هناك الكثير ممن طالب بقيادة المرأة للسيارة وأيضاً الكثير ممن عارض سواء كانوا نساء أم رجالاً وكأننا نحن النساء أخذنا جميع حقوقنا ولا ينقصنا شيء إلا قيادة السيارة.. فقبل أن نطالب بالقيادة أو نرفضها.. نطالب بحماية المرأة من إرهاب وجبروت الرجل وإعطائها جميع حقوقها التي كفلها لها الإسلام. تعاني المرأة من الإرهاب وممن..؟ من الرجل سواء كان أباً أم زوجاً أم أخاً أو حتى ربما يكون يوماً ما ابناً، إلا من هداه الله واتبع الشريعة الإسلامية السمحة في معاملة المرأة واتخذ من الرسول صلى الله عليه وسلم قدوة صالحة له، قال تعالى: {ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون} . فالرجل هنا يقوم بإرهاب المرأة وتخويفها تحت مباركة وتشجيع المجتمع له، والمجتمع الذكوري الذي هو القاضي والجلاد في نفس الوقت وأيضاً تشجيع المرأة نفسها فهي من سمحت بأن تكون ضحية لهذا القمع والظلم بصمتها وخوفها من المناقشة أو حتى الدفاع عن نفسها وحقوقها. فيا نساءنا قبل أن تطالبن بالقيادة طالبن بحقوقكن المهدرة تحت مسمى قوامة الرجل الذي للاسف استغلها أسوأ استغلال في اذلال المرأة وجعلها فريسة سهل السيطرة عليها، وهناك الكثير من الأمثلة سأذكر جزءاً يسيراً منها تدل على ظلم وتسلط الرجل على المرأة.. مثل: - عدم إعطائها حرية اتخاذ القرار.. فلا بد أن ترجع له في كل قراراتها حتى يباركها لها أو يرفضها عندما تكون غير مناسبة له شخصياً. - حب التسلط ومنعها من الخروج حتى لو كان لشيء ضروري مثل زيارة والديها أو الذهاب إلى المستشفى.. ألا يعتبر هذا تعسفاً وظلماً؟ بينما هو مخير في الذهاب إلى أي مكان سواء إلى أهله أو أصدقائه حتى ولو كان هذا على حساب بيته وأولاده ومن سيتجرأ على منعه. - فرض الرجل على زوجته السكن مع أهله. وما ينتج عن ذلك من أضرار على العلاقة الزوجية بينهما. - محاولة إهانتها وإحراجها أمام أهله. وبأنه ليس لها أي رأي عنده أو حتى قيمة حتى يظهر رجولته أمام أهله وكأن رجولة هذا الرجل مرتبطة بإهانة زوجته. - عندما يفرض عليها المشاركة «بمصاريف» البيت أو أخذ المال بالقوة منها «لمشروع يريده» والويل لها كل الويل عند الرفض فهذا السيد المطاع سيعاقبها أما جسدياً أو نفسياً.. وهناك نماذج كثيرة يندى لها الجبين. - انتقاده المستمر لها سواء لملابسها أو شكلها أو حتى طريقة كلامها وأيضاً طبخها وطريقة إعدادها للطعام لكي يهز ثقتها بنفسها وهذا يدل على ضعف شخصيته ولإحساسه بالنقص أمامها. - قال تعالى: {وعاشروهن بالمعروف}. - ضرب الزوجة المتكرر وسكوتها وخوفها منه، ألا يعد هذا إرهاباً وطغياناً. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «لا تضربوا إماء الله». - عند زواج الرجل بامرأة أخرى ويميل كل الميل إليها ناسياً عشرة زوجته الأولى وحتى ربما ينسى أولاده، أليس هذا بظلم للمرأة وتلاعب بمشاعرها وحقوقها وكأنها دمية يلعب بها متى ما أراد وعندما يمل يرميها ويأخذ الأخرى وهكذا.. فهو يترك الأولى من أجل الثانية (أقصد من أجل نفسه بالطبع) ومن ثم يمل ويأخذ الثالثة ويقوم بنفس السيناريو الذي قام به مع الأولى، وكأنه طفل صغير مدلل غير مسؤول وبدون أدنى إحساس أو شعور بالمسؤولية. قال تعالى: {فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة}. - عند اهتمام المرأة بزوجها وصبرها على أذاه يقول الناس ما شاء الله حرمة بنت ناس تعرف الأصول حتى ولو كان بعيداً عن الدين أو مدمن مخدرات بينما عندما يحدث العكس ويهتم الرجل بزوجته ويحترمها ويقدرها يقولون مسكين لعبة في يديها مسيطرة عليه... إلخ.. من الكلام الذي يكون هنا من المرأة قبل الرجل، فالمرأة عدوة المرأة. - فهي تبارك وتشجع ظلم الرجل للمرأة فأم الزوج وأخته (إلا من هداهن الله) ضد زوجة ابنهم بينما العكس لدى أهل الزوجة نجد الأم والأب والأخت والأخ مع زوج ابنتهم ويعتبر