تسعى الهيئة العليا للسياحة بالمملكة من خلال دورها الى تحفيز نمو السياحة الوطنية باعتبارها قطاعا منتجا اقتصاديا واجتماعيا وثقافيا وتهيئة البيئة المناسبة لتحقيق التنمية المتوازنة والمستديمة وتحفيز الدعم المؤسسي لصناعة السياحة والقطاعات والنشاطات المساندة لها في المملكة. وتفاعلا مع هذا النشاط الوطني قامت (اليوم) باجراء مقابلات مع عدد من المواطنين للتعرف على رؤيتهم للسياحة الداخلية.. وابرز مقوماتها والعوائق التي تحول امام الاستثمار الامثل في السياحة الداخلية وجعلها اساسا متينا للدخل الوطني. استغلال شمال المملكة في البداية اكد حسين النمر ان المملكة تتميز بكبر مساحتها الجغرافية الا ان المناطق السياحية فيها محدودة في ثلاث جهات هي الشرقية والغربية والجنوبية وكل منطقة من هذه المناطق الثلاث تتميز بعادات وتقاليد.. خاصة الغربية والجنوبية اما الشرقية فمع حفاظها على عاداتها وتقاليدها الا انها مدينة منفتحة على العالم, وفي جميع الاحوال تظل السياحة المحلية بحاجة الى توسع اكبر حتى تخرج من اطار المركزية. واضاف النمر ان هناك مناطق حدودية للمملكة لو استثمرت في تنمية مشاريع سياحية ناجحة لكانت اقرب لاعجاب ذوق المواطنين والسائحين, ولنأخذ على سبيل المثال المناطق الشمالية لانها اكثر نسبة في انخفاض درجة الحرارة ومناطق جافة نسبيا لا تحتاج سوى اعادة تخطيط البنية التحتية ثم انشاء المتنزهات والحدائق والمنتجعات السياحية الكبيرة التي تلبي حاجات ورغبات السائحين من داخل وخارج المملكة. واشار النمر الى ان المكاتب السياحية داخل المملكة لا تخدم السياحة الداخلية بالشكل المطلوب فكثير منها تحاول عدم تقديم اي حوافز للسائحين من خارج او داخل المملكة فنسبة كبيرة من المكاتب المتخصصة بالسياحة الخارجية حين زيارتها لحجز تذكرة سفر لبلد ما تجد عروضا مغرية جدا عن السياحة الخارجية واول هذه العروض حجز تذاكر واقامة ثلاثة ايام بفندق خمسة نجوم. واوضح ان هذه الدعاية في حد ذاتها تعتبر اكبر عامل جذب سياحي في العالم اما بالنسبة لمكاتب السياحة المحلية فلا نجد لها اي نشاط او حافز يرفع مستوى السياحة الداخلية واتوقع ان يكون السبب الرئيسي وراء هذا الاختفاء هو عدم تهيئة الجو المناسب للسائحين حتى الآن رغم الدراسات والملتقيات العلمية الخاصة بالسياحة الداخلية. وقال نحن نعلم جيدا ان هناك جهودا كبيرة تبذلها حكومتنا الرشيدة في سبيل دعم وتطوير عدد من المناطق المحلية وتهيئتها لتصبح مناطق سياحية كمدينة الدماموجدةوالرياض وابها لكن هناك اشخاصا او ان صح التعبير اعداء لاقتصاد هذا البلد وهؤلاء هم في الحقيقة عملاء للدول الاخرى جندوا مكاتبهم الدعائية في المملكة لمحاربة الاقتصاد السعودي وهذه حقيقة قد لا يعرفها سوى الاقتصاديين. وقال النمر: الكثير من الشباب الذين يسافرون لخارج المملكة لاسباب معينة يمكننا تسميتها ب (القيود المحلية) التي نسمعها دائما وابدا في الاسواق والحدائق والمتنزهات والمراكز التجارية، كذلك المناطق الترفيهية والتي يمكن ان نطلق عليها (العائلة) هذا المصطلح الذي تبناه كثير من القطاعات الاستثمارية دون جدوى بالاضرار المستقبلية العائدة على مصالحهم، حيث ان كثيرا من الشباب اصبحوا لايستطيعون دخول تلك المواقع بسبب (الخصوصية). لذا فان كثيرا من ابناء الوطن اخذوا يبتعدون عن تلك الاماكن ويستبدلونها بمقاهي الانترنت ومقاهي المعسلات او بالسفر خارج المملكة. والشعب السعودي لايفكر ولا يبحث الا عن راحة البال والابتعاد عن اماكن القلق والازعاج والسفر للخارج احد الحلول المناسبة رغم المبالغ المالية التي ينفقها السائح السعودي خارج المملكة. ولنأخذ على سبيل المثال المشاعر الدينية في المملكة، كيف استطاع الاعلام السعودي في موسم الحج والعمرة ان يغطي كافة المشاعر المقدسة من خلال تكثيف الجهود البشرية لمواصلة ومتابعة مختلف الاحداث في هذه المواقع المقدسة، اذا لماذا لا يعمل التليفزيون السعودي كذلك على مواصلة جهوده المعهودة في الاجازات الصيفية، والخروج من دائرة الاضواء التي تعمل خلف الكواليس..؟ كما ان انظمة السياحة في المملكة التي تقضي بتوفير الرفاهية للعائلات فقط.. ويعني من كانت لديه اسرة يحق له دخول الاسواق والمتنزهات والحدائق والمدن الترفيهية والمشاركة في المهرجانات الصيفية.. وغيرها وهذه الفئة من الناس في الحقيقة لا تشكل سوى نسبة 40 بالمائة من عدد السائحين ككل، لذا فان ربط السياحة الداخلية بالعائلة يحتاج الى اعادة نظر ودراسة سريعة. وتفتقد السياحة الداخلية في المملكة لما يسمى بحماية السائح وهذا أعطى رجال الاعمال اصحاب الشقق والفنادق فرصة ثمينة لاستغلال السائحين من داخل المملكة او خارجها والتضييق عليهم من خلال رفع اسعار الايجارات، ولابد من ان تبادر الجهة القائمة على شؤون السياحة بالمملكة بوضع ضوابط محددة للاسعار في جميع الشقق والفنادق حسب جودة الموقع. ويضيف ابراهيم: اذا كانت المبادئ العامة لا تسمح بذلك فمن باب اولى ان تتولى الجهة المعنية بالسياحة مهمة (الاستثمار السياحي) واقصد بذلك ان تقوم الهيئة العليا للسياحة من خلال الاتفاق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية بطرح مناقصات عامة لمشاريع سياحية داخل المملكة بشرط ان يكون تصميم تلك المشاريع وتخطيطها من قبل لجان متخصصة من وزارة الشؤون البلدية والهيئة العليا للسياحة بحيث يتناسب حجم المشروع مع مساحة كل مدينة واهم ما يجب مراعاته في تلك المخططات هو: السكن سواء أكان فندقا او شققا والالعاب الترفيهية والرياضية، والاسواق، ومواقف السيارات. واكد مرتضى حسين أن هذه الملاحظات لو اخذت بعين الاعتبار ووضعت محل اهتمام من قبل المسؤولين في الدولة لكانت بلادنا من اجمل بلدان العالم ، خاصة بعد التطورات الحضارية التي شهدتها مملكتنا. اعلام سياحي ضعيف من جهته اكد ابراهيم محمد ان السياحة الداخلية تنقصها امور عدة منها الاعلام فمستوى الاعلام السياحي السعودي في الاجازات الرسمية بالمملكة ضعيف جدا وذلك ناتج عن تكرار البرامج التقليدية كمواهب وافكار, والصيف والناس وبعض المسلسلات المستهلكة, فلو قارنا على سبيل المثال بين البرامج الرمضانية والبرامج السياحية لاثبتنا فعلا ان التليفزيون السعودي بحاجة الى تطوير واعادة دراسة لرفع مستوى الاعلام السياحي في المملكة. واعتقد ان كثيرا من المواطنين الذين يغادرون المملكة في موسم الصيف بقصد السياحة هم من مشاهدي القنوات الفضائية, لان هذه القنوات لاتظهر سياستها الاعلامية الا قرب الاجازات الصيفية حيث يبدأ التنافس الكبير بين تلك القنوات ويزداد من خلال بث البرامج الدعائية عن السياحة الخارجية بآلية تجذب شوق المشاهدين. لذا فنحن بحاجة الى اعلام واسع مركز يلمس اهتمامات ورغبات الجمهور الداخلي والخارجي على مختلف المستويات, والحقيقة ان التليفزيون السعودي ما لم يرفع من مستواه الفني من خلال عرض برامج خاصة عن السياحة الداخلية كالمهرجانات التي تقام في الاسواق التجارية والمسابقات الثقافية التي تنظمها بعض القطاعات الخاصة او الحكومية فلن يكون هناك اي عامل لجذب السائحين من داخل او خارج المملكة. غياب البرامج الصيفية اما محمد المسلم فقد اشار الى عدد من البرامج الصيفية التي يجب الاستفادة منها واستثمارها فيما يخدم مجالي التربية والتعليم وعلى نفس الدرجة ان تكون هناك محاولة فعالة فيما يخص النشاط السياحي في المملكة خاصة ان الاجازة الصيفية هي المتنفس الوحيد الذي يشعر من خلاله المواطنون والمقيمون بسهولة وحرية التحرك والتجول والسفر والسياحة. لذا فان استثمار المراكز الصيفية في دعم النشاط السياحي مطلب اساسي ووطني, لاننا لو حسبنا انعكاسات او مردود تلك المراكز على ابناء التعليم من خلال تنمية المهارات العقلية والقدرات الجسدية والتنافس بروح الاخوة, لأدركنا جميعا مدى الفاعلية التي يكتسبها الطلاب من ذلك النشاط لكن اتمنى ان يضع القائمون او المشرفون على المراكز الصيفية في اعتبارهم اهمية السياحة الداخلية حتى تصبح لدى طلابنا حصيلة معرفية بالابعاد الاقتصادية والسياحية والثقافية والاجتماعية التي يمكن ان تجنيها السياحة الخارجية لارض الوطن. الثقة مطلوبة في السياحة واوضح مرتضى حسين ان السياحة الداخلية تتميز وتتمتع بنعمة الامن والامان ولله الحمد ولا ينقصها سوى ان نكون صادقين مع انفسنا اولا ثم مع الآخرين وان تكون علاقتنا مبنية على الثقة في جميع المعاملات فمتى ما تحققت هاتان الصفتان في مجتمعنا فأعتقد ان السياحة بمفهومها الشامل ستكون على ارض مليئة بالاخاء والمحبة والتكافل والتضامن. المدن الترفيهية انحصرت على العائلات فقط يمكن الاستفادة من المتاحف لخدمة السياحة