شهدت المملكة خطوات جادة في تنظيم المهرجانات السياحية لصيف هذا العام، حيث تركت هذه المهرجانات بصمات واضحة لدى المواطن والمقيم، كما تقوم الهيئة العليا للسياحة بدراسات واسعة ومكثفة لإبراز دور المملكة سياحياً وخاصة بعد انضمامها لعضوية المنظمة العالمية للسياحة، كذلك أمانة مدينة الرياض تُعنى بالجانب السياحي والترفيهي للعاصمة الرياض، ولا ننسى دور الغرفة التجارية بتنظيمها ودعمها لمهرجانات الرياض، لذا كان لنا لقاءات مع المسؤولين في عدد من القطاعات المشاركة بمهرجان الرياض للتسوق والترفيه الأول بعد اختتام فعالياته يوم أمس الخميس، للحديث عن المهرجان، والسياحة الوطنية، من حيث الإمكانات والاحتياجات ووسائل الدعم المتاحة، حيث التقينا الدكتور محسن الشيخ آل حسان المستشار الإعلامي في عدد من المراكز الترفيهية التي تدعم السياحة الوطنية وكذلك الأستاذ محمد فوزي المدير التنفيذي في فانتزي لاند، والأستاذ عبدالله الفوزان مدير عام حديقة الروضة، والدكتور عبدالعزيز المقوشي مدير عام مهرجان الرياض للتسوق والترفيه، والأستاذ خالد الشريف المدير التنفيذي في المهرجان والأستاذ ماجد الحكير الرئيس التنفيذي لمجموعة عبدالمحسن الحكير وأولاده، والدكتور تركي العيار رئيس اللجنة الإعلامية للمهرجان، والأستاذ أسامة بندراي المدير التنفيذي في مجموعة سليمان بن منصور العليان التجارية، ومدير التسويق في قرية الثمامة الترفيهية شكري بن مخاشن، وغيرهم الكثير فإلى ساحة الحوار لسياحة وطنية وفكرة المهرجان وتقويمه. ثقافة السياحة ٭ «الرياض»: كيف نبني ثقافة سياحية إيجابية في المجتمع من خلال دعم التوجه نحو السياحة الأسرية؟ ودور الهيئة العليا للسياحة؟ - د. عبدالعزيز المقوشي: أتصور أن الهيئة العليا للسياحة قامت بدور متميز في تشكيل الخارطة السياحية للوطن، وما قدمته الهيئة من دراسات وأبحاث خلال السنوات الماضية كفيل ببناء قاعدة بيانات متميزة ساعدت في عمل مخطط سياحي وطني سواء كان على مستوى الأفراد والمنشآت أو على مستوى المناطق، ولعل في خطوات هيئة السياحة المتمثلة في العمل على تنظيم مهرجانات الصيف في مدن ومناطق المملكة موضوع يستحق الإشادة والثناء لما يحققه من تنظيم لهذه الأنشطة والفعاليات وأرى أن على هيئة السياحة العمل على توزيع توقيت مهرجانات المملكة بحيث تكون العملية تكاملية أكثر من كونها تنافسية لنتمكن من بناء صناعة سياحية ترفيهية لساكني وزائري الوطن العزيز، كما أعتقد أن علينا جميعاً شكر مجهودات الهيئة في عمليات تأهيل المناطق وتطوير قدراتها، فالهيئة عملت على تنظيم ورش عمل استفاد منها كثير من منظمي الفعاليات كما أن لديها خططاً لتطوير وتنمية قدرات العاملين في قطاعات السياحة والتنظيم. - د. تركي العيار: الثقافة السياحية موجودة وتحتاج إلى المزيد من التوعية والدعم من قبل جميع وسائل الإعلام المرئية والمقروءة والمسموعة. - د. محسن آل حسان: في اعتقادي أن هناك ثقافة سياحية إيجابية في مجتمعنا السعودي فالمجميع يقر ويعترف أن السياحة المحلية توفر العديد من الفوائد وتمنع العديد من الخسائر على الأسر السعودية، فلدينا الأمان الذي تفتقده جميع الدول السياحية، ولدينا الأماكن المحافظة على أخلاقيات المجتمع، وبعض المنتجعات والمنتزهات وأماكن