اعرب عدد من اصحاب مقاهي الانترنت بالمنطقة الشرقية عن استيائهم من تعامل شركة الاتصالات السعودية ومقدمي الخدمة معهم خاصة فيما يتعلق برفع اسعار الخدمة التي تصل الى المقاهي وتخفيضها على البيوت. واشاروا في لقاءات مع (اليوم الاقتصادي) الى ان هذا التصرف من الاتصالات تسبب في وضع مشاريعهم في وضع لا تحسد عليه بعد ان كان الكثير منها يحقق خسائر منذ اشهر عديدة. واكد هؤلاء ان معظم مقاهي الانترنت التي رخصت بقرار رسمي معرضة للانهيار بسبب عدم تحملها الخسائر المتلاحقة التي اصابتها هذه المرة في العظم بعد تخفيض السعر الى ريال واحد للساعة واحتمال تقديم الخدمة مجانا في القريب العاجل الى المنازل بحسب شركة الاتصالات السعودية. يذكر ان عددا من الشركات الكبيرة مثل ارامكو السعودية تقدم هذه الخدمة مجانا لموظفيها مما يسحب البساط من المقاهي عطفا على ان غالبية موظفي الشركة هم من ذوي الدخول المرتفعة وبالتالي فان طلبهم على الانترنت اكثر من غيرهم وهو ما يفقد المقاهي نوعية راقية من الزبائن وذلك يعني اقتصار زبائن المقاهي على الفئات الاقل دخلا. ويؤكد محمد الشهري صاحب احد مقاهي الانترنت بالدمام ان موسم العطلة الصيفية هو من افضل المواسم لمقاهي الانترنت التي تعاني على مدى العام خسائر خاصة في الفترة الاخيرة حيث قامت شركة الاتصالات بتخفيض كبير في اسعار الخدمة في المنازل الامر الذي ادى الى انخفاض عدد مرتادي المقاهي الى ادنى حد ممكن كما ان التخفيض الاضافي الذي يتم بعد الساعة العاشرة ليلا يساهم هو الآخر في وضع اصحاب المقاهي في موقف لا يحسدون عليه - وانا اعرف الكثير من اصحاب المقاهي الذين يصرفون على المقاهي من ايرادات مشروعات اخرى حيث ان ايرادات المقاهي لم تعد تكفي حتى لدفع رواتب العمال وايجار المحل.. وهو الامر الذي ادى الى اغلاق اعداد كبيرة من المقاهي كان يسترزق منها الكثير من المواطنين الذين استثمروا ما لديهم من اموال فيها - فكان لاغلاقها آثار مادية ونفسية على اصحابها الذين كانوا يحلمون بتوسيع مشاريعهم الى الافضل سنة بعد اخرى بعد ان اخذت فكرة اقامة المشاريع نفسها اشهر طويلة او سنوات.. قبل التنفيذ الفعلي لها. ويشير الشهري الى انه قام مؤخرا بمبادرة لجمع اصحاب المقاهي بالدمام وذلك لدراسة الاوضاع (المأساوية) التي تعيشها هذه المقاهي وما ينتظرها من مخاطر حقيقية ستؤدي حسب قوله للقضاء عليها تماما وذلك بعد ان تقوم شركة الاتصالات بالغاء الرسوم عن خدمة الانترنت التي تصل للمنازل بينما تظل الاسعار مفروضة على المقاهي. من جانبه يشير صالح اليامي (صاحب مقهى انترنت آخر) الى ان اصحاب المقاهي يتصارعون الآن في سوق محدودة جدا وكل منهم خاسر لان التنافس على اقل الاسعار يجعل من الصعب تحقيق اية ايرادات تغطي التكاليف الثابتة والمتغيرة فضلا عن تحقيق الارباح ويشير اليامي الى ان اسعار الخدمة التي تقدمها معظم المقاهي هي 3 ريالات للساعة خلال الفترة من 8 صباحا حتى 6 مساء و5 ريالات من بعد الساعة 6 مساء حتى منتصف الليل وهي اسعار لا تحفز المقاهي للعمل الا لتغطية بعض التكاليف مشيرا الى ان تخفيض اسعار الخدمة الى المنازل الى ريال واحد فقط للساعة قصم ظهور اصحاب المقاهي الذين لم يتوقعوا انهم سيحققون الخسائر بعد ان كان هؤلاء محسودين على مشاريعهم قبل 4 أو خمس سنوات مضت بسبب الايرادات الجيدة في ذلك الوقت لهذه المقاهي. ويشير اليامي ايضا الى ان مقاهي الانترنت مظهر حضاري حديث للمدن كان ينبغي المحافظة عليها بدل التضييق وحصارها برفع اسعار الخدمة الموصلة للمقاهي وتخفيض اسعار الخدمة الموصلة للبيوت الى ادنى سعر وهو ريال واحد واحتمال الغائها قريبا لتكون مجانا - وهو سيؤدي الى ضربة قاصمة للمقاهي لا يمكن لها ان تتحملها ابدا - لان المواطنين بالطبع يريدون الارخص وعندما يكون هذا الارخص مجانا ولا يتكلف سوى قيمة الاتصال الذي خفض هو الآخر فانه سيقطع