كفرد من العائلة. - عند حدوث طلاق بين الزوجين لا توجد هناك حقوق تحمي المرأة أو تحمي حقوقها. فبعض الدول العربية كمصر وغيرها نجد أن البيت من حق الزوجة بعد الطلاق حماية وصوناً لها، بينما هنا عند طلاقه لها فإنه يطرها ويرميها بالشارع سواء لوحدها أو مع أطفالها دون أدنى شعور بالمسؤولية والعشرة التي بينهما بل ويلفق قصة محبكة حول سبب طلاقه لها وبأنها سيئة لا تصلح للعشرة ولا بد من تغييرها وشراء.. عذراً.. أقصد الزواج بأخرى (لكي ينجو من لوم المجتمع له) فمن يحميها من هذا الظلم والافتراء والقهر. ألا يعتبر هذا قمة الإرهاب والطغيان. قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: «من ظلم قيد شبر من الأرض طوقه من سبع أرضين» ليس هذا فقط فمن غير المسموح لها استئجار شقة أو سكن خاص بها وبأولادها فإلى أين تذهب هذه المرأة خاصة عندما لا يكون لديها أهل أو أنها لا ترغب بالعيش معهم. فإذا كان الاستئجار ممنوعاً عنها وليس لها أهل إلى أين تذهب هل تنام في الشارع أم تستعطف وتتسول الغرباء قبل الأقرباء. فمن باب أولى وخوفاً عليها أن يوضع قانون يكون فيه البيت من حق الزوجة المطلقة وذلك حماية لها من الشارع والانحراف واستغلال الظروف من قبل ذئاب المجتمع. وأيضاً رادع للرجل لكي لا يستهين بالحياة الزوجية وبحياة أولاده. قال تعالى: {فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان}. - المرأة تعامل كمتهمة حتى تثبت براءتها وليس كما يجب أن تعيش معززة مكرمة بريئة حتى تثبت إدانتها. - ضعف المرأة وخوفها عند حدوث ضرر لها سواء ضرب أو ابتزاز مادي... إلخ.. من الذهاب إلى الجهات الرسمية سواء شرطة أو جمعية حقوق الإنسان مما يشجع الرجل على المزيد والمزيد من الظلم والطغيان. - سهر الزوج خارج المنزل حتى ساعات متأخرة من الليل وإهماله لزوجته وأولاده.. بينما المرأة محاسبة عند ذهابها وعودتها لأهلها أو أقربائها بل ربما حدد ساعة معينة للعودة إلى المنزل وكأنها طفل صغير. - ليس لها رأي وغير مسؤولة ولا بد من الوصاية عليها ومن حمايتها من نفسها أولاً ومن ثم المجتمع. - عند حدوث الطلاق بين الزوجين ووجود الأولاد مع الأم فالأب يقوم بإهمالهم وعدم النفقة عليهم بل وزيادة في الظلم والجهل وسوء التقدير لعواقب الأمور يقوم باخفاء أوراقهم الرسمية مما يؤدي إلى حرمانهم سواء في التعليم أو في العلاج وهو هنا يظلم أولاده بالدرجة الأولى الذين هم من صلبه ويضيعهم وذلك لكي يكيد لأمهم معرضاً أولاده للمهانة والإحراج. هل بلغ الظلم هذه الدرجة هي بلغ الاستهتار حرمان أطفال من حقوقهم الطبيعية في الحياة.. أو يقوم بأخذ الأولاد منها ويحرمها منهم وهو في كلتا الحالتين ظالم وطاغ. فالرجل هنا يلعب في الميدان وكأنه ثور هائج تحركه غرائزه ويقوم بما يشاء دون أن يجد رادعاً له سواء من الجهات المختصة - المحاكم ، الشرطة - أو من المجتمع. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إن الله ليملي للظالم فإذا أخذه لم يفلته». فلماذا لا يسمح للمرأة بأن تستخرج أوراقاً رسمية خاصة بها ولأولادها عند العيش معها بحيث تكون مسؤولة مسؤولية تامة عنهم فهي التي تربي وتنفق عليهم فمن الأحرى والواجب أن تكون مسؤولة عنهم رسمياً وبالأوراق الثبوتية فبذلك نحد ونكبح من عناد الرجل وغدره وظلمه. - حرمانها من إرثها وبأنها امرأة لا تحتاج ولديها زوج يصرف عليها والرجل أحق منها بذلك. وهذا بدون نقاش محرماً شرعاً، قال تعالى: {من يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين}. - خيانته لها والسفر المتكرر خارج البلاد بل وأيضاً خيانته لها في بيتها وعقر دارها مع الخادمة وغيرها.. وفي نفس الوقت التحكم بها والتشديد عليها وعدم السماح لها بالذهاب إلى أي مكان حتى ولو كان مسافراً. هل هذا خوف عليها أم شكاً بها (فالكل يرى الناس بعين