خاص للمبدعين فقط الابداع هو ايجاد شيء جديد واتقانه ، والمبدعون لهم صفات كثيرة إذ لابد من توفر الابتكار والموهبة والذكاء وحسن التصرف والمبادرة والتعاون مع الآخرين بروح الفريق ، والابداع ليس حكرا على مجال معين ، حلالا كان أو حراما - مع تحفظنا نحن المسلمين على الابداع المحرم- مسموحا أو ممنوعا ، شائعا أو مخفيا . وكم من المبدعين الذين ضيعوا الطريق ، فجعلوا ابداعهم في الشعوذة وترويج المخدرات والمسكرات ، والسرقة ، والتفحيط ، والتزوير ، والتهكير ، والغناء المحرم ، والشعر الفاضح ، وغيرها من صور الابداع المحرمة والخاطئة ، وقد تختلف معي أخي القارئ في وصف هؤلاء بالمبدعين ، لكنهم مبدعون شئنا أم أبينا ، بدليل أن هؤلاء المبدعين المنحرفين أذا صلحوا كان لهم شأن عظيم لأن شجرة الابداع لا تجتث ، ولك في "أبو زقم" مثلا و بعض المغنين العائدين أكبر دليل ، ولدينا مثال في الخرج لشخص كان مبدعا منحرفا في أكثر من مجال - لا أريد التفصيل واستبيحه عذرا لأنني أحبه - وبعد الهداية قبل 3 سنوات تقريبا أصبح علما ومثالا للداعية حتى أصبحت الأنشطة الدعوية في الخرج لا تقوم بدون مشاركته ، أسأل الله له الأخلاص والثبات والقبول . وصور الابداع المتزن كثيرة ، فهذا خطيب مفوه ملقي ، وذاك شاعر ، وذاك رسام وخطاط ومصمم للمواقع والبروشورات والدعايات ، وذاك معد مخطط للبرامج والانشطة المتنوعة ، وذاك صحفي نشط يتنقل بين الاحداث والفعاليات كالنحلة بين الزهور ، وذاك وذاك ، وهي أمثلة للعرض لا للحصر . وبعد هذه المقدمة أقف وقفتين : الأولى : دور المجتمع تجاه المبدعين ، فالمجتمع والبيئة من أهم العناصر لنجاح المبدع وعطائه ، رغم أن التاريخ يشهد أن مد الابداع لا يوقفه شيء ، لكن لو هيئ له الجو المناسب لأصبح فوق الابداع ابداع ، ولما اضطر المبدع لخوض مستنقعات الابداع المنحرف ، فالغناء دخله أكثر من الانشاد ، والتزوير أربح من تصميم اعلانات المحاضرات ، والمفحط تفتح له الطرق وتسهل أكثر من الداعية والمحاضر ، فيجب تشجيع المبدعين ، ونقدهم النقد البناء مع مراعاة أحاسيسهم ، وعض النظر عن الزلات والهفوات والترصد ، لأن للأسف ما يجري في واقعنا اليومي تجاه المبدعين مأساوي ، وذلك من خلال تقصد الاساءة له ، وتنقصه واظهار عيوب حتى لو تكن موجودة ،والنميمة خاصة عند من لهم علاقة معهم في مجاله الابداعي ، واصدار الشائعات عنهم ، واستخدام السلطة في محاربتهم وقمع أنشطتهم ، ومحاولة منافستهم منافسة غير شريفة مبنية على : "الزين عندي والشين عند غيري" ، وياليتهم يواجهنك وجها لوجه بل بأساليب قذرة تنم عن تربية متأصلة في النفوس ، كالذي يكتب على الجدران والطاولات المدرسية والحمامات . فيجب الوقوف بجانب المبدعين ، ولكم في أميرنا يحفظه الله عبدالرحمن بن ناصر أسوة حسنة ، في دعمه للمبدعين ، وانشاءه مركزا خاصا للموهوبين ، أدام الله عليك عافيته . الوقفة الثانية : هي لك أيها المبدع ، ثق بنفسك وبابداعك ولا تقف ، فالابداع مبني على التجدد ، وإلا صار قديما ، لا تستمع الى المثبطين ، فكلما زادت أصوات الحاسدين فمعناها انك قريب من الوصول ، وأنك تسير في المسار الصريح ، وقالوا "اذا ركلت من الخلف فأنت في المقدمة" ، "ولا يرمى إلا النخلة المثمرة" ، وأعلم أن الله خلقنا ناقصين دليلا لكمال الخالق سبحانه ، ففي كل عيب : فذاك لونه كذا ، وهذا فيه عيب خلقي ، وهذا فقير ، وهذا تعليمه متدني ، وذاك بخيل ، وذاك وذاك ، لذلك سيجد الحساد فيك نقصا مهما كنت ، فليكن شعارك "كفى المرء نبلا أن تعد معايبه" . فأتمنى أن اشاهد الابداع دوما يخدم محافظتي ، ويعلي شأنها ، ويجعلها في مقدمة المحافظات ، شكلا وشأنا وتطورا وريادة . سعود بن عبدالله الضحوك [email protected] السوالف السابقة : نحمد الله .. أن بلغنا رمضان بالشكر تدوم النعم يسلم راسك .. يا بو متعب أول جمعة في رمضان نحن مع القرآن .. في ومضان رحلت ... يا أبا يارا وقفة مع فيضانات باكستان نساؤنا وشبابنا مع صلاة التراويح لحظة قبيل اذان المغرب رومانسية رمضانية بين الزوجين .. في رمضان وقفة بعد مرور العشر الأولى مبروك .. فاز الشيطان عليك يا قاطع موفقون في شهر الصوم الله يهديه نورّت يا أمير اسئلة في منتصف الشهر أزمة شكر وتقدير صور من الحرم المكي رمضان في سجن الخرج ما يطلبه القراء وانفتحت "طاقة القدر" الأب والأم المسئول .. أم الشرطة والمرور هنيئا لنا ..بالخرج