* وطن الحرمين الشريفين جنة الأرض، وروضة مباركة برائحة الجنة تُعطر مدائنه أوقات الصلوات الخمس ويزكي أرجاءه الزائرون والمعتمرون، ويتوج بفضل الله بافواج الحجيج كل عام، وبنعمة الأمن والأمان، ذلك أن نهجنا نهج رباني يبعث على الثبات والأمان والاستقرار والعمق الإيماني رغم لهو الحياة وغرورها، وظهور الفساد في البر والبحر من حولنا، إلا أن الانضباط والمحافظة على الصلوات تنهى عن الفحشاء والمنكر، وهذا هو سلوك المؤمن وعمله بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا تفرقنا دسائس متشعبة ومضللة تبعث على الشر والغواية والتفرقة والحسد والشح.. ومنذ الأزل، الحق يصدح بصدق في شموخ وبيّنة وسطوع، بينما الباطل مندس في خسّة وظلمات وكذب وغلظة ووحشية وتنكر وجحود.. وعيوب الناس كثيرة لا نفضحها أو نذيعها، إذ علّمنا إسلامنا أن القوى من يملك نفسه عند الغضب، قال تعالى: (والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين)، فالإسلام ليس لفظًا بل يقينا يباشر القلب ويصدقه (العمل)، هذا هو نهج المؤمن صادق الإيمان، صحيح العقيدة، ونحن بحول الله تعالى ممن ندفع السيئة بالحسنة وممن نستر القبيح، (إن الكرام إذا صاحبتُهم *** ستروا القبيح وأظهروا الحسنا).. رسول سلام ونوايا حسنة وهذا أصل رسالتنا المحمدية في الحياة، قدوتنا رسول الله محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة وأزكى التسليم، وقد كان خلقه القرآن، تكلم بالأخلاق الفاضلة والخلق الرفيع. * إن المملكة العربية السعودية وطن الرحب والسعة والبذل والعطاء بسخاء للأشقاء عملًا على مساندتهم ومؤازرتهم، ومن باب سددوا وقاربوا لتعم الأوطان العربية والإسلامية جمعاء المحبة والألفة والإخاء. * إن علاقتنا بالأشقاء الشرفاء في أرض الكنانة علاقة وثيقة لا تزحزحها عجوز شمطاء أو أخرى منتفخة أو فئة تريد إشعال الفتن أو أيًا كان.. فالحقيقة عارية وأولئك من مظهرهم العام والدبلجة المفضوحة يتضح أن العملية كانت (محاكة) لإثارة الفتنة والنزاع والشقاق، وقد كثر في هذا الزمن أهل الفتن، المندسون بيننا من شياطين الإنس والجن. ونحن من فضل الله علينا لا تُؤذينا شكّة من هنا أو شوكة من هناك، إذ دائما نكون الحد الفاصل ما بين الحق والباطل.. قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونًا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلامًا). وأخيرًا: أدام الله علينا وعلى الأشقاء الشرفاء في مصر الألفة والمحبة، وأبعد عنا الفتن وأصحابها.