائك ومجال نشاطك, فلا تلتفت للناعقين خلفك من سرب المثبطين والمستهزئين والمتفيقهين.. ذلك لئلا تنشغل بنقدهم عن مسيرة ابداعك وخطوات نجاحك!! وتذكر دائما ان لا مجتمع - البتة - يخلو من اعداء النجاح ومحبي الظهور على حساب الآخرين ونجاحاتهم! او اولئك القابعون في زوايا (الكسل) او (الفشل) هم أخطر على المبدعين من منافسيهم في ميدان العطاء.. ذلك ان المنافسة الشريفة تورث الاثراء والتجديد والارتقاء, بينما لا يورث التثبيط الا الاحباط والقعود والانكفاء, ولكم حطم هذا الاسلوب من مواهب وقدرات, والجم بسببه مفوهون ومبرزون وطاقات, فحري بالعاملين المبدعين ان يتمثلوا عند المواجهة مع اولئك قول الحق تبارك وتعالى في كتابه العزيز (واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما). انني لا اقلل هنا من اهمية النقد في عملية التقويم والتطوير, ولا أهمش هذا الفن والغي دوره في المجالات كافة, فهو بلا شك عنصر مهم وفاعل متى اتسم بالايجابية وتوافرت فيه أسس ومقومات النقد البناء والتي منها: 1- الا يكون النقد هدفا بذاته, وان لا ينتقل من نقد الأفكار الى نقد الأشخاص. 2- ان يلتزم الخلق الرفيع والموضوعية في التناول, وان لا تحمل العبارات مالا تحتمل من المعاني. 3- خدمة الموضوع والاضافة اليه وطرح البدائل عوضا عن التثريب والانتقاص. لا شك ان النقد الذي يتحلى بمثل هذه المقومات جدير بالاحترام.. ولكن ما أعنيه فيما خلا من السطور, هو ذلكم النقد الكسيح الذي يهدم ولا يبني, ذلك النقد الذي لا يرى الحسنات لفرط شغفه بالبحث عن السيئات!؟ فهذا النوع من النقد باعثه الحقد او الحسد, وتلكما الخصلتان لا يليق برجل سوى ان يتخلق بهما فضلا عن مسلم يؤمن بالله الذي قسم الاخلاق والأرزاق بين الناس بعدله وعلمه وحكمته.