صرح وزير الخارجية اليونانية جورج باباندريو امس الثلاثاء بأن إنشاء دولة فلسطينية مستقلة وقادرة على الاستمرار سيؤدي إلى استقرار الشرق الاوسط والمساعدة على وقف الارهاب في أنحاء العالم العربي والاسلامي. وقال باباندريو المشكلة الفلسطينية متشعبة الجوانب.. إنها لاتمثل قضية الارهاب "ضد إسرائيل" فحسب، وإنما تستغلها منظمات إرهابية في المنطقة كذريعة. أدلى الوزير اليوناني بتلك التصريحات في مؤتمر لصانعي القرار ورؤساء الشركات الاوروبية والامريكية. نظم المؤتمر مركز الاصلاح الاوروبي بالتعاون مع مجموعة " أبكو" الدولية للاستشارات. وأكد باباندريو أن العالم العربي والاسلامي متوحد إزاء القضية الفلسطينية، مضيفا إذا أردت أن ترى العرب يتحركون نحو الاصلاح، فإن حل القضية الفلسطينية هو المفتاح. وتتولى اليونان حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي الذي يتكون من عضوية 15 دولة. وشدد وزير الخارجية اليونانية على أنه من مصلحة إسرائيل أيضا تلبية المطالب الفلسطينية نظرا لانه على المدى الطويل ستحتاج إسرائيل إلى العيش في منطقة مستقرة. وحذر باباندريو قائلا العيش في عالم معاد سينتهي عاجلا أم آجلا.. هذه المعيشة من شأنها تقويض مستقبل دولة إسرائيل، إذا لم يتم التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. وقال نتفهم المخاوف الامنية الاسرائيلية، لكنها ستزول بمجرد إيجاد تسوية سلمية حقيقية. وأضاف الوزير اليوناني أنه والوضع هكذا يتعين على إسرائيل الاستعداد لقبول خطة خارطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط التي صاغتها اللجنة الرباعية الدولية المكونة من الولاياتالمتحدة والاتحاد الاوروبي وروسيا والامم المتحدة، وذلك رغم الهجمات الارهابية. وأكد باباندريو أيضا أن مبعوثى الاتحاد الاوروبي إلى الشرق الاوسط سيواصلون اجتماعهم مع ياسر عرفات رغم مطالبة إسرائيل من جميع الوفود الاجنبية تجنب الاتصال بالزعيم الفلسطيني. وقال إذا كنا نحتاج إلى الاجتماع مع عرفات، فلن نتردد عن القيام بذلك..سنجتمع مع أولئك الذين نعتقد أنه يجب علينا مقابلتهم من أجل تعزيز خارطة الطريق للسلام. وحذر وزير الخارجية اليونانية أيضا الولاياتالمتحدة من محاولة تغيير الانظمة في الشرق الاوسط، مشيرا إلى أن الاحداث في العراق أظهرت أن هناك فراغا الان في السلطة تشغله حاليا مؤسسات دينية وليست ديمقراطية.كما حذر باباندريو من أن مسألة التبشير بالديمقراطية يمكن أن تكون لها نتائج عكسية، إذا اعتبرت مطرقة ثقافية تستغلها الحكومات الغربية ضد الدول العربية. وتأتي تصريحات باباندريو قبل أيام من انعقاد اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الاوروبي والشرق الاوسط في اليونان لبحث تعزيز العلاقات السياسية والاقتصادية والتجارية الثنائية بين الجانبين. ويستمر الاجتماع يومين. وأشار وزير الخارجية اليونانية إلى أنه سيغتنم فرصة عقد هذا الاجتماع لممارسة ضغوط على إسرائيل لحملها على قبول خطة خارطة الطريق وتشجيع إقامة حوار حقيقي بين أوروبا والعالم العربي.