الحج هو ركن من أركان الإسلام وعبادة فرضها الله عزوجل على المستطيع وتتميز هذه العبادة بأنها عبادة جماعية تختلف عن العبادات الجماعية أو الفرائض الأخرى بأن المسلمين يجتمعون في مشاعر محددة ليؤدوا شعائر محددة من طواف وسعي ومبيت في منى ووقوف بعرفات ومبيت في مزدلفة ثم مبيت في منى ثم طواف للإفاضة وسعي لمن وجب عليه السعي، فضلا عن حاجة الحجاج إلى إقامتهم في مساكن في مكةالمكرمة ثم تشرفهم بأداء الصلوات في رحاب البيت العتيق في الحرم الشريف، وكل ذلك يقتضي إخلاصا لله في العبادة وتوجها إليه سبحانه وتعالى بصادق الدعاء، فيعيش الحجاج مشاعر إيمانية يستشعرون من خلالها أنس بالله تعالى وقربا منه عزوجل وهم يتلون آيات الله عزوجل، «وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وأمنا واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى»، ويعيشون مع الوحي الإلهي بسكينة واطمئنان وسعادة وأمان مستذكرين حديث القرآن على لسان أبي الأنبياء إبراهيم عليه السلام وهو يرفع قواعد البيت «وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود»، وقوله عزوجل»وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت أن لا تشرك بي شيئا وطهر بيتي للطائفين والقائمين والركع السجود»، فالبيت الحرام والمسجد الحرام ورحاب مكة شرفها الله هي حرم أمان بأمان الله تبارك وتعالى يجب المحافظة عليه ورعاية حرمته ليظل مكانا طاهرا من كل دنس وشرك وإيذاء أو اعتداء تعظيما لحرمة هذا البيت وإجلالا لمكانة هذا البلد الأمين «ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب». وإنني أؤكد هنا وفي ظلال شعائر مناسك الحج لهذا العام ومع ما يجري في عالمنا العربي والإسلامي من فتن تزعزع كيان الأمة ومؤامرات تقض مضاجع الحكماء على ضرورة المحافظة على مشاعر الحج وعلى رأسها المسجد الحرام في مكةالمكرمة لتظل آمانة مطمئنة وليؤدي الحجاج من أنحاء العالم الإسلامي ومن جميع رحاب فجاج الدنيا شعائر الحج كما أراد الله عزوجل بسكينة وأمان، وقد قال الله عزوجل «ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم». وإنني أسجل شكري وشكر جميع حجاج بيت الله الحرام لا بل شكر كل مسلم على وجه المعمورة إلى حكومة خادم الحرمين الشريفين وإلى الأعين الساهرة على راحة الحجاج ونشد على أيديهم ونؤكد لهم أن أمن هذه الرحاب الطاهرة هي جزء أساسي من عقيدتنا وإسلامنا وركن ركين في ديننا ولن يقبل مسلم أي إساءة أو إيذاء لمشاعر الحجاج وإنها لأمانة عظيمة ومسؤولية جسيمة تؤديها أجهزة الأمن للمحافظة على أمن وسلامة الحجاج وأمن وسلامة بيت الله الحرام تستحق المملكة عليها كل التقدير والعرفان وعظيم الشكر والامتنان. قاضي القضاة في الأردن، إمام الحضرة الهاشمية، مستشار ملك الأردن، وزير الأوقاف السابق.