شامخة في الأرض.. وعالية المكان وبلد الرحمن هنيتِ مكة بحب مولاكِ أصطفاكِ لتكوني بلده الحرام والمقدس والطاهر وجعلكِ قبلة لمن فضلهم من خلقة وأغدق عليهم رحمته ورزقه ومنحهم أمنه فكنت بأمره سبحانه أمان الخائفين وسكن العباد ولهفة المشتاق كل أوقاتك في البيت العتيق ركوع وسجود وخشوع وتضرع وتذلل للخالق الواحد الذي لا معبود سواه. طواف ومناجاه ونداء من اعماق النفوس الصافيه إلهنا اغفر لنا وارزقنا الجنة. ما أعظمك يا الله بأمرك كنا خير أمة أخرجت للناس. أي حلم يستسيغه المسلم ويتمناه من قلبه وفى حياته وجوارحه إنه الحج والعمره وزيارة المسجد الحرام هذا هو كل مقصده في الحياة ثم يلقى ربه. كم لهذا التمني صدق يعبر عن حقيقته عندما يدعوه خالقه لزياره بلده وتعبده في حرمه بفرح يلبي النداء ويلقى البيت الحرام فيحتضنه بعقله وفؤاده ودمعه ويتجلى لهذا المخلوق معبوده فيزداد خفقان قلبه وانهمار دمعه يناجي مولاه لك الحمد يا الله على ان بلغتني رؤية بيتك الحرام شعور لا يوصف في هذا الانسان الملاقي ربه الموحد به والراغب منه جل جلاله أن يزيل عنه خطاياه وذنوبه نعم إنه في حضرة مالك الملك أراد وأمر قال تعالي ( وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام ابراهيم مصلى وعهدنا الى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطا ئقين والعاكفين والركع السجود ) أيه 124 سورة البقره. أجل سعدتِ مكه بالبيت العتيق والطا ئفين الطاهرين والعاكفين الراكعين والساجدين ممن دعاهم أرحم الراحمين إليك. قال تعالى على لسان الخليل إبراهيم عليه السلام ( وإذ قال إبراهيم ربِّ اجل هذا بلد آمنا وارزق أهله من الثمرات من آمن منهم بالله واليوم الآخر ) أيه 125 سوره البقره.لقد أغدق عليك يا أم القرى رب الكون بالأمن وجعله من صفاتك المميزة تخصك وحدك وجاد بتفضله وعطائه على أهلك وزوارك بأطيب الرزق من ثمرات ونعم وخيرات لا تعد ولا تحصى وأعزك حافظك بأفضل خلقه من الرسل البشير الهادى صلى الله عليه وسلم والعباد الصالحين. جزى الله ووفق خادم الحرمين الشريفين وإخوانه الميامين ودولته الرشيدة لكل ما أولته وتوليه وتسخره لبناء وعمارة وتوسعه الحرمين الشريفين وتقوم بجهود يتلمسها ويعرفها كل المسلمين. يلقون فيها الراحة والاستقرار والخير لكل ما تمنوه. كل الامم والخلائق المتواجدين في اروقة البيت العتيق وحول الكعبه المشرفه والساحات المطله يرفعون اكف الضراعة بالدعاء والشكر لمولاهم الكريم على نعمه العظيمة ويدعون لمن كان لهم الامر بعد الله في أستقبالهم ورعايتهم وجل راحتهم.ولمن يقوم بالاشراف والا هتمام بشئون الحرمين المقدسين. بارك الله فيك مكه وفي كل من تشرف وكان له الحظ السعيد في خدمتك. بورك فيه وأطال الله في عمره ورزقه من حيث لا يحتسب.