تنعي علينا بعض المجتمعات الغربية ظلمنا السافر كما يدعون للمرأة، وحكمهم هذا نابع من وحي رؤاهم ونظرتهم البشرية القاصرة اي انهم يمتلكون معايير مغايرة لما نملكه، بل ومغايرة لما تملكه بقية المجتمعات الاخرى. العجيب انهم لا يألون جهدا في التشنيع على سلوكياتنا تجاه المرأة، على حين انهم يتعامون عن سلوكيات تلك المجتمعات الاخرى والتي بلغت شأوا عظيما في الحط من كرامة المرأة ووأد انسانيتها، فهل تراهم لم يسمعوا بما يقع على عاتق المرأة الهندية مثلا من الظلم الكبير، واي ظلم اعظم من ان تجبر او يضطرها المجتمع حولها بسبب اعتباره لها جرثومة يجب تجنبها وكيانا لا قيمة له يضطرها ذلك ان تحرق نفسها مع زوجها المتوفى!! ارأيتم بشاعة اعظم من ذلك فأين الادعياء: ادعياء حقوق المرأة الغربيين من ذلك لا نريد الاسترسال في ذكر نماذج مماثلة من الغبن والظلم الذي تعايشه المرأة في مجتمعات اخرى في القديم والحديث، فأمر ذلك لاشك معلوم للجميع، لكن ماذا عن مجتمعات اولئك الادعياء الغربيين، أتراهم بلغوا الذرى من الكمال في تعاملهم مع المرأة؟ الحقيقة انهم من ابعد المجتمعات عن ذلك كيف لا، وهاهي المرأة عندهم ومنذ اقترانها بزوج، تفقد كيانها العائلي وانتماءها الاسري، اذ انها تسمى باسم عائلة زوجها، او ليس هذا تصرفا مهينا ينم عن نظرة دونية للمرأة، على حين انها في الاسلام لها كيانها الخاص والمستقل لاحق لكائن في بخسه فضلا عن استلابه بالكلية! ان كل الذي يفهمه الغرب المعاصر من حقوق المرأة هو تعريتها من اردية الحشمة والوقار التي تضفي عليها ستارا من الامان من نزغات الاشرار. هاهي عندهم قد اعطيت كما يدعون كامل الحق في ان تلبس ما تشاء واينما تشاء، فما الذي حدث، اتخذها الرجال ألعوبة وطربا حتى اذا ما فارقها الجمال لطارىء ما او لمفارقتها سن الشباب الناضح بالحيوية والنضرة، رموها بكل سهام الضعة والنذالة، فلا اعتبار لوجودها، ولتصارع الحياة اذ ذاك بمفردها فلن يلتفت اليها احد!! اين هذا التصرف اللاانساني من نقيضه عند المسلمين، اوليست المرأة عندنا مصونة في كل مراحل حياتها، بل ويزداد احترامها واجلالها كلما تقدم بها العمر؟