يبرر البعض الإقبال على شراء العطور المقلدة برخص سعرها، في مقابل العطور الأصلية ذات الأسعار العالية، ويرى بعضهم في معرض تبريره للإقبال على هذه العطور دون دراية أن العطور المقلدة لا تؤثر على الصحة. بينما يرى أحد البائعين أن الإقبال على هذه العطور سبب رواج هذه التجارة. ورغم الإجراءات التي تفرضها الأمانات لمكافحة الغش في سوق العطور، مازالت العطور المقلدة تجد طريقها لجميع الأسواق، حيث تباع أمام أبواب المساجد والأسواق وفي المحال الصغيرة، ويرى البعض أن العطور المقلدة لها زبائنها، ويعمل عليها تجار وافدون ومواطنون. ويقول محمد الغامدي (صاحب معمل شقرا للعطور الشرقية) إن نسبة مبيعات العطور داخل المملكة تزداد سنويا، وترتفع في المواسم والأعياد وشهر رمضان بنسبة 40%. ويضيف أن "أهم معوقات تطور ونمو سوق العطور هم باعة الحقائب والمقلدين للعطر المغشوش، حيث تمتلئ السوق بخلطات عطرية لا يعرف مصدرها أو أين تصنع، وهذا يؤثر على التاجر المخلص للعطور الشرقية" مقدرا أن نسبة العطور المقلدة تصل إلى 60% خصوصا المخلطات. ونبه الغامدي أن الغش موجود في كل السلع، مؤكدا على أهمية مكافحة هذا النوع من الغش التجاري، وذلك مسؤولية الجهات المسؤولة والجمارك، مشيرا إلى أن هناك عطورا مخلطة يقوم بتصنيعها معمله تحاكي المجتمع منها عطر "شاعر المليون"، و"مامادو" و"طاش" و"دندحي" و"مناحي" و"دلعني" و"ايش لونك يا القمر" و"أدوب في هواك". ويضيف الغامدي أن حجم التجارة في سوق العطور قد بلغ 4 مليارات ريال سعودي حسب آخر الإحصائيات، وأن استهلاك الرجال يرتفع عن استخدام النساء بنسبة 70%. ويقول ناجي الفهد إن "تجارة العطور المقلدة تنتشر في جميع الأسواق والمدن ولها عمال مخصصون في التقليد والتعبئة، مضيفا أن هذه العطور المغشوشة يقبل عليها غالبا أصحاب الدخل المحدود ممن لا يقدرون على شراء العطور الأصلية. ويرى هاشم لنجاوي أن العطور الشرقية محببة لكل منزل، والغش التجاري لا يقتصر على العطور، وإنما دخل في جميع المنتجات، مشيرا إلى أن الصحف المحلية تطالعنا يوميا عن القبض على مخازن للبضائع والمستخدمات اليومية جميعها مقلدة. وقال إن الكثير من المواطنين والمقيمين يروجون لتلك المنتجات، وما جعلهم يستمرون في ذلك أن الناس لا يهتمون بفعل الغش، بقدر الرغبة في شراء العطر ذي السعر الرخيص. أما أم صالح الغامدي فتقول إن المقلد يوفر للناس بديلا للماركات الغالية، بينما ترى ندا الجهني أن الحصول على الرائحة الطيبة بأقل ثمن هو المطلوب، مشيرة إلى أن العطور المغشوشة لا تمثل ضررا للصحة، وأسعارها تتراوح ما بين 10 و20 ريالا، وهو سعر بسيط يناسب البسطاء الذين لا يستطيعون شراء العطور بمبالغ تصل إلى أكثر 700 ريال. وأضافت أن النساء تحب شراء العطور المتنوعة، وخاصة العطور الشرقية والعود، والمبلغ البسيط للتوله يمكنها من اقتناء أكثر من نوع. ويقول غلام هاشم إن السوق مفتوحة لبيع جميع السلع المقلدة، وعن نفسه يقول إنه يخلط الزيوت العطرية بعطور أخرى مقلدة، ويقبل على شرائها محدودو الدخل، ويضيف أنه لا يسمي هذا خداعا وغشا طالما وجد مستهلك. من جهة أخرى أوضح مدير المركز الإعلامي بأمانة جدة أحمد الغامدي أن الأمانة تقوم بجولات ميدانية عن طريق مراقب البلديات الفرعية والإدارة العامة للأسواق الذين يقومون بهذه الجولات بصورة مفاجئة، يتم من خلالها ضبط جميع البضائع التي يعرضها ويبيعها الباعة الجائلون، ومنها العطور المقلدة التي تباع أمام المساجد وغيرها من المواقع، مشيرا إلى أن الأمانة تقوم بمصادرة تلك البضائع وإتلاف العربات المستخدمة. وأهاب الغامدي بالجميع للتعاون مع الأمانة بعدم الشراء من هؤلاء الباعة الجائلين، والإبلاغ عنهم على هاتف العمليات (940) مؤكدا أن مصدر تلك العطور المغشوشة غير معروف، مما يؤثر على الصحة العامة، وكذلك فإن الأمر ينطوي على غش بتزوير للماركات الأصلية والوكالات المعروفة. ويشير استشاري الأمراض الجلدية دكتور هشام خلف أن الكثير من العطور المقلدة يسبب أمراضا جلدية خطيرة، ومنها سرطان الجلد، حيث تدخل في تركيبتها زيوت منتهية الصلاحية ومواد كيمائية.