ليسوا قلة اولئك الذين وقعوا فريسة سهلة لباعة عطر العود ودهونه ذات الانواع والاسماء المختلفة وهم باعة متجولون او ثابتون في محلات فخمة تعمل تحت اسماء كبيرة بل ان بعضهم يعمل في الخفاء في بيته فالغنيمة مغرية الى الحد الذي جعل من بعض هؤلاء الباعة اثرياء فرأسمال لايتجاوز بضع ريالات لحقيبة مملوءة بالعود تباع بعشرات او مئات الآلاف في ظل غياب الوعي بالجيد من الردئ من تلك العطور وفي ظل انعدام او تواضع الخبرة لدى مراقبي مكافحة الغش التجاري هذا ان تحركوا في حملات مداهمة لتحديد حقيقة النوع والسعر لسلع, قليلون هم من يمتلكون الخبرة والفهم فيها والتفريق بين اعواد العطر والحطب.. تلك المشكلة ينبغي الا نستهين بها او نتجاهل آثارها واضرارها البالغة ماديا على المتعاملين معها لم نسمع لمرة واحدة ان هيئة الغش التجاري قد ضبطت محاولة غش في العود ودهنه رغم انها من اغلى السلع مما شجع هؤلاء الباعة على مزيد من المبالغة في الاسعار فعين الرقيب كليلة لكننا لانجد مطمحا او مطمعا في جهد رسمي لمحاصرة هذه الظاهرة وكبح جماح تجارها لكن لنضيفها الى غريب الاخبار الصحفية وطريفها وننشرها الى جانب التيوس والصقور التي تباع باسعار خيالية في مزادات.علنية فلعل في ذلك تنبيه الى ان هناك شيئا خطأ يوجب الحذر منه فليس من المعقول ان تصل قيمة الاوقية الواحدة الى عشرة آلاف بعد جهد من الاخذ والرد في المفاصلة في السعر وان كان هناك من لايجيد فن المفاصلة وفي كلا الحالتين غالبا ما تذهب النقود هباء لمقابل فالصو انها سرقة في وضح النهار فهل من مغيث ومنقذ؟ امركم غريب! الغرف التجارية الصناعية وخاصة غرفة الرياض وهي رائدة في اطلاق الدعوات الى السعودة تمتلئ مكاتبها بغير السعوديين وعلى وظائف ليست مهنية ولاحرفية ولافنية كالسكرتارية والارشيف مثلا فهل حقا ان السعودة شعار بلاعمل؟! اذا كانت هذه هي الغرفة التجارية منطلق الدعوات والعمل في سبيل تعميم السعودة فلاملامة على المنشآت التي تختنق بشروط مكاتب العمل حتى اعاقت اعمالها واضرت بمصادر رزقها واصبحت تترنح بين اجراءات لامبرر ولاتفسير لها غير البيروقراطية والتعقيد.. اذا لاعزاء للسعودة بين هذا وذاك وألهم العاطلين الصبر حتى تفتح لهم ابواب السماء وتمطرهم الرزق دون جهد وعناء.