لبلاد الحرمين الشريفين مكانتها الخاصة في العالم اجمع ذلكم لانها قاعدة الاسلام وحصن الايمان ومعقل الدعوة الى الله فالقرآن الكريم تنزل في اراضيها ومحمد صلى الله عليه وسلم بعث من بطاح حرمها الآمن، مكة والمدينة حرمان آمنان بأمان الله. قال الله تعالى: (واذ قال ابراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر) البقرة (129) وقال ايضا: (فيه مقام ابراهيم ومن دخله كان آمنا) آل عمران (97) ويقول سبحانه: (وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا البلد آمنا) ابراهيم (35)، ويقول عز من قائل: (أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء) القصص (57)، ويقول سبحانه: (أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا) العنكبوت (67)، وقال عز وجل: (وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا) البقرة (125). اكد الدكتور صالح بن حميد ان الله سبحانه قد جمع لهذا البيت واهله وقاصديه مزيتين ضمان الرزق، والامان من الخوف (فليعبدوا رب هذا البيت الذي اطعمهم من جوع وآمنهم من خوف) قريش (3 4) لذا من الواجب على كل مسلم ان يسهم في المحافظة على هذا الجو الآمن والطمأنينة السابغة من اجل المقيمين والوافدين، وليس من حق احد التشويش على المتنسكين او تكدير صفو المتعبدين. واشار ابن حميد الى وجوب تجنب انتهاك حرمة شعائر هذا البيت زمانا ومكانا: (يا أيها الذين آمنوا لاتحلوا شعائر الله ولا الشهر الحرام) وبين ان رب العزة سبحانه وتعالى نهى عن مجرد الجدال تعظيما لحرمة المكان والشعائر.. (فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولافسوق ولاجدال في الحج. وماتفعلوا من خير يعلمه الله وتزودوا فان خير الزاد التقوى) البقرة (197). وحينما قال سعد بن عبادة لأبي سفيان يوم الفتح (اليوم يوم الملحمة اليوم تستحل الكعبة) غضب النبي صلى الله عليه وسلم ونزع الراية منه واعطاها ابنه قيسا وقال: (هذا يوم يعظم الله فيه الكعبة، ويوم تكسى فيه الكعبة). واضاف بأن حرمة المؤمنين اعظم عندالله من حرمة البيت والزمان ومع كل ما ذكر من نصوص تبين الحرمات تجرأ بعض ضعاف النفوس فانتهكوا جميع هذه الحرمات، حرمة المؤمنين، وحرمة المكان وحرمة الزمان، فأحدثوا في جوار بيت الله ارهابا وارعابا دفعهم الى ذلك خراب الذمم، وفساد الضمائر.. لقد ظنوا ان الله لن يكشف امرهم، لكن الله رد كيدهم، وتم القبض على عناصر الفساد ومعاول التخريب. الشيخ ابن حميد قال: الاسلام اسلام, والاجرام اجرام، واكد ان الاصلاح غير الافساد وايذاء الناس وانتهاك المقدسات غير التضحية والجهاد. من جهته ذكر فضيلة الشيخ صالح الفوزان ان هذا البيت اسس على التوحيد حين امر الله ابراهيم واسماعيل ببنائه فقد قال تعالى: (وعهدنا إلى أبراهيم وإسماعيل ان طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) وقال تعالى: (وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لاتشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود). واشار الشيخ الفوزان الى ان من اراد بهذا البيت وقاصديه والمتعبدين فيه سوءا اذابه الله بالعذاب كما يذوب الملح في الماء. واوضح الفوزان ان الله جعل حول هذا البيت حرما اذا دخله الخائف يأمن من كل سوء حتى في وقت الجاهلية كان الرجل يلقى قاتل ابيه فلا يمسه بسوء حتى يخرج من هذا الحرم، وقال تعالى: (أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم) العنكبوت (67) اخيرا نقول نسأل الله ان يحفظ بلادنا من كل سوء ومكروه وان يهدي ضالي المسلمين ويرد كيد الحاقدين والله الهادي الى سواء السبيل. جثة أحد الارهابيين