عزيزي رئيس التحرير عندما يأتي الحديث عن اهم شيء في حياة الانسان بعد عبادة الله تعالى الا وهو العمل يكون حديثا ذا شجون حيث نتساءل عن العمل وماهيته ومايواجهنا اليوم من امور تعطل قدراتنا ونضيف الى ذلك تساؤلات اخرى مثل: 1 الكيل بمكيالين في التعامل مع المرؤسين، الا يسهم في انخفاض الانتاج؟ بالتأكيد ان واجب المسئولية وشرف الامانة والتكليف تفرض على المسئول ان يكون عادلا في التعامل والتعاطي مع مرؤسيه. نظرا لان الكيل بمكيالين يشرع الابواب للفساد الاداري والتسلق والتملق والنفاق ويشيع امراض الواسطة ويؤدي الى التراخي وقلة الانتاج مما يؤثر سلبا على انتاجية القوى والموارد البشرية داخل المنشأة. 2 البطالة المقنعة.. لماذا يوجد لها مكان في بعض دوائرنا الحكومية؟ ان وجود بطالة مقنعة داخل بعض دوائرنا الحكومية، ماهو الا نتاج سوء تخطيط، ايضا ولغياب عنصر التدريب وتفعيله داخل الدوائر وعلى رأس العمل، ودليل قلة الرقابة والحزم من مسئولي تلك الدوائر، ولانتشار مرض الواسطة وعوارض التكاسل والتخاذل في تنفيذ المهام الموكلة، ولغياب عنصر الموظف المناسب في المكان المناسب. 3 تقارير الاداء الوظيفي.. هل تتسم دائما بالمصداقية؟ نستطيع القول ان تقييم الموظف واعداد تقارير الاداء الوظيفي تصل نسبة المصداقية فيها الى 50% فقط، نظرا لتدخل عوامل وظروف خارجية سواء من داخل المنشأة، او من خارجها لدعم موظف ما، او الغاء اجراء متخذ في موظف ما. ولهذا نناشد القائمين على ادارة تقييم المرؤسين مخافة الله تعالى واخلاص النية والعمل واداء الامانة واجب المهنة بالاصول وعدم التراخي واحقاق الحق لصاحبه. 4 التفاني والاخلاص في العمل لماذا يصبح احيانا وبالا على صاحبه؟ بالتأكيد كل عمل يجتهد فيه الانسان، ويرضي الله تعالى فيه ويؤدي ما أوتمن عليه بصدق واخلاص وتفان الا كان الشيطان له بالمرصاد وسلط عليه شياطين الجن والانس، وبالتالي كل مجد ومجتهد محسود، وتجد له من الاعداء والحاقدين مالا نهاية، غيرة وحسد على ماهو عليه وكل ذي نعمة محسود، الا ان ما يخفف وطأة المحيط حول المجتهد هو الشعور براحة الضمير وسعادة العمل. 5 شعور الموظف بالغبن والظلم. الا يدفعه ذلك الى التسيب؟ نعم هذا وارد الا ان الواجب البحث عن السبب والمسببات وعلاج الخطأ والزلل، وتنمية الجوانب الايجابية لدى الموظف، والتقليل من الجوانب السلبية، واعتقد انه في وقتنا الحاضر ومع تزايد ضغوط الحياة ومتطلباتها، أرى اهمية تأمين استشاريين نفسيين واجتماعيين في كل منشأة، ليعملوا على مساعدة المسئولين والمرؤسين على الانتاجية وتجاوز الازمات، وبالتالي التقليل والحد من التسيب والهروب الوظيفي. 6 المسئول.. اليس من مهامه معرفة كل كبيرة وصغيرة في منشأته؟ بالتأكيد ان ذلك هو المطلوب والواجب، الا ان المسئول في النهاية بشر وغير ملم بكل شيء، وقدراته محدودة، ولهذا فان وجود البطانة الصالحة، والمساعدين المتمكنين والموثوق فيهم وفي دينهم وخلقهم، لدى المسئول والاخرين، هم خير معين بعد الله تعالى للمسئول لمعرفة كل ما يدور داخل منشأته. وهذا لايعفي المسئول من عدم الالمام بكل شيء، لأن المسئولية تحتاج الى قدرات ومواصفات خاصة جدا. 7 في ظل التوجه الشامل الى الاصلاح. هل نعي مسئولياتنا رؤساء ومرؤسين؟ ان المأمول في الجميع ان يكونوا عند مستوى المسئولية والآمال والطموح، ومطلوب من الجميع رفع الوازع الديني، ورفع درجة الوعي والفكر والفهم والادراك، ومطلوب اداء العمل والواجب والامانة، بصدق وتضحية واخلاص، وصدق نية ومراقبة الله تعالى، ايضا القضاء على الفساد الاداري والتراخي والتكاسل وعدم المبالاة بالاخرين والتهاون في اداء الاعمال الموكلة والحد من الواسطة، واعطاء المنصب والمسئولية من يستحقها علما وعملا، ولا بالواسطة والوجاهة والاساليب الملتوية وأرى انه قد حان الوقت لمحاسبة المقصر والمتراخي، ومكافأة وتحفيز المجتهد والمثابر، ماديا ومعنويا وانسانيا. ناصر بن عبدالله آلفرحان الرياض