من أبرز سمات وخصائص الشريعة الإسلامية التوازن، والناظر بعين النظر والبصيرة يدرك ان الوسط هو منهج الإسلام في الأمور كلها قال تعالى (وكذلك جعلناكم امة وسطا) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حريصا على توجيه أصحابه رضي الله عنهم جميعا الى التوازن بين دينهم ودنياهم وبين حق أنفسهم وحق ربهم وبين متعة البدن ونعيم الروح ( إن لربك عليك حقا وإن لنفسك عليك حقا ولأهلك عليك حقا فأعط كل ذي حق حقه) والحقيقة ان الإسلام بني على الوسطية والاعتدال في العقائد والعبادات والأخلاق والسلوك كيف لا وهو دين متكامل ودستور للحياة فيه كل شاردة وواردة من أمور الدنيا والآخرة ،والتوازن بلا شك مطلب شرعي ومطلب عقلي ( ولا تجعل يدك مغلولة الى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا) ونحن في هذا الزمن بحاجة ماسة الى إتقان فن التوازن في حياتنا كلها العامة والخاصة حتى لا يطغى جانب الروح على جانب الجسد ولا جانب الجسد على جانب الروح وعندما يفقد الانسان التوازن تصبح حياته في خطر وعيشته في كدر وبالتالي تصبح الأمور عليه عسيرة والهموم عليه كثيرة وعند ذلك يبحث هذا الانسان عن مخرج وهوبلا شك موجود في صفة طيبة لو أحسن الانسان استعمالها لصلح حاله واستقام أمره , هذه الصفة تتمثل في قوله صلى الله عليه وسلم (ماكان الرفق في شيء الا زانه وما نزع من شيء إلا شانه). محماس بن عايض الدوسري