أعلنت رئيسة الفلبين غلوريا ارويو أن 300 عسكري متمرد كانوا يحتلون الوسط المالي في العاصمة مانيلا، وافقوا على العودة الى ثكناتهم ووضع حد لحركتهم قبل أكثر من ساعة من انتهاء مهلة الانذار وبعد نحو 19 ساعة من عملية التمرد. وبعد مفاوضات ماراثونية اجراها قادة مجموعة تضم 296 عسكريا متمردا سيطروا في الساعات الاولى من فجر أمس الأحد على حي المال وفي جو ماطر، أعلنت ارويو وهي تبتسم في كلمة قصيرة أمام شاشة التلفزيون: إن أزمة ماكاتي انتهت، إنه انتصار للديموقراطية. وقالت ان المتمردين كان بينهم 70 من صغار الضباط وسيمثلون امام محكمة عسكرية. وأضافت: المدنيون الذين يثبت ضلوعهم في اي مؤامرة سيحاكمون، أؤكد للعالم ان هذا الحادث لا يضر بأي شكل من الاشكال باستقرارنا السياسي وامننا الوطني. وقبيل ذلك اعلن المسؤول الحكومي عن المفاوضات روي سيماتو ان العسكريين المتمردين يستعدون للعودة الى ثكناتهم، بعد أن استسلم عشرات منهم خلال محاولة الانقلاب وقبل أقل من ساعتين من انتهاء مهلة الانذار الذي وجهته اليهم الرئيسة ارويو، كما أفاد مراسل فرانس برس. وقال للصحفيين الجنرال ايمانويل تيودوسيو قائد القوات الحكومية البرية التي كانت تحاصر المتمردين انهم عادوا الى حكم القانون (أخيرا) وذلك بعد استسلام نحو خمسين منهم في بادئ الأمر. وافاد بأنه اتضح ان زعماء التمرد المعروفين ليسوا ضمن المستسلمين (الأوائل). ونفى العسكريون انهم خططوا لانقلاب عسكري وتخلوا في نهاية الامر عن مطالبهم باستقالة رئيسة الجمهورية جلوريا ماكاباجال ارويو. وتوقع اقتصاديون أن تتراجع أسعار الاسهم وقيمة العملة المحلية (بيسو) عندما تفتح الاسواق المالية ابوابها اليوم الاثنين. وقال وزير التجارة مانويل روكساس: بالقطع سيكون لهذا الحادث تأثير سلبي على اقتصادنا. بل ان قطاع الاعمال يعاني الآن من حالة صدمة. وجاء في البيان الذي كان اللفتنانت انطونيو تلايلانس وهو من أحد قادة التمرد قد تلاه في الساعات الأولى من العملية: لا نعتزم الاستيلاء على السلطة، نطالب النظام الحالي بالتنحي لأنه لا يختلف عن الانظمة السابقة، متهما الحكومة ببيع اسلحة لجماعات الثوار المسلمين والشيوعيين وبتنسيق تفجيرات لجعلها تبدو مثل هجمات المتمردين .. من أجل الحصول على مساعدات أمريكية. وقال بيان التمرد: الرصاص الذي يقتل زملاءنا الجنود يأتي من الحكومة التي نحن انفسنا نقاتل من اجلها. ونفت الحكومة هذه الاتهامات. وليس للجيش الفلبيني الذي يتألف من 113 الف عسكري دور رسمي في العملية السياسية لكنه لعب بشكل تقليدي دورا رئيسيا في تحديد من يعتلي سدة الحكم.