الترفيه، ولكن مع مزيد من الأسف نفتقد إلى حرية السياحة، حيث التفريق بين الشباب والعائلات فنحن ننادي بسياحة عائلية متكاملة لنحفظ شبابنا من الفراغ، ولنضفي على العائلة جمعاء جو الالفة والمحبة والثقافة والمرح. - أ. محمد فوزي: إن السياحة صناعة متكاملة تشكل رافداً مهماً على خريطة الاقتصاد الوطني، وهذا يحتاج إلى تكاتف جميع الجهات والهيئات مع القطاع الخاص، ولو نظرنا إلى المملكة لوجدناها تتمتع بأماكن سياحية مختلفة ومسطحات خضراء ومجمعات سياحية ضخمة ومنتجعات على أرقى المستويات لتشكل في مجموعها ملامح متكاملة للتوجه نحو السياحة الأسرية المتميزة. - أ. ماجد الحكير: إن السياحة الأسرية لها دور كبير ومهم جداً في تدعيم التواصل الاجتماعي، والسياحة الأسرية ليست مجرد ترف أو ترفيه عن النفس بل هي ضرورة نفسية واجتماعية لتعزيز الروابط الأسرية بعيداً عن أجواء المنزل التقليدي، ولذلك من المهم أن نعمل على تدعيم السياحة الأسرية وبناء ثقافة إيجابية في المجتمع من خلال التركيز على إعداد البرامج السياحية التي تتناسب مع كل أفراد الأسرة مع اختلاف أعمارها وتنوع أذواقها، فمبدأ التنوع مطلوب لارضاء الجميع هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى يجب خلق ثقافة سياحية بين المواطنين تدعو إلى احترام خصوصية الآخرين وتعتبر ذلك من الأمور المهمة بالنسبة للعائلة لكي تستمتع بوقتها في إطار من الحرية الملتزمة بخصوصية المجتمع وعاداته وتقاليده. - أ. عبدالله الربيعان: لا بد من توضيح أهداف السياحة والنتائج المرجوة منها فالغالبية العظمى تجهل النتائج الفعالة للسياحة الأسرية مع العلم أنها تقوم بها بشكل سنوي، فالسياحة هي ثقافة وترفيه وتدعيم للعلاقات وإعادة الروابط والنشاط بعيداً عن الروتين اليومي والانشغال بالأعمال اليومية فهي إعادة شحن للنشاط. - أ. عبدالله الفوزان: إن بناء الثقافة السياحية يحتاج إلى خطط طويلة الأجل تعتمد على تثقيف النشء بالدرجة الأولى لأنهم سيكونون نتاج هذه الخطط، واعتقد أن إنشاء هيئة متخصصة بالسياحة قد أثر إيجابياً على بعض الفئات وخصوصاً المستثمرين في المجال السياحي والذين بدورهم سيثرون جميع المناطق بالبنية المطلوبة التي تدعم الخدمة السياحية. - أ. أسامة بندراي: نبني ثقافة سياحية إيجابية بإشاعة الوعي الترفيهي من خلال مؤسسات الدولة ومن خلال إشاعة الترفيه والثقافة. - أ. شكري بن مخاشن: إن الثقافة السياحية لا تبنى من كلمات مجردة أو أنظمة مكتوبة وانما بالترسيخ عن طريق الوسائل الإعلانية المختلفة وكذلك ترجمة الأفكار المكتوبة إلى واقع ملموس حقيقي موافق للعادات والتقاليد التي لا تخرج عن طور العرف الاجتماعي وهذه الأمور تجعلنا نخرج بنظرة إيجابية عن السياحة ولا تحصل ردة فعل سلبية ونعمل على غرسها في أبنائنا منذ الصغر. السياحة الداخلية ٭ «الرياض»: كيف نجعل من المملكة واجهة سياحية للعائلات؟ وكيف نجذب السائح إلى الداخل ونقلل من معدلات السفر للخارج؟ - د. محسن آل حسان: إن هذا السؤال يحمل العديد من التساؤلات والمتطلبات والمجالات والإمكانيات والحريات وغيرها، وكذلك غير متوفر لدينا في الوقت الحاضر، نحن نعترف أن بلادنا واجهة سياحية حضارية مميزة، وان قيادتنا استطاعت أن تجعل من هذا البلد الآمن بقعة يتمنى العديد من السياح ورجال الأعمال زيارتها، لكن هناك صعوبة يواجهها السياح فيما لو أرادوا أن يقوموا بالسياحة أو زيارة وبالأخص للنساء الأجنبيات حينما يقررن القيام بزيارة المملكة لا بد أن يكون معهن محرم، لذا فعلى الهيئة العليا للسياحة بتوفير المناخ السياحي للجميع دون تميز إذا ما أردنا أن نكون واجهة سياحية للعائلات ونستطيع جذب السائح إلى الداخل باتخاذ الخطوات التي توفر له سياحة مريحة دون تعقيدات وصعوبات ومشاكل. - أ. محمد فوزي: إننا نستطيع جذب السياح إلى الداخل بالعديد من الوسائل مثل: الاهتمام بالإعلام السياحي، فرغم ما تتمتع به المملكة من أماكن جذب سياحية ومشاريع ضخمة إلا أنها لم تجد الدعم الإعلامي المناسب لدفعها للأمام، وضرورة الاهتمام بشمولية البرامج بأن تكون موجهة لكل أفراد الأسرة وأن تكون برامج ذات قيمة ومعنى من خلال ادخال عناصر التشويق عليها، والاهتمام بالبرامج السياحية وتطويرها من خلال تحفيز الشركات والمؤسسات على المشاركة والدعم لتشجيع الحضور وتوجيه الأنظار لوسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة لأهمية السياحة الداخلية وما تمتاز به من خلال برامج يطرحها المتخصصون على مدار العام بدلاً من أن تكون موسمية. - أ. ماجد الحكير: يجب في المقام الأول أن نرسخ مفهوم السياحة العائلية على وجهه الصحيح، بين كافة أفراد المجتمع السعودي من خلال التأكيد على أن السياحة العائلية لا تعني بأي حال من الأحوال عدم التقيد بالعادات والتقاليد أو القيم المتعارف عليها في مجتمعنا السعودي بل هي السياحة الملتزمة التي تتيح لكل أفراد الأسرة قضاء أوقات ممتعة ومريحة بعيداً عن جهد العمل وأعباء الحياة. - أ. عبدالله الربيعان: قبل أن نجعل من المملكة واجهة سياحية صيفية للعائلات يجب أن تعرف ما هي رغبات العائلات في السياحة الصيفية والأهداف المطلوبة، فعند معرفة ذلك من السهل أن نرى إقبالاً على السياحة في الداخل لتواجد ما هو مطلوب ومرجو من السياحة العائلية ضمن العادات والتقاليد والأعراف وعلى ضوئها نضع البرامج السياحية التي تلائمنا. ويمكن جذب السائح إلى الداخل بجعل فترة السياحة فترة لتوحيد الأسعار والرسوم وتحديد الأجور، فالكثيرون يذهبون للسياحة الخارجية لأن أسعار الداخل مرتفعة جداً أسوة بالخارج والسياحة الداخلية تحتاج إلى «الصقل» والكثير من العمل الدؤوب والمخلص لنجاحها، فلا بد من عمل دراسات واستبيانات للجمهور للتعرف على ما يريدونه لتكون السياحة الداخلية رائعة ورائجة. مهرجان الرياض ٭ «الرياض»: كيف تنظرون لمهرجان الرياض للتسوق والترفيه الأول في دعم السياحة الداخلية التي تنادي بها الهيئة العليا للسياحة؟ - أ. ماجد الحكير: مهرجان الرياض للتسوق والترفيه هذا العام كان تجربة سياحية ثرية لكل أبناء العاصمة والمقيمين بها والوافدين إليها، حيث إن أهالي الرياض متعطشون إلى مثل هذه المهرجانات السياحية والتي تعمل على انعاش العاصمة خلال فترة الإجازة الصيفية وتستقطب المواطنين للاستمتاع بصروحها التجارية والترفيهية المتميزة التي قلما تتواجد في أي مكان آخر. - د. المقوشي: مهرجان الرياض بدأ متأخراً واعتمدت برامجه متأخرة وواجهتنا بعض العقبات التنظيمية والتمويلية بسبب هذا التأخر لكننا نعتقد أن المهرجان قد حالفه الحظ.