طبعه). قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «عفوا تعف نساؤكم». - عند مساهمة الرجل فإنه يحق له أخذ اسم زوجته وأولاده بينما المرأة لا تستطيع المساهمة إلا باسمها فقط بل ويلغى مباشرة بمجرد مساهمة الزوج باسمها، ألا يعتبر هذا ظلماً وتعد وضياعاً لحقوق الآخرين.. كذلك الأرملة لا يسمح لها إلا بالمساهمة باسمها فقط دون أولادها مع أنها المسؤول الأول والأخير عنهم. أليس هذا تشجيع من الدوائر الحكومية على الظلم وهضم حقوق الآخرين. - فبأي حق يكون عمل المرأة بموافقة ولي الأمر وإذا كان ولي الأمر هذا عدواً لها ويمتنع من النفقة عليها فهل نساعده على الظلم وتحقيق مآربه؟ - عند حدوث مشكلة بين الزوجين ويقوم الرجل عناداً بالذهاب إلى مكان عمل زوجته وفصلها منه هل يحق له ذلك..؟ ومن ثم يقوم بتطليقها ورميها بالشارع بعد ذهاب الوظيفة إلى غير رجعة.. من ينصفها..؟؟ - نجد الرجل في قمة اللطف والكرم مع الأقارب والغرباء حتى يشتهر لديهم بأنه كريم وصاحب أخلاق ومثل بينما نجده على النقيض مع زوجته وأولاده قمة البخل معهم يحاسبهم على الريال ولا يعطيهم إلا بالقطارة مع الإهانة والتحطيم لهم على كل شيء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي». قال صلى الله عليه وسلم: «دينار أنفقته في سبيل الله، ودينار أنفقته في رقبة، ودينار تصدقت به على مسكين، ودينار أنفقته على أهلك، أعظمها أجراً الذي أنفقته على أهلك». - زواج الرجل عند ذهابه إلى كل بلد فتراه يتزوج في الفليبين والصين وسوريا.. وغيرها من البلاد وما ينتج عن ذلك من أطفال ينشأون - بعد اختفاء والدهم غير المسؤول - بدون هوية.. أطفال جاءوا لهذه الدنيا نتيجة لنزوة رجل بدون أي إحساس بالمسؤولية فالغريزة هي المتحكمة به.. هل هذه رجولة.. - زواج المسيار الذي يتم به الزواج من امرأة بدون شروط وبدون حقوق كالمبيت والنفقة وأيضاً شرط عدم إنجاب الأطفال وعدم الإعلان، هل هذه شروط صحيحة وسليمة؟؟ هل الزواج في الإسلام يقوم على الرغبة وإشباع الغريزة فقط أم أنه هدف سام لحماية المرأة والرجل وبناء علاقة شرعية ومن ثم بناء كيان أسري مستقل. فالرجل يستغل كل نقطة في صالحه ويتعامل مع المرأة من باب الجنس والرغبة فقط لا غير.. وللأسف المرأة من سمحت له بذلك..؟؟ - عند تقديم شكوى إلى الشرطة أو الهيئة أو أي مكان تتعامل معه المرأة يسأل أين ولي أمرك وإذا كانت هذه المرأة ليس لها أحد أو أن ولي أمرها هو الخصم سواء زوج أو أخ فماذا تفعل؟ ألا يحق للمرأة أن تكون مسؤولة مسؤولية تامة عن تصرفاتها كشخص بالغ عاقل؟ فلماذا تعامل كالطفل أو المعتوه السفيه غير المسؤول..؟ وغيرها وغيرها.. وأخيراً.. كيف بامرأة مقموعة في بيتها ونفسيتها محطمة ليس لها قرار أو حتى رأي في أبسط شيء يخصها كيف تربي وتنشئ جيلاً واثقاً من نفسه ينهض بالمجتمع - فنهضة المجتمع من نهضة الأسرة ونهضة الأسرة من نهضة المرأة (فالأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعباً طيب الأعراق). فلن يخرج من هذه المرأة المهانة المحقرة إلا جيل بدون رأي مهزوز أمعة سهل التأثير عليه واصطياده من قبل العصابات أو المجتمعات الإرهابية، أو جيل عدواني مخرب. لا بد من تحرك المجتمع واهتمام المحاكم والقضاء بوضع القوانين الموافقة للشريعة الإسلامية التي تحمي المرأة وحقوقها. قوانين تحمي المرأة والأطفال.. قوانين تحمي المجتمع فحماية المجتمع من حماية المرأة واعطاؤها حقوقها التي كفلها لها الإسلام بدون زيادة أو نقصان. فيا عزيزاتي النساء لا تسمحن للرجل بإهانتكن وظلمكن مهما كان، فالإسلام أعطاكن الكرامة والحرية فعندما يهينك الرجل أو يعاملك بظلم وعدم احترام.. فتأكدي أنت من سمح له بذلك وأعطاه الضوء الأخضر لكي يعمل ما يشاء. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «واتق دعوة المظلوم فإنه ليس بينها وبين الله حجاب».