اتصاله بالمقاهي التي لا تستطيع ان تقدم الخدمة بأقل من خمسة ريالات للساعة في ساعات الذروة وثلاثة ريالات في الاوقات العادية لان تقديم الخدمة بأقل من ذلك معناه اغلاق المقهى فورا بسبب الخسائر الكبيرة - ونحن نطالب هنا بتدخل المسئولين الفعال لانهاء مشكلتنا او على الاقل التخفيف من اضرارها قبل ان تنهار جميع المقاهي التي صرفنا عليها كمستثمرين صغار دماء قلوبنا. ويشير اليامي ايضا الى ان اسعار الخدمة ارتفعت الى 4500 ريال في السنة حاليا على المقاهي بعد ان كانت 2000 ريال فقط قبل عامين - وبدل ان ترتفع الاسعار ايضا على خدمة الانترنت المقدمة للبيوت بنفس النسبة انخفضت الى سعر لا يذكر. ويشير اليامي الى ان قيام شركات مهمة مثل ارامكو السعودية بتقديم الخدمة مجانا لموظفيها وابنائهم قصر السوق على فئات اقل استخداما للانترنت وحول ما يذكر من ان رفع الاسعار على المقاهي كان بسبب الخوف على الشباب والمراهقين وللحد من بقائهم امام شاشات الكمبيوتر وعلى شبكة الانترنت خاصة على المواقع غير المفيدة - اكد ان ذلك تعسف في التطبيق لان الشباب والمراهقين الذين يدخلون على المواقع غير الجيدة - اصبح الطريق ممهدا امامهم اكثر بعد تخفيض الاسعار على الخدمة الموصلة الى المنازل وليس مقاهي الانترنت التي تخضع لاشراف ومراقبة مستمرين من الجهات المختصة وكذلك لوجودها في مكان عام. رضى علوي اكتان (صاحب مقهى ومركز حاسب آلي بالقطيف) توقع من جانبه ان تنهار المزيد من مقاهي الانترنت نتيجة لعدم تحمل الخسائر الكبيرة التي يمنون بها بسبب رفع اسعار الخدمة التي يأخذونها من مقدمي الخدمة وشركة الاتصالات ويؤكد ان الذين يبقون في السوق هم في العادة ممن لهم اعمال اخرى تتعلق بالحاسب الآلي او غيره بحيث تعوض الخسائر التي يتحملونها في المقاهي.. يضيف اكتان: ان شركة الاتصالات تتصرف للاسف مع اصحاب المقاهي وكأنها في عداء معهم وليس على أنهم مستثمرون صغار وضعوا اموالهم كلها في انشاء هذه المشاريع التي ارادوا منها الاسترزاق وحلموا بأن تكون مشاريعهم كبيرة تتوسع وتتفرع لمشاريع اخرى للحاسب الآلي واكسسواراته مثلا - ولكن الاحباط اخذ يتسرب الى هؤلاء بعد ان وجدوا انفسهم يتصارعون مع بعضهم في سوق محدودة جدا وتحاصرهم الاتصالات بالاسعار غير المعقولة والجهات الاخرى بالانظمة الصارمة المبالغ فيها. ويشير اكتان الى ان المقاهي مظهر حضاري حديث وموجود في مختلف دول العالم وهو من الانشطة المساندة للسياحة وكان من المفترض دعمها ومساندتها بدل الضغط عليها - مع وجود الترخيص. ويرى عبدالله القحطاني احد مرتادي المقاهي ان ارتياد مقاهي الانترنت اصبح احدى وسائل الترفيه الرئيسية في بلادنا في ظل محدودية وسائل الترفيه - ويشير الى ان دعم مقاهي الانترنت امر مهم وضروري بالاضافة الى كونه دعما للاقتصاد الوطني لان اصحاب هذه المقاهي هم من المواطنين والمستثمرين العاديين الذين لم يجد الكثير منهم اعمالا في القطاع الخاص او العام فاتجهوا بما يملكون من اموال لتأسيس مشاريعهم التي كانوا يأملون ان تدر عليهم ارباحا تساعدهم في مواجهة اعباء الحياة ولكنهم فوجئوا بالواقع الذي اشعر الكثير منهم بالاحباط فتحول الى نشاط آخر او غرق في المديونيات فتوقف نشاطه تماما ويدفع ديونه من ماله الخاص او بالاستدانة من آخرين. ويتفق علي سليمان الصانع مع القحطاني في ضرورة رفع المظلومية عن اصحاب المقاهي - خاصة فيما يتعلق برفع اسعار الخدمة عليهم وتخفيضها على البيوت.. ويؤكد ان هذا الامر فيه اضرار كبيرة لاصحاب المقاهي التي رخصت بقرار رسمي من الدولة - وقرار تثبيت الاسعار العالية عليها وتخفيضها على الخدمة التي تصل البيوت فيه اجحاف كبير على هذه المقاهي التي تتحمل خسائر كبيرة في الوقت الحاضر - ويقترح الصانع ان تنخفض اسعار الخدمة للمقاهي على الاقل بنفس نسبة التخفيض للمواطنين. عبدالله القحطاني علي الصانع صالح اليامي