عزيزي رئيس التحرير ارجو نشر هذه المساهمة في صفحتكم الرائدة. الفساد الاداري هو مفهوم يقصد به اساءة استخدام السلطة وقلب الحق باطلا والباطل حقا وتطويع انظمة ولوائح العمل بما يخدم طرفا ضد آخر حيث اصبح بعض المديرين يتحكمون في الادارات حسب اهوائهم ومصالحهم الشخصية وكأنهم ملاك (بضم الميم) وليسوا موظفين يتقاضون رواتبهم من الحكومة مقابل تأدية عمل وهم سواسية مع جميع الموظفين في الحقوق والواجبات. ان انعدام الوازع الديني والاخلاقي وضعف الرقابة جعل من البعض يحول الصالح العام للصالح الخاص واصبح يتحكم في مصلحة العمل ومصير الموظفين بما يخدم توجهاته ومصالحه الشخصية فلا مكان لمن يعارض سياسته الادارية او من يختلف معه من اجل الصالح العام وانما لمن يقدم له الولاء والطاعة العمياء ونقل اخبار الموظفين ودغدغة مشاعره بالمديح والثناء والاطراء، لقد شجع نظام العمل بعض ضعاف النفوس على استغلال الصلاحيات الادارية الممنوحة لهم لخدمة مصالحهم والضغط على الموظفين، فالمدير بيده الترقيات والزيادة السنوية والاجازات الاضطرارية والدورات الداخلية والخارجية وتحوير الوظائف والتنقل داخل اقسام الادارة والانتداب والعمل خارج الدوام وما الى ذلك من الصلاحيات التي اعتبرها بعض المديرين تكرما منه وتفضلا على الموظفين وكأنه يدفع لهم زكاة او صدقة من حر ماله فالمعيار عنده ليس الانتاجية او الابداع او التفاني في اداء العمل وانما العلاقات والمحسوبيات، فالمزاجية والاهواء الشخصية والكيل بمكيالين ديدن هؤلاء. ان التخبط الاداري والقرارات المجحفة والقسوة وحب الذات سمة تميز هؤلاء المديرين دون سواهم لذا اصبح من نتائج هذا الفساد الاداري كثرة الاستقالات وانعدام الانتاجية والتسيب الوظيفي والفرقة بين الموظفين والاحباط وانعدام الثقة. وفي الختام ان مفهوم الفساد الاداري لايعمم على الجميع ولكن للاسف موجودا بيننا وان كان في حدود ضيقة جدا. @@ يوسف احمد عبدالرحمن كلية الجبيل الصناعية